غزّاويّات: غارات إسرائيلية على الفنانين العالميين المتضامنين مع غزة

21 يوليو 2014
فريدريك براون (Getty)
+ الخط -
انقسامٌ غير مُنصف تشهده الساحات الفنية في عاصمة السينما الأميركية، هوليوود، في ما خصّ التضامن مع غزّة. فالشخصية الهوليوودية الداعمة لإسرائيل تجاهر علناً بدعمها دون إعادة النظر بمواقفها، أما الشخصية التي تقرّر دعم فلسطين فتجد نفسها أمام وابل من الهجمات التي تلاحقها وتعاتبها وتهدّدها على شبكات التواصل الاجتماعي.

نذكر مثلا الفنانة البربادوسية الأصل، ريهانا، التي غرّدت مطالبة بتحرير فلسطين، بهاشتاغ: FreePalestine#  ما أثار جدلاً واسعاً الاسبوع الماضي، فلم تصمد التغريدة أكثر من عشر دقائق، بعدها أزالتها ريهانا واستبدلتها بعبارات تتمنّى "أن يحلّ السلام في العالم". وهذا يؤكّد أنّ ريهانا تعرّضت لضغوط قويّة جدا خلال 10 دقائق. وهي بالتأكيد ضغوط صهيونية. 

وقد نشرت الممثلة والمغنية الاميركية سيلينا غوميز صورة على حسابها على موقع إنستاغرام تدعو إلى تسليط الضوء على غزّة والمساهمة في وقف هدر الدماء فكتبت: "الأمر متعلّق بالإنسانية.. صلّوا من أجل غزّة". عبارة أرفقتها بصورة نجحت في شقّ واختراق صفوف معجبي غوميز الذين انقسموا بين مؤيّد ومعارض. لتجد الشابة نفسها مضطرةً لتوضيح ما نشرته، تماما كما فعلت ريهانا. فتهرّبت من المعنى الذي قصدته في البداية، وهو مناصرة أهل غزّة المنكوبين، واستبدلته بجملة: "هل هناك أيّ أمل؟ دعونا نصلّي من أجل السلام ونهاية سريعة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني"! 

وعبّر الممثل والمخرج وودي آلن عن رأيه في العدوان على غزّة أيضا. وموضوعات أفلام آلين تقوم على الأدب والفلسفة، علم النفس، الهوية اليهودية، وتاريخ السينما. وهو الذي أكّد أنّ المشكلة بدأت منذ عشرات السنين "لأنّ العرب لم يكونوا لطفاء بما فيه الكفاية مع اليهود بُعيد قدومهم من أوروبا هرباً من الموت المحتّم". هكذا شرح آلان في مقابلة عن "النفوس المشحونة" في صحيفة  Daily Beast يوم الجمعة الماضي بتاريخ 18 يوليو/تموز الجاري. كما بدا واثقاً من أنّ "السلام سيحلّ بين العرب وإسرائيل بفضل الأجيال المقبلة". ولم تدفع قاعدة وودي آلان الشعبية به إلى التراجع عما عبّر عنه، بل بدا مصمّما وواثقاً. فقد أُتيحت له مساحة صحافية كافية للتعبير عن رأيه. 

سايمون كوويل هو مقدّم برامج بريطاني وعضو لجنة تحكيم في برامج فنية عدّة منها "أميريكان آيدول". وهو أعلن في العام 2013 عن نيّته التبرّع بمبلغ 100 ألف جنيه استرليني دعماً للجيش الإسرائيلي. ولم تلقَ مبادرته نقداً لاذعاً مثل النقد الذي كان من نصيب ريهانا أو غوميز مثلاً. ولم يقلق على قاعدته الشعبية التي لم تؤنّبه حتّى.

من جهتها، نشرت فرقة Coldplay البريطانية في العام 2011  فيديو أغنية داعمة لفلسطين بعنوان "Freedom for Palestine" في صفحتها على الفيسبوك. وعبّر يومها جمهورالفرقة البريطانية عن استغرابه ممّا نشرته الفرقة. وانقسمت التعليقات بين مؤيّد ومعارض. وقد جازفت الفرقة بخسارة ملايين المعجبين مقابل الترويج لقضية إنسانية محقّة.

هكذا يجد الفنان الهوليوودي، الداعم للقضية الفلسطينية، أنّ منبره الوحيد هو صفحاته على شبكات التواصل الاجتماعي، ليتبيّن له لاحقاً أنّه، حتّى على صفحاته الخاصّة، بعيدا عن الميديا التي يسيطر عليها متموّلون صهاينة، مجبرٌ على تقديم تبريرات وإعادة نشر توضيحات للحفاظ على قاعدته الجماهرية أو ربما على "رزقه"، خوفا من اللوبي الصهيوني.

المساهمون