صبايا شرفات مخيم عايدة

بيت لحم

فاطمة مشعلة

فاطمة مشعلة
31 مارس 2020
EE9681F9-B994-4D5B-A0C1-0AF0355FC3B6
+ الخط -
في مخيم عايدة غرب مدينة بيت لحم الفلسطينية، والتي عانت باكراً من حالة الإغلاق والطوارئ بفعل انتشار فيروس كورونا مقارنةً مع مثيلاتها من مدن الضفة الغربية، اختارت صبايا في فرقة موسيقية ناشئة أن يكون زمن كورونا هو تاريخ تأسيس الفرقة التي لم يخترن اسمها بعد.
ورغم أن الفرقة لم تجد اسماً لها بعد، لكن أهدافها وظروف نشأتها عززتها ظروف الحجر المنزلي الإلزامي في مدينة بيت لحم وقراها ومخيماتها الثلاثة، منذ ما يزيد عن 20 يوماً، وكأن عازفات الفرقة (عشر عازفات)، بالإضافة إلى ستة عازفين، وأغلبهم من طلبة المرحلة الثانوية العامة المنضمين لمركز شباب عايدة، يُريدون القول لسكان المخيم المكتظ على مساحة لا تزيد عن كيلومتر مربع: "نريد إسماعكم الموسيقى وأنتم في منازلكم، ابقوا في البيوت ونحن معكم".
تتولى رويدة العزة مهمة العزف على العود والكونتراباص، وترى في تأسيس الفرقة في هذا الوقت فرصة جيدة لتخفيف الضغط النفسي عن أهالي المخيم. تقول رويدة لـ"العربي الجديد": "عزفنا في شوارع المخيم في عيد الأم؛ لنفرح أهالي الأسرى وأهالي المخيم، ثم اجتمعت وصديقاتي في أحد مستودعات منزلنا، وشرعنا بالتدرب، قبل أن نخبر مدير المركز بفكرتنا، مع أخذنا كل احتياطات السلامة بعين الاعتبار".
لم يفرح أهالي مخيم عايدة والأمهات هناك فقط بموسيقى الصبايا اللواتي لم تتجاوز أعمار أغلبهن الستة عشر عاماً، بل وقلوب العازفات أيضاً، وكأنهن يفعلنها لأول مرة. توضح رويدة العزة، قائلة: "شعرت وكأنني أعزف لأول مرة، بعد كل هذا المكوث في المنزل، شعور عظيم رغم غرابة العزف في الشارع لأول مرة، لكن سعدت أنني أقدم شيئاً للناس وسط هذه الظروف الصعبة".
لم تكتفِ عضوات الفرقة في يوم الأم بالعزف لأمهات وأهالي الأسرى ضمن حملة "مزيونة بخير" لطمأنة أسرى مخيم عايدة في سجون الاحتلال الإسرائيلي على أمهاتهم، بل وأخيراً انتقلت عدوى موسيقى الشرفات إلى بيت لحم، إذ قررت صبايا الفرقة الاجتماع في منزل صديقتهن أنسام العزة والعزف على الشرفة لرفع معنويات السكان في المخيم، وتخفيف وطأة الملل الذي سببه الحجر المنزلي في مساحةٍ ضيقةٍ بالأساس اسمها مخيم.
تقول أنسام العزة التي تعزف على آلات المفاتيح؛ القانون والبيانو، قبيل تقديم العرض الموسيقى على الشرفة: "لم نخبر أهالي المخيم بأننا سنعزف هذه الليلة، أردنا للموضوع أن يكون عفوياً، وعائلتي هنا تشجعني وتساند فكرتنا بخصوص إسعاد أهالي المخيم عن طريق العزف في الشارع وعلى شرفات المنازل".
تناولت سهير العزة والدة أنسام الهاتف من ابنتها لتقول: "نحن في ضائقة، وتحاول البنات من الفرقة هنا التخفيف عن السكان، جميل أن يشاركن في رفع معنويات الناس في المخيم، هي محاولة منهن لتحسين نفسيات الجيران الذين حالما تبدأ البنات بالعزف سوف يقتربون من النوافذ ويخرجون إلى الشرفات".
تجد ليلى عميرة، وهي عضوة ثالثة في الفرقة المُبتدئة، ضالتها على مفاتيح آلة البيانو، وتقول: "إنه لشعور جميل جداً أن تكون جزءاً من كُلٍ يُفرح أهالي المخيم".
عندما بدأت الصبايا بالعزف تلقين الإطراء من الجيران في المخيم، وقد حالت العتمة دون ظهور ملامحهن في مقطع الفيديو المتداول، وعندما انتهين سمعن إطراء اليدين بالتصفيق.
يرى المدير التنفيذي لمركز شباب عايدة الشاب أنس أبو سرور أن تفاعل الناس مع مبادرة العازفات الشابات في يوم الأم دفعهن إلى عزف الأغاني الوطنية على شرفات منازلهن، واستدعاء تفاعل الأهالي، لا سيما المقيمين في الجوار، كما دفعن شاباً في المخيم يمتلك معدات الـ "دي جي" إلى تشغيل الموسيقى عبر سماعات الصوت بمركبته والتجول مع صوت الموسيقى في مخيم عايدة لتخفيف الحزن الذي خيّم على سكان مدينة بيت لحم.

ذات صلة

الصورة
تأثر بشار الشوبكي نجم منتخب فلسطين بتوقف الدوري المحلي (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أسفر توقف المنافسات الكروية المحلية على أرض فلسطين المحتلة، عن آثار متفاوتة، خصّت أكثر من ستة آلاف لاعب كرة قدم يمارسون اللعبة في البلاد مع فرقهم.

الصورة
نازحة فلسطينية رفقة أبنائها بخيمة برفح، 9 إبريل 2024 (الأناضول)

مجتمع

تُكابد أمهات نازحات في غزة معاناة مضاعفة لرعاية مواليدهن وسط ظروف معيشية واجتماعية واقتصادية قاسية تفتقر لأبسط الاحتياجات الضرورية، وسط مخاطر سوء التغذية
الصورة
كرة القدم الفلسطينية تعاني بسبب العدوان (العربي الجديد/ فيسبوك)

رياضة

خسرت كرة القدم الفلسطينية الكثير من الشهداء الذين بلغ عددهم 305 لاعبين، خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرّة على الشعب الفلسطيني.

الصورة
آثار قصف مدرسة الزيتون ج جنوب مدينة غزة (فيسبوك)

سياسة

استشهد أكثر من 21 شخصاً في مدرسة تؤوي نازحين في حيّ الزيتون بجنوب مدينة غزة إثر استهدافها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
المساهمون