أفلام مصرية عن الـ"فوتبول": ارتباك العلاقة وبساطتها

22 يونيو 2018
عادل إمام: دور رياضي واحد (فيسبوك)
+ الخط -
رغم شعبية كرّة القدم في مصر، إلا أن الأفلام التي أنتجتها السينما المصرية عن تلك الرياضة قليلة نسبيًا. وبمناسبة الدورة الـ21 (14 يونيو/ حزيران ـ 15 يوليو/ تموز 2018) لمباريات كأس العالم في كرة القدم، ومشاركة مصر فيها للمرّة الأولى منذ 28 عامًا، تُستعاد أفلام عديدة تناولت الموضوع.


أكثر الأمور اللافتة للانتباه في "الأفلام الرياضية" في السينما المصرية كامنةٌ في أنها (الأفلام)، رغم بدايتها الباكرة مع "شالوم الرياضي" (1937) لتوغو مزراحي، الذي يروي حلمَ شخص ثري بالاحتراف في لعبته المفضّلة، إلّا أن العقود التالية شهدت قطيعة شبة كاملة بين هذه الرياضة والسينما، باستثناء استغلال نجوم الكرة في بطولة بعض الأفلام، وأهمهم بالتأكيد صالح سليم الذي أدّى أدوار البطولة في 3 أفلام ناجحة في بداية ستينيات القرن الـ20: "السبع بنات" (1961) لعاطف سالم و"الشموع السوداء" (1962) لعز الدين ذوالفقار و"الباب المفتوح" (1963) لهنري بركات، وكلّها لم تكن ذات علاقة بكرة القدم لا من قريب ولا من بعيد.

استمرّت تلك القطيعة بين السينما وكرة القدم حتى نهاية سبعينيات القرن الـ20. صحيحٌ أن ذلك كان بشكل كوميدي في معظمه، إلّا أنه لم يخلُ من الحسّ الشعبي والشغف المرتبط بتلك الرياضة. هناك أفلام كـ"أونكل زيزو حبيبي" (1977) لنيازي مصطفى، عن زيزو (محمد صبحي) الذي يتحوّل إلى لاعب كرة قدم، ويُصبح بطلاً قوميًا في محاولة لجعل ابن شقيقته يفخر به.

و"4 ـ 2 ـ 4" (1981) لأحمد فؤاد (تمثيل: يونس شلبي وسمير غانم وأحمد عدوية): قصّة رجل يرث ناديًا رياضيًا، بهدف إنقاذه من الفشل الكروي. بعده بعام واحد، عرض "غريب في بيتي" (1982) لسمير سيف، الذي اقتبسه وحيد حامد عن The Goodbye Girl لهربرت روسّ: لاعب كرة قدم (كان ممثلاً مسرحيًا في الفيلم الأصلي) يعيش مع أم وابنها في بيت واحد.

استغلّ حامد التنافس الحاصل بين الفريقين الرياضيين المصريين "الأهلي" و"الزمالك" في صنع لاعب يُدعى شحاتة أبو كف (نور الشريف)، واضعًا في قصّته كواليس عالم كرة القدم كلّها، حيث التدريبات ونجوم الأقاليم وغيرة اللاعبين بعضهم من البعض الآخر، والعلاقات النسائية المؤثّرة على المستوى الفني.



في الوقت نفسه، تمّ استغلال القبول الجماهيري الذي يحظى به إكرامي، حارس مرمى النادي المصري "الأهلي"، في تقديمه ممثّلاً سينمائيًا في أفلام كوميدية. لاحقًا، شارك إكرامي في 4 أفلام، حقّق اثنان منها نجاحًا، وظهر فيهما بشخصيته الحقيقية الموظّفة دراميًا بشكل جيد.

الأول "رجلٌ فقد عقله" (1980) لمحمد عبدالعزيز، أدّى فيه دور حارس مرمى، مع شقيقه زيكو (عادل إمام) نجم كرة قدم في النادي نفسه، اللذين يحاولان معًا منع والدهما من الزواج بالفنانة سوزي (سهير رمزي). الثاني "يا ربّ ولد" (1984) لعمر عبد العزيز: يؤدّي فيه دور حارس مرمى "الأهلي"، الذي يريد الزواج من ابنة الحاج الأسيوطي. يظهر في الفيلم معظم لاعبي النادي في تلك الفترة، كحسام البدري وجمال عبد الحميد ومصطفى يونس.

في الثمانينيات الفائتة نفسها، تمّ تحقيق فيلمين تناولا رياضة كرة القدم بشكل غير كوميدي إطلاقًا: "الحرّيف" (1983) لمحمد خان، الذي يتناول حياة المهمّشين بشكل غير تقليدي، و"الدرجة الثالثة" (1988) لشريف عرفة، ويحمل بعدًا سياسيًا عن مشجّعي نادي كرة قدم، يُقرّرون التدخّل في إدارته للحفاظ عليه، ولتطوير مستوى فريقه.

مع نهاية الثمانينيات تلك، انقطعت مرّة أخرى الصلة بين كرة القدم والأفلام السينمائية. في منتصف الألفية الجديدة، انتعشت العلاقة بوجوهٍ مختلفة، تحديدًا في فترة فوز مصر بـ3 بطولات في مباريات الأمم الأفريقية، ليعود الاصطفاف الشعبي والاهتمام بكرة القدم بأشكالٍ غير مسبوقة، ما أثّر على السينما التي تناولت هذا الموضوع بشكل تجاري باهت، كما في "الزمهلاوية" (2008) لأشرف فايق، الذي تناول التنافس بين "الأهلي" و"الزمالك"؛ أو بشكل فني ـ اجتماعي، كما في "واحد صفر" (2009) لكاملة أبو ذكري، الذي يحصر زمن أحداثه في يوم واحدٍ، هو اليوم نفسه الذي شهد مباراة نهائي بطولة أمم أفريقيا، في دورة عام 2008. جمع الفيلم خليطًا مختلفًا ومتناقضًا من الشخصيات التي ترتبط مصائرها بعضها ببعض، في ذلك اليوم، بأشكالٍ مختلفة.

أخيرًا، هناك "العالمي" (2009) لأحمد مدحت: أدّى يوسف الشريف دور لاعب كرة قدم محترف في النادي الإسباني "فالينسيا". يلتقط الفيلم حالة الشغف المصرية بكأس العالم، والرغبة في الوصول إليه، التي تفوق كل رغبة كروية أخرى. وينتهي الفيلم ـ المعروض أثناء تصفيات صيف 2009 ـ بتسجيل البطل هدف الفوز على منتخب الجزائر، وهي مباراة حقيقية تجري فصولها في أحد أيام نوفمبر/ تشرين الثاني 2009، مع استثناء وحيد: حينها، لم تصل مصر إلى كأس العالم.

ما حدث لاحقاً أن مصر تشارك في "مونديال 2018"، بعد تلك اللحظة بـ8 أعوام، لم تشهد أي فيلم كروي آخر، باستثناء "كابتن مصر" (2015) لمعتز التوني: لاعب كرة قدم محترف يدخل السجن لاتهامه بارتكاب جريمة ما، فيؤسّس فريقًا من السجناء لخوض مباراة دولية مع فريق سجناء ألمان.
المساهمون