فنان فلسطيني يرسم بفمه الوطن

01 اغسطس 2016
يستخدم فمه في العمل والتواصل والرسم (العربي الجديد)
+ الخط -
يشكو من إهمال الحكومة لذوي الاحتياجات الخاصة من أمثاله، ولكنه بقدر ما يشكو يشقّ طريقه، سواء في مجال العمل أو في مجال ممارسة فن الرسم، لكي يثبت أنه ليس إنساناً ناقصاً، وأنه قادر على العطاء، وأن الوطن بالنسبة له يعني الكثير، وأنه يملك العين التي ترى وتنقل ما تراه على الورق.

فبعد أن فقد حسام خضير القدرة على تحريك يديه وقدميه، بسبب ضمور في العضلات، وأصبح حبيس الكرسي المتحرك، قرر أن يتحدى وضعه ويقضى وقت فراغه في التعبير عن ما يجول في نفسه، فأمسك بالريشة في فمه وغمسها في الألوان وخطّ بها على الورق، ورسم القدس والكوفية الفلسطينية والطبيعة الجميلة، والفتيات وضفائرهن المتطايرة مع نسيم البلاد.




يعيش الفنان حسام خضير مع عائلته في مدينة رام الله، وهو من مواليد عام 1979 ولا يزال عازباً حتى الآن. يمارس عملاً بسيطاً لكي لا يكون عالة على أحد، حتى عائلته، فهو يملك "بسطة" صغيرة، يبيع عليها بعض المنتجات، ويقضي نهاره أمامها ليعود في المساء إلى البيت، ويستخدم فمه في تقديم البضائع للزبائن، كما يستخدم فمه في إجراء مكالماته على الهاتف النقال، وكذلك القلم عندما يتواصل مع الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.




حاول حسام أن ينمي موهبته، كما يقول، لأنه لايزال غير راض عن لوحاته، رغم أنها تنال إعجاب الجمهور، فهي جميلة وملفتة بالنسبة لشاب لا يستخدم يديه ويعتمد على فمه في الرسم، ولكنه يريد أن يلتحق بجهة متخصصة ليتعلم أصول مزج الألوان، لكن في كل مرة تواجهه مشكلة صعود الدرج، حيث تلك المؤسسات أو الأكاديميات المتخصصة.

يأمل حسام أن تُمد له يد العون في توفير عمل مناسب له، وأن يجد الجهة التي ترعى فنه الذي يرى فلسطين من خلاله، والذي يشعره بجمال فلسطين، رغم أنه حبيس مقعده ولا يجد وسيلة سوى فمه لإدارة أمور حياته، وتساعده بذلك بعض قريباته من العائلة، لأنهن يؤمنّ به كفنان يحتاج للدعم والمساندة.
المساهمون