اعتقال إيريك لوران يُهدد علاقات فرنسا بالمغرب؟

30 اغسطس 2015
إيريك لوران (تويتر)
+ الخط -
أثارت قضية اعتقال الصحافي والكاتب الفرنسي ايريك لوران وزميلته كاترين غراسييه في باريس بتهمة ابتزاز ملك المغرب الكثير من التساؤلات المحيرة. فكيف يتجرأ صحافي متمرس مثل ايريك لوران في خريف العمر على ابتزاز الملك المغربي وطلب 3 ملايين يورو مقابل عدم نشر كتاب عنه؟ هل يتعلق الأمر بحماقة كبيرة أم أن الصحافي وقع في مصيدة دبرتها له جهة ما؟

والغريب في هذه القضية أن إيريك لوران يعرف المغرب معرفة دقيقة وله اطلاع عميق بمؤسساته، بخاصة المؤسسة الملكية. وكان على علاقة جيدة بالملك المغربي الراحل الحسن الثاني الذي خصص له عام 1993 كتابا شهيرا بعنوان "مذكرات ملك" وهو الكتاب الذي اعتبر وقتها مبادرة لتلميع صورة الملك الراحل التي تعرضت للكثير من الانتقادات بسبب أوضاع حقوق الإنسان في المغرب. كيف إذن، مثلما قال محامي العاهل المغربي إيريك دوبون موريتي في تصريح لإذاعة RTL، ينتقل إيريك لوران من دور مداح الحسن الثاني إلى دور المبتز لابنه محمد السادس؟

كما أن ايريك لوران سبق له أن نشر كتابا عن الملك محمد السادس، بمشاركة الصحافية كاترين غراسييه، عام 2012 بعنوان "الملك المفترس" تناول فيه بالكثير من الانتقاد والتحامل أحياناً ما سماه "استئثار الملك المغربي بالسياسة والاقتصاد في المغرب" ولم يحمل الكتاب في طياته أي جديد يذكر، بل إنه كان في الواقع تجميعا وتركيبا لمقالات سبق أن نُشرت في الصحافة المغربية المستقلة عن ثروة الملك واستثماراته المالية. ورغم النبرة القاسية والهجومية لهذا الكتاب لم يصدر عن السلطات المغربية أي رد فعل تجاهه.

ويرى بعض المتتبعين للعلاقات الفرنسية المغربية أن هذه الواقعة كانت ستكون لها عواقب وخيمة على العلاقات بين باريس والرباط، لو أنها جاءت في سياق الفترة التي طبعها الجفاء بين البلدين العام الماضي، والتي انتهت بعودة المياه إلى مجاريها بعد جهود كبيرة قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند شخصيا، لتخفيف غضب السلطات المغربية إثر استدعاء مدير المخابرات المغربية عبداللطيف الحموشي للتحقيق معه في دعوى بالتعذيب خلال زيارة له إلى باريس.


اقرأ أيضاً: "زاروبة" المسؤول المتحرّش وتغريدات جودة
المساهمون