يوسف كنعان: تصديف الخشب للزينة

02 نوفمبر 2016
أثناء عمله (العربي الجديد)
+ الخط -
تعتبر حرفة تصديف الأخشاب من الحرف الفنيّة اليدويّة التي تحتاج إلى دقّة ومهارة في العمل، وتعتمد على الزخارف الشرقيّة المصنوعة من الأصداف البحرية، وتستخدم هذه القطع في البيوت تحفاً فنيّة. ويلجأ العرب بشكل كبير إلى اقتناء هذا النوع من الأعمال المشغولة يدوياً لتزيين بيوتهم، خصوصاً في بلاد الشام، أي لبنان وفلسطين وسورية والأردن.

يوسف كنعان فلسطيني من مدينة حيفا لجأ أهله إلى سورية بعد نكبة 1948 واستقروا في مدينة قطنة الواقعة في ريف دمشق، ثم نزح بدوره إلى لبنان أثناء الأزمة السوريّة واستقر في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين (جنوب لبنان)، وفي حوار مع "العربي الجديد" قال: منذ أكثر من عشرين عاماً وأنا أعمل في الصدفيّات أو ما يعرف بفن "الأرابيسك" وهي مهنة فنيّة، لأنها تعتمد على رسومات وزخارف شرقيّة معيّنة لا يمكن الاستغناء أو الابتعاد عنها.
ويضيف، كنت أعمل سابقاً في بناء الشلالات والنوافير في حدائق المنازل، حيث كنت أعتمد في البناء على الصخور الموجودة بكثرة في منطقتنا، لكن برودة الطقس خلال فصل الشتاء كانت تمنعنا من ممارسة عملنا، لذلك قررت أن أتعلم حرفة أخرى، فتعلمت مهنة الحفر على الخشب وتطعيمها بالأصداف على يد شخص يعمل بها ويسكن قريباً من منزلي، وخاصة أنها كانت هوايتي المحببة.
يلفت كنعان إلى أن الخشب المستخدم هو "خشب الجوز" ويتم رسم الشكل المراد حفره عليه، وعادة ما تكون الرسوم من الزخارف العربية والورود لتحمل الطابع الشرقي، ثم تبدأ عملية الحفر بواسطة الإزميل لحفر خطوط رفيعة حول الزخارف ليتم تعبئتها بمادة القصدير، إلا أن البعض يرغب بأن تكون هذه الخطوط من الفضّة، ويتم تركها لمدة يومين حتى تجفّ مادة القصدير نهائياً.
ويشرح أنّه بعد حفر الشكل الزخرفي يعبأ بالصدف، وهناك نوعان من الأصداف: البحري والنهري، وعادة ما يستخدم الصدف البحري المستورد من تايلند لكبر حجمه حيث يتم تكسيره ورصّه في المساحات المحفورة على الخشب بعد جلخه.
اللافت أن كل قطعة مهما كان حجمها تحتاج إلى أربعة أشخاص كي يتم إنجازها، فتبدأ بالرسام الذي يقوم برسم الأشكال المزخرفة، ثم يقوم شخص آخر بحفر القصدير وتفريغ الأشكال المزخرفة، بعدها يقوم الشخص الثالث بتعبئة الأشكال المحفورة بالأصداف، لينهي العمل الشخص الرابع وهو النجار لتطبيق الأشكال على بعضها، إلا أن كنعان بحسب قوله قد تعلّم أن يقوم بإنجاز القطع المزخرفة بمراحلها كافة لوحده، وتحتاج القطع الصغيرة لثلاثة أيام عمل كي يتم إنجازها.
يؤكد كنعان أن القطع الخشبيّة المزخرفة بالأصداف تتم صناعتها بحسب رغبة الزبون، لأن بعضهم يرغب برسم أشكال أو رموز معيّنة لكن في إطار الزخرفة الشرقية، ويتم صناعة علب المناديل الورقية وطاولات صغيرة أو لوحات حائط وما شابه.
يلفت إلى أن هذه المصنوعات مزدهرة في سورية وفلسطين، ويتم تصدير الإنتاج إلى تونس ومصر والدول الأوروبية، وتعتبر مصر من أكبر البلدان المستوردة لهذه القطع المصنوعة في سورية، رغم أن هذه الصناعة موجودة في مصر بكثرة لكن زخارفها تختلف عن الزخارف المشغولة في سورية.

المساهمون