الحوثيون يُهيّئون إعلامياً لتحالف مع القاعدة

23 يونيو 2015
+ الخط -
فجّر الحوثيون ما اعتبره البعض "قنبلةً"، قبيل مفاوضات جنيف بعقدهم مفاوضات لأول مرة مع الولايات المتحدة التي يصفونها بـ "قوى الاستكبار" في عُمان، ليبدأ بعدها "قائد الرأي" الحوثي توفيق الحميري بالدعوة إلى الحوار مع تنظيم "القاعدة". لا تتوقف مواقف الحوثيين المفاجئة، خاصةً بعد فشل حركتهم في الخروج بأي مكسب من مفاوضات جنيف، وبعد فشل مليشياتهم باقتحام مناطق المواجهات، في الوقت الذي يستمر فيه التحالف العربي في دك قواعدهم بشكل كثيف.

وفي الوقت الذي جدد فيه الإعلامي الحوثي علي البخيتي، اتهامه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بدعم القاعدة في اليمن، صُدم زميله القيادي الحميري لعدم دعوة الأمم المتحدة القاعدة لتمثيل قضيتها، وعرض مطالبها أمام مفاوضات جنيف التي انتهت الأسبوع الماضي بالفشل.

ويرى إعلاميون أنّ هذه التصريحات تأتي ضمن مهام الإعلام الحوثي للتهيئة النفسية لأتباعهم، من أجل تقبل تطبيع جديد ومناقض للجماعة مثل التحالف الذي عقدوه مع المخلوع صالح الذي كانوا يتهمونه بكل ما مر به اليمن من مآس؛ وذلك بهدف زيادة تعقيد الوضع السياسي أكثر مما يتيح لهم سهولة التمدد على الأرض.

وعقب صدور تصريحات الحميري بساعات، انتشرت أنباء في صحف مختلفة، تحدثت عن توجه عناصر استخباراتية تابعة للمخلوع والحوثي إلى مدينة تعز لتجميع مقاتلين شباب والعمل بطريقة سرية، وتحريضهم على إقامة "الدولة الإسلامية" فيها، حيث أخفق تحالفهما في إنجاز تقدم فيها طوال الأشهر الثلاثة السابقة.

اقرأ أيضاً: نائب موالٍ للحوثيين يعرض موقعه للبيع

ولا يخفي مراقبون إعلاميون احتمال تسليم الحوثيين مدن الجنوب إلى القاعدة، بعد هذه التهيئة الإعلامية لتعقيد الوضع هناك، بعد أن لاقوا مناهضة قوية من الجنوبيين حين اشترطوا في جنيف تسليم المدن الى أحد فصائل الحراك الجنوبي المناوئ للسلطة الشرعية، الأمر الذي أثار حفيظة الجنوبيين الذين اتهموا الحوثيين بالسعي إلى تقسيم الموقف الجنوبي ضد المد الحوثي المسلح، ولخلق صراع جديد بين المكونات الجنوبية.

وقال الإعلامي عبد الباسط الجرباني إنّ الحوثيين بتبنيهم سياسة المماطلة والتعقيد أثناء الحوارات، يسعون إلى كسب الوقت وخلق آمال قريبة أمام بسطاء اليمنيين، بعد أن ضاق بهم الوضع الأمني القاتل والحال المعيشي الخانق. ويؤكد الجرباني أن "الحرب بين الحوثيين والقاعدة إعلاميّة فقط، بينما يتّحدون فعلياً في الهدف والممارسة، فكل منهما يقول إنه يحارب الآخر، بينما يستهدف الحوثيون المقاومة المحلية من أبناء عدن وتعز وغيرهما، بينما تسيطر القاعدة على حضرموت البعيدة منذ أكثر من شهر من دون أن يتحرك أحدهما ضد الآخر في أي منطقة".

من جهته، لم يستغرب الإعلامي علي الغابري احتمال حدوث تقارب حقيقي حوثي-قاعدي، وبتسهيل من داعمهما الأساسي صالح، بسبب اشتراكهما في الأسلوب وحجج الدين وتوحدهما في الهدف؛ وهو ضرب وجود قوي للدولة ووجود مواجهة تجمعهما ضد السعودية. ويُشير الغابري إلى أنّه "بينما اعترف داعش بتفجيراته الأخيرة جوار مساجد في صنعاء نهاية الأسبوع الماضي، دأب الحوثيون على التغطية عليه ليتهموا رسمياً المخابرات السعودية والأميركية بالوقوف خلف تلك التفجيرات".

اقرأ أيضاً: إعلامي حوثي يعترف: إيران تُهين اليمن
المساهمون