"مهرجان كرامة ـ بيروت 4": التكلّم مع المرأة

24 يونيو 2019
سؤدد كعدان: فقدان الظلال بحثاً عن خلاص (فيسبوك)
+ الخط -

منذ عام 2016، يُنَظَّم مهرجانٌ سينمائي في بيروت، يهتمّ بحقوق الإنسان، عبر خياراتٍ سينمائية تبحث في أحوال الفرد وتحدّيات الحياة ومصاعب العيش في مجتمعات عربية وغربية. ذلك أن "مهرجان كرامة ـ بيروت لأفلام حقوق الإنسان"، يستمدّ من مهرجانات أفلام حقوق الإنسان في العالم مناخه السينمائي والثقافي والاجتماعي والحياتي، مُسلِّطًا الضوء على أفلام "ترفض العنصرية وخطاب الكراهية والتمييز والظلم". كما أنّ كلّ دورة من دوراته السابقة تحمل شعارًا مختلفًا، ضمن الإطار العام، فكانت الدورة الأولى (21 ـ 23 يوليو/ تموز 2016) بعنوان "الآخرون"، والثانية (11 ـ 14 يوليو/ تموز 2017) معنيّة بـ"الهويّات الجديدة"، والثالثة (17 ـ 20 يوليو/ تموز 2018) رفعت شعار "حرّروا الكلمة".



أما الدورة الرابعة ـ التي أُعلن عنها قبل ظهر اليوم الإثنين (24 يونيو/ حزيران 2019)، في مؤتمر صحافي أُقيم في صالة "متروبوليس سينما ـ أمبير صوفيل" (الأشرفية)، إذ تُقام الدورة الجديدة هذه بين الأول والخامس من يوليو/ تموز المقبل ـ فهي تحت شعار "تكلّم معها"، انطلاقًا من أهداف التنمية المستدامة، التي تتمثّل بـ"المساواة بين الجنسين"، إذْ إن المساواة "ليست حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان فحسب، بل أساس ضروري لعالم يسوده السلام والازدهار والاستدامة"، كما في تقديم مدير المهرجان هيثم شمص، الذي قال أيضًا بـ"تمكين المرأة بموجب الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة"، ذلك أنّ النساء والفتيات "يعانين التمييز والعنف في مناطق كثيرة في العالم".

وبحسب شمص، يجب "البحث في تلك الثقافة السائدة، وفي ما تفرزه من سلوكات تُكرِّس بنية اجتماعية وقانونية غير قادرة على التفاعل مع متطلّبات الحياة العصرية". كما أنّ "العلاقات الإنتاجية مع التطوّر العلمي والمواصفات المعاصرة التي اكتسبتها، لم تعد تقوم على النوع الجنسي، إذْ أصبح العمل يقوم على التفرّد الذاتي، بعد الانتقال إلى الاقتصاد المعرفي". لكن المجتمع العربي "لا يزال متخلّفًا عن العصر، في ضعف إنتاجه أو فساده"، منتهيًا إلى القول إنّ "عدم المساواة المجتمعية أحد الأسباب الأساسية لهذا كلّه".

لذا، وبمناسبة دورته الرابعة، ترغب إدارة "مهرجان كرامة ـ بيروت" أن تتشارك هذه المسؤولية الحقوقية مع المشاهدين والمعنيين والمهتمين، من خلال 24 فيلمًا تتناول قضايا المرأة في مجتمعات وثقافات عديدة، منها 3 أفلام روائية طويلة و4 قصيرة و7 وثائقيات طويلة و4 وثائقيات قصيرة و6 أفلام تحريك من 15 دولة. يقول شمص: "نسعى إلى ترسيخ خطاب وفهم حضاريين ارتقائيين، يربطان المصلحة الفردية بالمصلحة العامة"، معتبرًا هذا كلّه "دعوة إلى توسيع التفاعل والحوار في ما بيننا كأفراد متساوين"، فيغدو "التكلّم معًا" (هدف المهرجان) "تكلّمًا معها" (شعار الدورة).

يُذكر أن "بين بحرين" (2018، إنتاج مصري، 87 دقيقة)، سيفتتح الدورة الجديدة هذه مساء الأول من يوليو/ تموز المقبل، على أن يكون الختام (5 يوليو/ تموز) مع "يوم فقدتُ ظلّي" (2018، إنتاج سوري لبناني قطري فرنسي مشترك، 93 دقيقة).

أما الحبكة الدرامية للأول، فتنطلق من زیارة قصیرة تقوم بها زهرة لبلدتها، ﻓﻲ إحدى ضواحي القاهرة، حيث تتعرّض ابنتها لحادث مأسويّ، فتسعی إلى استعادة حقّ ابنتها، وتُصرّ ﻋﻠﯽ إکمال تعلیمها، وتنویر المجتمع حولها. ویُسلّط الفیلم الضوء ﻋﻠﯽ قضایا اجتماعیة مختلفة تتعلّق بالنساء، وخصوصًا ﻓﻲ المناطق الریفیة. أما الثاني، فيروي حكاية أم (أيضًا) تبحث عن قارورة غاز لإعداد طعام العشاء لابنها الوحيد، الذي ينتظرها لوحده في المنزل في دمشق، فتعاين أهوال الحرب السورية ومصاعب العيش في الحدود المعدمة بين الواقع والخيال، وبين الحياة والموت، وبين تناقضاتٍ كثيرة.

المساهمون