إعلام أميركا: انتخابات وإسلاموفوبيا وأسلحة

06 ديسمبر 2015
غلافا صحيفتي "نيويورك تايمز" و"دايلي نيوز" (تويتر)
+ الخط -
بينما يفتح المرشح الرئاسي دونالد ترامب على المسلمين، بمشاركة "فعّالة" من قبل قناة "فوكس نيوز" بالإضافة إلى الإعلامي بيل ماهر، عبر خطاب إسلاموفوبوي واضح ارتفعت حدّته بعد هجمات سان برناردينو في كاليفورنيا، نتج عنها غلاف عنصريّ من صحيفة "نيويورك بوست"، والتي عنونت "مسلمون قَتَلة"، في صفحتها الأولى بعد يومٍ من الاعتداء... كانت قناة "سي إن إن" تُناقش أمس كيف "حوّلت تشفين مالك زوجها إلى راديكالي"، بعد اقتحام وسائل إعلام أميركيّة لمنزل المتّهمين في الهجوم، سيد فاروق وزوجته تشفين مالك، وبحثهم في الأغراض، ليلعبوا دور المحقّقين.
هذا كان من ناحية واحدة، لكن على الجانب الآخر، كانت وسائل إعلام أخرى، كصحيفتي "نيويورك تايمز" و"دايلي نيوز"، تتحدّثان عن المشكلة الحقيقيّة في جميع حوادث السلاح التي حصلت هذا العام في الولايات المتحدة الأميركيّة، والتي فاق عددها عدد الأيام هذه السنة، بحسب ما نقلت بعض الصحف.

ولأوّل مرّة منذ العام 1920، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" افتتاحيّة على صفحتها الأولى، أمس السبت، الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2015. في المبادرة النادرة، والتي تُعتبر بمثابة "كسر عُرف أميركي بعدم نشر افتتاحيّات"، دعت الصحيفة إلى حظر أنواع البنادق التي استُخدمت في هجوم مدينة سان برناردينو، كاليفورنيا، الذي قُتل فيه 14 شخصاً. 

وعمليّة القتل في سان برناردينو، تمّت بعد شراء بنادق من عبار 223، تمّ شراؤها بشكلٍ مشروع. وكتبت الصحيفة: "ينبغي حظر امتلاك المدنيين لبعض أنواع الأسلحة مثل البنادق القتالية المعدلة بعض شيء التي استخدمت في كاليفورنيا وبعض أنواع الذخيرة".

وقالت الصحيفة في افتتاحيّتها، عن جرائم القتل الأخرى التي حصلت هذا العام في الولايات المتحدة: "لنكن واضحين. أعمال القتل العشوائية هذه هي بشكل ما أعمال إرهاب".


اقرأ أيضاً: الإعلام الأميركي يقتحم شقة المتهمَين باعتداءات كاليفورنيا

وتأتي افتتاحية صحيفة "نيويورك تايمز"، بعد يوم واحد من افتتاحيّة صحيفة "دايلي نيوز" التي تصدر في نيويورك أيضاً، والتي قالت "الأخبار تقول إنّه (سيد فاروق) إرهابي، لكن هؤلاء أيضاً، ونشرت صور مطلق النار على المركز الصحي وقاتل السود في كنيسة تشارلستون، بالإضافة إلى صورة رئيس "الرابطة الوطنيّة للبنادق" NRA. 

هذه الافتتاحيّة جاءت رداً على افتتاحيّة الصحيفة المحافظة "نيويورك بوست" والتي قالت "مسلمون قتلة". كما أصدرت الصحيفة نفسها صفحة رئيسيّة أخرى، وصفت المرشحين للرئاسة الأميركيّة عن حزب الجمهوريين بـ"الجبناء"، رداً منها على إدانتهم لهجوم كاليفورنيا بينما هم يتمسّكون بالقانون الذي يسمح اقتناء السلاح للمدنيين". واعتبرت الصحيفة في افتتاحيّتها التي اعتُبرت من "أقوى الافتتاحيات في الصحافة الأميركيّة"، أنّ "الصلوات لأرواح الضحايا لن تحلّ المشكلة".


اقرأ أيضاً: القصة الكاملة لمذبحة كاليفورنيا: الإلهام "الداعشي" لـ"الذئاب المنفردة"