دليلك إلى مواصلات إسطنبول.. احذر هذه الأشياء

19 يونيو 2017
( في شوارع اسطنبول، تصوير: جوزيف بوليروس)
+ الخط -

تمتلئ شوارع إسطنبول السياحية بالزوّار العرب بداية من فصل الصيف حتى نهايته، بخلاف المقيمين بها. فلا تتعجّب إذا وجدت حولك من يتحدّث العربية بخلاف اللهجات واللكنات، فبات معلومًا اليوم أنه موسمٌ للسياح، حيث راعت فيه المحلّات التجارية والبلدية ذلك بتوفير لوحات وإعلانات باللغة العربية للتيسير على الزوّار، وبقيت وسيلة النقل هي الأصعب في الرحلة، وبالتواصل مع مقيميين بإسطنبول قدّموا لنا دليلًا للمواصلات، ليس بصيغة رسمية ولكن بصورة ملامسة للواقع.

تضم مدينة إسطنبول ما يزيد عن 13 مليون نسمة، وتعاني من الزحمة المرورية في أوقات الذروة؛ بدءًا من الساعة السادسة حتى العاشرة صباحًا، ومن الرابعة حتى التاسعة مساءً، وهي أوقات الذهاب والعودة من العمل التي يفضّل تجنّبها.


بطاقة المواصلات
أرشدتنا منى السيد؛ فور نزول الزائر للمدينة بشراء بطاقة مواصلات متوفّرة في أكشاك صغيرة تبيع المياه والعصائر والتي تبلغ قيمتها عشر ليرات تركية ويمكن شحنها بعد فراغها من هذه الأكشاك أيضًا، بالإضافة لتحميل "أبلكيشن" للمواصلات داخل إسطنبول لمعرفة كيفية الذهاب للأماكن ومواعيد الحافلات والترام.

وقالت إن على الزائر فور ركوب الحافلة أن يضع البطاقة على جهاز صغير بجانب السائق يحسم منها ثمن الرحلة، وتختلف قيمتها حسب الحافلة والمكان، وكذلك المترو والمتروبص والترام والمراكب نستعمل البطاقة نفسها.

وتابعت: على الزائر أن يتشبّث جيدًا داخل الحافلة، لأن السائق يقود بسرعة وقد يتوقّف في لحظة مفاجئة، فلا تتعجب إن تطايرت أنت وأغراضك من على الكرسي، وقبل وصولك للمحطّة التي تريدها، قف بجانب الباب فتجد زرًا على العمود المجاور، اضغط عليه ليفتح السائق لك الباب فلا داعي لندائه، ويجب الالتزام بالمحطّات فلا توجد مرونة عند السائقين.

وأضافت المتحدثة، أن أفضل وسيلة مواصلات هي المتربص والمترو والباصات والترام، لأنها مرتبطة بموعد محدّد، وتمرّ بشكل دوري، وأسوأها التاكسي وإن كانت مريحة جسديًا لكنها متعبة ماديًا لارتفاع أجرتها، ولقصص النصب التي يتفنّن فيها السائقون.


نزاعات المتروبص
حدثنا محمد نجيب عن أكثر المواقف إحراجًا، وقد يقع فيها الكثير دون قصد وهي نفاد البطاقة من النقود، ولا يقبل السائق الدفع نقدًا، فيضطر إلى سؤال بقية الركاب للدفع ببطاقتهم ويرد لهم القيمة نقدًا وغالبًا لا يتجاوب الركاب. وحذّر نجيب العرب من التحدث بصوت مرتفع لأن الأتراك يتحسّسون من أصحاب اللغات الأجنبية، بالإضافة لذلك عدم الدخول بالدرّاجات الهوائية وعربات الأطفال في أوقات الزحام لأنها تسبب إزعاجًا.

وعن الخلافات والمشاجرات التي يتميّز بها الشعب التركي بسبب عصبيته المبالغ فيها، أجاب بضرورة التغافل، وإذا استدعى الأمر بمغادرة المكان لأن الخلافات تمتد وتنتقل من شخص لآخر، ويتدخّل الجميع وخاصّة إذا لوحظ أنه أجنبي أو غير متقن للتركية. موضّحًا أن أسباب النزاعات تكون في الغالب بسبب الزحام أو معاكسات أو لحديث أجنبي بصوت عال.


التاكسي النصّاب
يبدو أن سلوك النصب مصاحب لسائق التاكسي في تركيا، خلافًا لموطنه، كأنه سمت لأصحاب المهنة، عربة التاكسي في إسطنبول صفراء اللون وفي بعض المناطق لونها أحمر داكن، يتوفّر في كل سيارة تاكسي جهاز صغير على شكل تلفون يربط السائق بالمكتب التابع له يتحدّث معه ليعلمه المنطقة المتّجه لها، وقد يسأل عن الطريق المناسب له، وذلك يعطي للراكب نوعًا من الأمان. تعتمد سيارات التاكسي في الحساب على العدّاد الذي يبدأ من 3.45 ليرات تركية، وينص قانون جديد أن أقل أجرة يمكن دفعها هي 9 ليرات، حيث يوجد لسيارات التاكسي أبلكيشن خاص يمكّن المستخدم من طلب الخدمة عليه، مثل سيارات أوبر وهي متوفرة أيضًا، كما تتوفر أرقام هواتف لمكاتب يمكن طلبها.

تقول بسمة محمد عن سائقي سيارات التاكسي، وهي التي خاضت معهم تجارب كثيرة كوّنت من خلالها خطوطًا عريضة يجب تجنّبها، "يجب أن نستخدم "غوغل ماب" فور صعودنا للتاكسي، لأن السائق يستغل عدم معرفتك بالطريق ويدور حول المكان ليسجل العداد رقمًا كبيرًا، ويجب التأكّد من بقية النقود التي يردّها لك فقد تكون مزوّرة".

وأضافت المتحدثّة، أنه من أسوأ عادات السائقين السؤال عن كل تفاصيل حياتك الخاصّة والعامة دون الشعور بحرج، بداية من صعود السيارة إلى مغادرتها، "وعندما يعلمون أني أعمل في مؤسّسة تابعة للدولة يستمرون في التجوّل حول المكان اعتقادًا منهم بتوفر المزيد من المال معي، مصدّقين للمثل المصري الشهير (إن فاتك الميري إتمرمغ في ترابه)".

المساهمون