غزّة: لوحات فنية تُلبِس القدس ثوباً مُطرّزاً

09 أكتوبر 2015
القدس بعيون غزّية (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
"الأمل والألم" تجمعا في لوحة فنية تشكيلية عرضها الفنان الفلسطيني الشاب مهند صيام، لفتاة مقدسية ترفع شالها التراثي المطرّز بخفة ورشاقة، يتطاير شعرها فوق أسوار مدينة القدس التي تعاني من ويلات الاحتلال والجدار الفاصل والتهويد المستمر.

إلى جوارها مجموعة لوحات تشكيلية أخرى في معرض "القدس تناديكم" الذي نظمته قرية الفنون والحرف غرب مدينة غزة بمناسبة يوم التراث الفلسطيني، بمشاركة نحو 25 فناناً وفنانة تشكيلية وعدد من الهواة والمهتمّين.

تنوع اللوحات التي عرضت في المعرض عكس واقع المدينة المقدسة، المكبّلة بالحزن وقيود الاحتلال، وفي الوقت ذاته صوّر جمالها وأصالة التراث الفلسطيني. فقد اختار صيام رسم فتاة جميلة إلى جانب المدينة المقدسة كناية عن حبّ الشعب الفلسطيني للحياة والحرية، بحسب قوله لـ"العربي الجديد".

اقرأ أيضاً: "الكعك بعجوة": العيد المقدسي على أصوله

وضمت زوايا المعرض مجموعة من الرسوم الملونة وغير الملونة لشوارع المدينة المقدسة، وقبة الصخرة، والمسجد الأقصى. ولفتت الأنظار لوحة لمُسنّ يجلس في طريق مؤدية إلى القدس، وإلى جوارها لوحة أخرى لعجوز فلسطينية تطرّز الثوب الفلاحي الفلسطيني.

وحفلت اللوحات بالكوفية والأثواب القديمة والفلاحية المطرّزة بالألوان التراثية الفلسطينية، وسواها من صور الحنين الفلسطيني. ولم تغِب علامات النصر وجذور الأشجار المتأصلة في الأرض، وجميلات تحملنَ قوارير المياه، إلى جانب فرسان أُلبِسوا القمباز والزيّ الفلسطيني المزيّن بالكوفية.

واحدة من اللوحات مزجت بين التراث الفلسطيني والمدينة المقدّسة عبر فتاة تلبس الثوب التقليدي على طريق قديمة. رسمتها الفنانة الفلسطينية آية جحا التي قالت لـ"العربي الجديد" إنّ هناك "ارتباطاً وثيقاً بينهما". وأشارت إلى أهمية التركيز على التراث والمقدسات في كل الأوقات، وعدم اقتصار ذلك على مناسبات بعينها.

اقرأ أيضاً: تاريخ فلسطين برسومات ولوحات فنية

أصغر فنان في المعرض كان الطفل عزّ الدين لولو (13 عاماً)، الذي شارك بمجموعة لوحات رسمت حقّ العودة والتراث الفلسطيني والقدس. وهو قال لـ"العربي الجديد" إنّ "الشعب الفلسطيني أقوى من المأساة التي حلّت به منذ بداية الاحتلال".

من جهتها مديرة قرية الفنون والحرف نهاد شقليه اعتبرت أنّ القرية "أرادت إيصال رسالة تحدٍ من المعرض الذي شارك به مجموعة من الهواة، تفيد بأنّ القدس لا يمكن أن تُنسى من الذاكرة، وأنّ الهوية الفلسطينية باقية ومتأصلة، ولن تفيد كل المحاولات الإسرائيلية في محوها".

أما الفنان الفلسطيني فتحي غبن فرآه امتداداً "لمعارض فنية تحكي قصص وحكايات الشعب الفلسطيني وتراثه ومقدساته، والمواهب الفلسطينية تبشّر بجيل جديد يحمل همّ القضية الفلسطينية ويحاول إيصالها إلى العالم". وتابع في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ "الفنّ هو اللغة المشتركة بين شعوب العالم، مهمته إبراز الظلم والاضطهاد الذي تعاني منه تلك الشعوب، إضافة إلى عكس الثقافة والحضارة والحياة اليومية. فهو يترك مساحة من النور، رغم العذاب والقهر".

اقرأ أيضاً: رسائل الكرز.. سلاف فواخرجي تحلم بتحرير القدس
دلالات
المساهمون