الرابحون والخاسرون: المهرجانات الفنية تكشف شعبية الفنانين

05 اغسطس 2015
نانسي عجرم في مهرجانات جرش (أضواء المدينة)
+ الخط -
عادت دورة المهرجانات الفنية الغنائية العربية هذا العام، لترسم مزيداً من الأسئلة حول تفاعل الناس مع المغنين العرب، رغم الثقة الوافرة التي يشعر بها بعض من هؤلاء الفنانين الواثقين (صورياً) بالملايين الذين يتابعونهم على مواقع التواصل الاجتماعي...، لكن من سوء حظ النجوم العرب أن أرض الواقع تقول غير ذلك.

ثمة لُبس يضع قائمة تصنيف نجوم الغناء في العالم العربي على المحك، فشباك التذاكر لا يقبل التكذيب إطلاقاً، وعدسات المصورين أو النقل التلفزيوني المباشر هي الأصدق في لعبة الاتهامات وتقدير عدد جمهور المغني العربي وتفوّقه على زميله. في المحصلة بدا واضحاً من خلال النتائج الأولية لمهرجانات الصيف هذا العام أن نسبة الجمهور تتفاعل أكثر مع المغنين "الكبار" والمخضرمين، أو الذين أثرّوا في الحياة الفنية ولا زالوا حتى اليوم ضمن القائمة.

النجوم الأجانب
بات واضحاً أنّ الجمهور اللبناني بشكل خاص، يُقبل بشكل كبير على حفلات الفنانين الأجانب. وهو ما تظهره أرقام المهرجانات هذا العام. فاستقطب النجم الفرنسي شارل أزنافور نحو 5000 آلاف متفرج في "مهرجانات البترون الدولية" (شمال لبنان)، ويعتبرهذا الرقم هو الأكبر قياساً إلى باقي الحفلات أو المهرجانات الناشطة في لبنان خلال موسم الصيف. كذلك توافد الجمهور بأعداد كبيرة إلى حفلة النجمة الفرنسية ميراي ماتيو، في "مهرجانات بيبلوس الدولية" (جبيل ـ شمال بيروت).

وإن كان جمهور هذين الفنانين، في أغلبه جمهوراً يرغب بالعودة إلى "الزمن الجميل"، إلى زمن الحب الهادئ، والموسيقى الراقية، فإنّ حفلة أخرى كانت "فول هاوس" وبيعت كل تذاكرها، وهي حفلة NRJ في "مهرجانات أعياد بيروت". ويقول أحد العاملين في هذه المهرجانات والذي يوضح أن عدد الجمهور يُقاس بعدد البطاقات المدفوعة من قبل الجمهور (من دون الدعوات). ويذهب للحديث عن حفلة NRJ: "رغم أن الحفلة كانت خاصة بالشباب والمراهقين إلا أنها كانت من أقوى حفلات مسرح أعياد بيروت، فقد فاق عدد الجمهور الحاضر أربعة آلاف شخص وجلّهم من المراهقين".

اقرأ أيضاً: المهرجانات الفنية في لبنان... جوائز ترضية لزوجات السياسيين

وفي المهرجان نفسه لاقت حفلة النجم وائل كفوري نجاحاً جماهيرياً لافتاً، خصوصاً أنها تزامنت مع عطلة عيد الفطر بجمهورها الكبير.

تزييف الصورة
لكن نجاح حفلات البعض لا ينسحب على الجميع. إلا أن بعض الفنانين لا يتقبلون "نكساتهم الجماهيرية". وخير دليل على ذلك، حفلة المغني اللبناني رامي عياش. إذ لم يحضر حفلته في "مهرجان جرش الدولي" في الأردن جمهور كبير، لكن مكتبه الإعلامي وجد الحل: استعان بصور من حفلة عمر عبد اللات في المهرجان نفسه، ووزعها على الإعلام على أساس أنها من حفلة عياش!

من جهتها، التزمت زميلته اللبنانية يارا الصمت إزاء العدد القليل الذي حضر حفلتها الأردنية، لم تزوّر الصور ولا بالغت في بيانها الإعلامي. بل غنّت وغادرت بهدوء، ومثلها فعلت مايا دياب أمام العدد القليل من جمهور "جرش" نفسه الذي ملأ المدرجات قبل ليلة واحدة لمواطنتها نانسي عجرم.

في المقابل واجهت السورية رويدة عطية أيضاً جمهوراً جديداً هذا العام، في مهرجان "الفحيص" الأردني. وتخطت رويدة عطية حاجز الجمهور بنجاح مقبول، واستطاعت أن تتقدّم في حدث ثقافي فني لو عرفت كيف تستغله لربحت معركة الحفلات المباشرة أو المهرجانات.

في دبيّ نشاط أيضاً
في دبيّ المهرجانات تنشط في موسم الأعياد (عيد الفطر وعيد الأضحى): كاظم الساهر، وأحلام، وماجد المهندس، حققوا نسبة عالية من جمهور هرب إلى إجازة صيفية قصيرة، وحضر حفلاتهم التي تزامنت مع مهرجان صيف دبي، والعروض التي تدعمها حفلات الفنانين ولو جاءت على هامش العطلة الصيفية. لكن الأهمية هنا تُعطى لـ"نجومية" المغني ولتفاعله مع الناس. أحلام وماجد المهندس من أكثر النجوم القريبين إلى الناس في الشارع الخليجي، لكن الساهر يتفوق عليهم عربياً، إذ يعتبر من أقوى الفنانين العرب الذين تحقق حفلاتهم أعداداً جماهيرية كبيرة، ولذلك تفخر مهرجانات بيت الدين وإهدن في لبنان بتقديم ليلتين للـ"قيصر" العراقي نظراً لجمهوره الكبير.

في السياق، استطاع الفلسطيني محمد عساف أن ينقذ نفسه من فشله في مهرجان قرطاج الدولي. إذ كانت مشاركته للمرة الأولى رسمياً في مهرجان له ثقله الدولي وتاريخه العريق غير موفقة. ورغم قلة أعماله الغنائية الخاصة، أنقذ عساف نفسه بالغناء لنجوم كبار اعتاد على أداء أغنياتهم في حفلاته الكثيرة. لكن حجم المبيعات لم يكن بالمستوى المطلوب، وقيل إن عدداً من البطاقات وزعت على بعض الجمعيات الخيرية التونسية. بخلاف زميله وائل كفوري الذي ملأ المدرجات التونسية بنحو عشرة آلاف متفرج. وخسرت أمام كفوري المصرية أمال ماهر والتي تراجع جمهور قرطاج عن حضور حفلتها إلى ما دون النصف.

وحول أسباب هذا التراجع تشير المعلومات إلى أن أعمال امال ماهر الغنائية الخاصة لم يروّج لها بالطريقة التي تكرسّها نجمة جماهيرية. وبحسب الشارع التونسي فإن حفلة مخصصة لأم كلثوم تغني فيها أمال ماهر من "أرشيف" أغنيات "كوكب الشرق" تحقق نجاحاً أكبر مما حصل معها في حفلتها التي كانت مخصصة لأداء أغانيها الخاصة.

هذه النتائج المتباينة جداً، تؤكد مرة أخرى أن مهرجانات العالم العربي الغنائية تعيش على وتيرة متناقضة، وترسم في النهاية خريطة "طريق "واضحة لمغنين "شعبيين" يثبتون أن جماهيريتهم حقيقية بعيداً عن مواقع التواصل.

اقرأ أيضاً: (بالفيديو) وائل كفوري يحقق أعلى حضور جماهيري في "جرش"
دلالات
المساهمون