الانتخابات التشريعية الفرنسية: تقدم ائتلاف اليسار واليمين المتطرف ثالثاً

07 يوليو 2024
زعيم "فرنسا الأبية" في باريس منتشياً بنتائج الانتخابات التشريعية، 7 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **نتائج الانتخابات**: لم يحقق أي حزب الأغلبية المطلقة، حيث تقدم ائتلاف اليسار على اليمين المتطرف، مما منع حزب "الجبهة الوطنية" من تشكيل الحكومة.
- **ردود الفعل**: وصف زعيم "الجبهة الوطنية" التعاون بين القوى المناهضة لحزبه بأنه "تحالف مشين"، بينما دعا زعيم "فرنسا الأبية" الرئيس للاعتراف بالهزيمة. سادت حالة من الفرح بين أنصار اليسار والحزن في مقر "الجبهة الوطنية".
- **مستقبل الحكومة**: دعا الرئيس الفرنسي إلى توخي الحذر في تحليل النتائج، مشيراً إلى أن كتلة الوسط لا تزال "حيّة". رئيس الوزراء أعلن استقالته مع تعهده بمواصلة مهامه.

لم يحقق أي حزب الأغلبية المطلقة في الدور الثاني من الانتخابات التشريعية الفرنسية التي جرت يوم الأحد بعد أن أظهرت استطلاعات رأي تقدم ائتلاف ينتمي لتيار اليسار على اليمين المتطرف، في مفاجأة كبيرة ستمنع حزب "الجبهة الوطنية" بقيادة مارين لوبان من تشكيل الحكومة. وتمثل هذه النتيجة انتكاسة كبيرة لليمين المتطرف، الذي توقعت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات فوزه بفارق مريح قبل أن يتعاون تحالفا اليسار والوسط من خلال سحب عشرات المرشحين من السباق الانتخابي لتوحيد الجهود في مواجهة "الجبهة الوطنية".

وأظهرت استطلاعات رأي مستندة إلى نتائج أولية أن من المتوقع أن يأتي حزب "الجبهة الوطنية" في المركز الثالث الانتخابات التشريعية الفرنسية. وفي أول رد فعل له، وصف زعيم "الجبهة الوطنية" جوردان بارديلا التعاون بين القوى المناهضة لحزبه بأنه "تحالف مشين" سيصيب فرنسا بالشلل. وسينقسم البرلمان إلى ثلاث مجموعات كبيرة ذات برامج مختلفة تماما لم يسبق أن تعاونت مع بعضها من قبل.

ودعا زعيم حزب "فرنسا الأبية"، جان لوك ميلانشون، (أقصى اليسار) الرئيس الفرنسي، إلى الاعتراف بالهزيمة، ورحيل رئيس الوزراء، غابرييل أتال، بعدما دعا ماكرون إلى انتخابات مبكرة بعد أن مُني حزبه بهزيمة في انتخابات البرلمان الأوروبي الشهر الماضي. وتوقعت استطلاعات الرأي فوز تحالف اليسار، الذي يضم أقصى اليسار والاشتراكيين والخضر، بما يتراوح بين 172 و215 مقعدا من أصل 577. وعادة ما تكون هذه التوقعات موثوقة. وانفجرت صيحات الفرح والارتياح في تجمع لأنصار تحالف اليسار في باريس بعد إعلان التوقعات. وفي مقر حزب الخضر صاح نشطاء فرحاً واحتضنوا بعضهم بعضاً. وقالت حفصة حشاد (34 عاماً) "أشعر بالارتياح. بوصفي طبيبة وناشطة في مجال البيئة أحمل الجنسيتين الفرنسية والمغربية، فأنا أرى أن المقترحات التي أعلن اليمين المتطرف تنفيذها إذا شكل الحكومة ضرب من الجنون".

وعلى النقيض من ذلك، سادت حالة من الصمت والحزن في مقر حزب "الجبهة الوطنية"، بينما كان أعضاء الحزب من الشبان يتفقدون هواتفهم للاطلاع على نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية. وقالت مارين لوبان إن الرئيس الفرنسي في وضع "لا يمكن الدفاع عنه"، معتبرة أن حزبها خسر فقط بسبب التصويت التكتيكي بين ائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة ومعسكر ماكرون. وأضافت "لقد تأخر انتصارنا فقط". وتشير التوقعات إلى أن حزب "الجبهة الوطنية" سيحصل على ما بين 115 إلى 155 مقعداً. وستكون هذه النتيجة مهينة لماكرون الذي من المتوقع أن يأتي تحالفه المنتمي لتيار الوسط في المركز الثاني بفارق ضئيل ويفوز بما يتراوح بين 150 و180 مقعداً.

ودعا الرئيس الفرنسي إلى "توخي الحذر" في تحليل نتائج الانتخابات التشريعية لمعرفة من يمكن أن يتولى تشكيل حكومة، معتبرًا أن كتلة الوسط لا تزال "حيّة" جدًا بعد سنواته السبع في السلطة، حسبما أفادت أوساطه مساء الأحد. وقال قصر الإليزيه بُعيد ذلك إن ماكرون ينتظر "تشكيلة" الجمعية الوطنية الجديدة من أجل "اتخاذ القرارات اللازمة". أما رئيس الوزراء الفرنسي، غابرييل أتال، فعلق على النتائج الأولية للدور الثاني من الانتخابات التشريعية قائلاً: "هذه الليلة ليس هناك أغلبية مطلقة يقودها المتطرفون"، مضيفا "وذلك بفضل التزامنا ونظرا لقوة قيمنا، مازلنا صامدين". وتابع: "لقد حصلنا على ثلاث مرات أكثر من عدد النواب بالمقارنة مع ما كانت تقدمه التقديرات بداية هذه الحملة الانتخابية". وكشف أتال أنه سيقدم استقالته غدا الاثنين مع تعهده بمواصلة مهامه "مهما تطلب ذلك من وقت".

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)