لم تكُن هناك طريقة للترحيب بنا من قبل الشاب هشام السوسي، أفضل من خدعة قام بها على مرأى أعيننا باستخدام لعبة الورق، حوّل بها بطاقات اللعب (الكروت) المختلفة جميعها إلى صورة واحدة، ثم أعادها إلى اختلافاتها وأرقامها التسلسلية بأجزاء من الثانية، أعصاب يديه المشدودتين وقتها عادت للارتخاء، والصمت بات سيد المشاهد للحظات.
في السنوات الماضية، اعتاد الغزّيون على رؤية تلك الخدع على شاشات التلفاز وبرامج المواهب العربية والعالمية، لكن مشاهدة بعض الفلسطينيين مؤخرًا للشاب السوسي، من قطاع غزة، يُتقن تلك الخدع شدّت أعصابهم، وجذبت الشبان نحو رؤيته والذهول بما يقوم به.
ولا شك في أن الكلمات لا تصف ملامح الصدمة التي ظهرت على من كانوا حوله لدى رؤيتهم للخدعة التي قام بها السوسي، وعاد ليقوم بثلاث أخرى ليؤكد للجميع بعضًا من قدراته الخفية، ولم يُمانع في إجراء أخرى، لكن الصداع الذي سببه لنا دفعنا لإيقافه، مجيبًا على مقاطعتنا: "لدي القدرة على القيام بقصة كاملة بالورق لمدة ربع ساعة أخرى".
وأوضح السوسي لـ"العربي الجديد"، أنه تدرب على تلك الخدع لمدة 6 سنوات، بدأ بإظهار خفة يديه في آخر عامين من تلك المدة، بعد مشوار من التعلم الذاتي ومتابعته لأعمال مشابهة لمحترفين عالميين عبر مواقع الإنترنت، متغلبًا بممارسته وقراءته لبعض الكتب المتعلقة، على الخدع التي كان يراها واكتشاف أسرار ما يقومون به.
تخرج السوسي من جامعة القدس المفتوحة في غزة، ودرس الرياضيات فيها، ثم لم يمنعه عمله الخاص في أحد المقاهي لساعات متأخرة من المساء، من المواصلة بمكان آخر إلى منتصف الليل متدربًا على تلك الخدع ومحاولة تطوير أفكاره وموهبته باستخدام لعبة الورق، محاولاً الوصول إلى درجات عالية من المهارة.
اقــرأ أيضاً
وبالعودة إلى نقاط الإحباط التي مرّ بها السوسي، كشف في حديثه عن تعرضه لكسر في أحد أصابع يديه جراء تمارينه التي كان يقوم بها من أجل إرخاء الأعصاب، والوصول لدرجة عالية مما يسميه "خفة اليد"، مما أوقفه عن ممارسة نشاطه لنحو شهرين، ثم عاد للوقت الذي اجتاح فيه موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام" بمقاطع فيديو لأعماله.
نفى السوسي (24 عاما) أن ما يقوم به له دخل بالسحر، وقال: "هو ليس سحرًا ولا كذباً، هو عبارة عن خفة يدين وحالة من تشتيت الانتباه والعقل والبصر، هذه هي الاستراتيجية التي أعمل بها، حيث تقوم على كيفية تشتيت انتباه الشخص الذي أمامك بينما أنت تقوم بشيء آخر تماما".
(عبدالحكيم أبو رياش)
ولفت إلى أنه في ذات المرات كان يقوم بأحد العروض العامة أمام بعض الحضور الذين سرعان ما أطلقوا عليه ألقابًا مثل "ساحر" و"يتعامل مع الشيطان"، مبينًا أن الناس لا يستطيعون تفسير ما نقوم به لذلك يطلقون تلك الأحكام، وإحدى الصعوبات التي تواجهه في عمله، هي عدم اقتناع غيره بأن ذلك يندرج تحت فن خفة اليد.
وأضاف: "ذات مرة قمت بعرض آخر أمام بعض الحضور، وانبهارهم دفعهم للقول بأني ساحر، لكني اضطررت للكشف عن الخدعة التي قمت بها بتفاصيلها واعادتها مرة أخرى لكي يقتنع المشاهدون بأن ذلك فن وليس سحرًا، أحيانا يكون عليك التعامل مع الأمور والتغلب على تلك الأحكام".
وأشار إلى أن الفئة الأخرى في غزة لا تنجذب كثيرًا لهذا العمل وتعتبره شيئًا خارجاً عن كونه فناً، وآخرون ليسوا قادرين على تفسير أسرار عملك وكيف تُحرك الأوراق من غير لمسها، فيطلقون أحكامًا مغلوطة، علامات الإحباط هذه تدفعك للتوقف أحيانًا كما حصل معي سابقًا، لكنني قررت المضي قدمًا بما أقوم به.
وقال السوسي: "قلة اهتمام الناس في غزة بهذا العمل تجعلك لا تعتبره أمرًا أساسيًا في حياتك، فيبقى الأمر مجرد هواية، سواء حصلت على عروض بمقابل مادي أم لا، فضلاً عن عدم إقامة المهرجانات التي ترعى هذه الأعمال الفنية، كذلك هناك أماكن ترفض استقبالي لإقامة هكذا عروض أمام حضورهم على اعتبارهم أنه سحر".
(عبدالحكيم أبو رياش)
وعن مهارته، يُفصح الشاب الفلسطيني عن قدرته على إخراج الورق من الهواء بشكل لا يُفسر، وإقامة قصة كاملة بها بشكل صامت، ومن ثم إخفائها كأنها لم تُرى، كذلك باستطاعته تقليب الأوراق 10 مرات كاملة ومن ثم فتحها بشكل منتظم ومتسلسل ومرتبة بأرقامها وصورها".
استطاع السوسي الحصول على طرد من الخارج، عبارة عن قماشة خاصة مستخدمة في ألعاب الخفة للورق، إذ أوضح أنها مخصصة لتلك الأعمال ولا توجد في غزة، كما يرغب في الحصول على جودة معينة من الورق من الخارج، مختلفة عن البلاستيك المنتشرة في القطاع.
وختم السوسي مقابلته بأمنية حملها في هندامه الأسود، وهي الخروج أمام مسارح عالمية والقيام بخدعه ليضاهي العالمية، ثم عاد بعدها مصرًا على القيام بالخدعة التي قاطعناه عندها، وألحّ على إنهاء حوارنا بنفس الطريقة التي رحّب بنا فيها.
لم نُقاطع هذه المرة، وجلست أمامه واخترت بطاقةً من الورق، أخذها وقلبها بين اللعبة، وبعد سؤالي عنها، قال لي: "رأيتك بالمنام"، وأخرج من جيبه ورقة عادية مكتوبٌ عليها الرقم 8 ورمزها "الديناري"، سُعِدت للحظة باستخطائه، لكنه أخرج ولاعةً من جيبه وحرق الرقم ورمزه من الورقة، وتحوّل بطريقة ما إلى 5 برمز "الكوبّة"، وانصرفنا متصدعي الرأس.
ولا شك في أن الكلمات لا تصف ملامح الصدمة التي ظهرت على من كانوا حوله لدى رؤيتهم للخدعة التي قام بها السوسي، وعاد ليقوم بثلاث أخرى ليؤكد للجميع بعضًا من قدراته الخفية، ولم يُمانع في إجراء أخرى، لكن الصداع الذي سببه لنا دفعنا لإيقافه، مجيبًا على مقاطعتنا: "لدي القدرة على القيام بقصة كاملة بالورق لمدة ربع ساعة أخرى".
وأوضح السوسي لـ"العربي الجديد"، أنه تدرب على تلك الخدع لمدة 6 سنوات، بدأ بإظهار خفة يديه في آخر عامين من تلك المدة، بعد مشوار من التعلم الذاتي ومتابعته لأعمال مشابهة لمحترفين عالميين عبر مواقع الإنترنت، متغلبًا بممارسته وقراءته لبعض الكتب المتعلقة، على الخدع التي كان يراها واكتشاف أسرار ما يقومون به.
تخرج السوسي من جامعة القدس المفتوحة في غزة، ودرس الرياضيات فيها، ثم لم يمنعه عمله الخاص في أحد المقاهي لساعات متأخرة من المساء، من المواصلة بمكان آخر إلى منتصف الليل متدربًا على تلك الخدع ومحاولة تطوير أفكاره وموهبته باستخدام لعبة الورق، محاولاً الوصول إلى درجات عالية من المهارة.
وبالعودة إلى نقاط الإحباط التي مرّ بها السوسي، كشف في حديثه عن تعرضه لكسر في أحد أصابع يديه جراء تمارينه التي كان يقوم بها من أجل إرخاء الأعصاب، والوصول لدرجة عالية مما يسميه "خفة اليد"، مما أوقفه عن ممارسة نشاطه لنحو شهرين، ثم عاد للوقت الذي اجتاح فيه موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام" بمقاطع فيديو لأعماله.
نفى السوسي (24 عاما) أن ما يقوم به له دخل بالسحر، وقال: "هو ليس سحرًا ولا كذباً، هو عبارة عن خفة يدين وحالة من تشتيت الانتباه والعقل والبصر، هذه هي الاستراتيجية التي أعمل بها، حيث تقوم على كيفية تشتيت انتباه الشخص الذي أمامك بينما أنت تقوم بشيء آخر تماما".
(عبدالحكيم أبو رياش)
ولفت إلى أنه في ذات المرات كان يقوم بأحد العروض العامة أمام بعض الحضور الذين سرعان ما أطلقوا عليه ألقابًا مثل "ساحر" و"يتعامل مع الشيطان"، مبينًا أن الناس لا يستطيعون تفسير ما نقوم به لذلك يطلقون تلك الأحكام، وإحدى الصعوبات التي تواجهه في عمله، هي عدم اقتناع غيره بأن ذلك يندرج تحت فن خفة اليد.
وأضاف: "ذات مرة قمت بعرض آخر أمام بعض الحضور، وانبهارهم دفعهم للقول بأني ساحر، لكني اضطررت للكشف عن الخدعة التي قمت بها بتفاصيلها واعادتها مرة أخرى لكي يقتنع المشاهدون بأن ذلك فن وليس سحرًا، أحيانا يكون عليك التعامل مع الأمور والتغلب على تلك الأحكام".
وأشار إلى أن الفئة الأخرى في غزة لا تنجذب كثيرًا لهذا العمل وتعتبره شيئًا خارجاً عن كونه فناً، وآخرون ليسوا قادرين على تفسير أسرار عملك وكيف تُحرك الأوراق من غير لمسها، فيطلقون أحكامًا مغلوطة، علامات الإحباط هذه تدفعك للتوقف أحيانًا كما حصل معي سابقًا، لكنني قررت المضي قدمًا بما أقوم به.
وقال السوسي: "قلة اهتمام الناس في غزة بهذا العمل تجعلك لا تعتبره أمرًا أساسيًا في حياتك، فيبقى الأمر مجرد هواية، سواء حصلت على عروض بمقابل مادي أم لا، فضلاً عن عدم إقامة المهرجانات التي ترعى هذه الأعمال الفنية، كذلك هناك أماكن ترفض استقبالي لإقامة هكذا عروض أمام حضورهم على اعتبارهم أنه سحر".
(عبدالحكيم أبو رياش)
وعن مهارته، يُفصح الشاب الفلسطيني عن قدرته على إخراج الورق من الهواء بشكل لا يُفسر، وإقامة قصة كاملة بها بشكل صامت، ومن ثم إخفائها كأنها لم تُرى، كذلك باستطاعته تقليب الأوراق 10 مرات كاملة ومن ثم فتحها بشكل منتظم ومتسلسل ومرتبة بأرقامها وصورها".
استطاع السوسي الحصول على طرد من الخارج، عبارة عن قماشة خاصة مستخدمة في ألعاب الخفة للورق، إذ أوضح أنها مخصصة لتلك الأعمال ولا توجد في غزة، كما يرغب في الحصول على جودة معينة من الورق من الخارج، مختلفة عن البلاستيك المنتشرة في القطاع.
وختم السوسي مقابلته بأمنية حملها في هندامه الأسود، وهي الخروج أمام مسارح عالمية والقيام بخدعه ليضاهي العالمية، ثم عاد بعدها مصرًا على القيام بالخدعة التي قاطعناه عندها، وألحّ على إنهاء حوارنا بنفس الطريقة التي رحّب بنا فيها.
لم نُقاطع هذه المرة، وجلست أمامه واخترت بطاقةً من الورق، أخذها وقلبها بين اللعبة، وبعد سؤالي عنها، قال لي: "رأيتك بالمنام"، وأخرج من جيبه ورقة عادية مكتوبٌ عليها الرقم 8 ورمزها "الديناري"، سُعِدت للحظة باستخطائه، لكنه أخرج ولاعةً من جيبه وحرق الرقم ورمزه من الورقة، وتحوّل بطريقة ما إلى 5 برمز "الكوبّة"، وانصرفنا متصدعي الرأس.
(عبدالحكيم أبو رياش)
(عبدالحكيم أبو رياش)
(عبدالحكيم أبو رياش)