زيت الزيتون.. موسم الخير والبركة

22 أكتوبر 2015
من مراحل عصر الزيتون (العربي الجديد)
+ الخط -


يُعتبر زيت الزيتون أحد أفخم وأغلى زيوت العالم، وقد أثبتت الدراسات أنه صحيّ غير مضر بالصحة، ويفيد القلب ويكافح الجلطات ويقوي الشرايين، ويزيد من نعومة البشرة، ويقوّي الشعر، ويعالج قرحة المعدة وحموضتها والإمساك والكبد.

وشجرة الزيتون من الأشجار دائمة الخضرة، وتعدّ فلسطين وسورية ولبنان من أوائل المناطق التي ظهر فيها الزيتون، كما ويعدّ غصن الزيتون علامة سلام في جميع دول العالم، أمّا شجرة الزيتون فهي علامة ترمز للشعب الفلسطيني، وحقّه في الأرض الفلسطينية.

ويُعد موسم قطاف الزيتون موسم الخير والبركة، فتمتلئ الحقول بالمزارعين لقطاف الأشجار من الصباح حتى المساء، لجني الزيتون الذي يعتبر مصدر رزق أولاً، ثم لمونة البيت ثانياً، وبعد القطاف تتم عملية فرز الزيتون، منها ما يذهب للعصر واستخراج الزيت، ومنها ما يستخدم للرصّ ويعد للأكل.

كما تبدأ رحلة عصر الزيتون في المعصرة بعد إحضار حبات الزيتون المخصصة للعصر في أكياس لتنتظر دورها، ويقول حبيب متري، صاحب معصرة زيتون في شرق صيدا (جنوب لبنان) لـ"العربي الجديد": إن عمر المعصرة 50 سنة وما زالت تعمل بالطريقة القديمة نوعا ما، مع إضافة جزء من الآلات الحديثة، ونحن نقوم بعملية استخراج زيت الزيتون التي تستغرق حوالى 45 دقيقة، والتي تبدأ من الجرن بعد أن توضع فيه كمية من حبّات الزيتون قد تصل إلى 500 كيلوغرام، ليتم فصل الورق عن الحبات بواسطة شفاط هوائي، ثم تتم عملية الطحن بواسطة الكسارة الحجرية، وبعد الطحن يتمّ وضع الزيتون في دوائر من القش، والتي توضع بدورها على الضاغط الآلي حتى خروج الزيت المخلوط بالماء ليمتلئ الجرن به، ثم يتم وضع السائل في جرن أكبر ليفصل فيه الزيت عن الماء، فينزل الزيت الأخضر من جهة، والخليط الأحمر المتبقي من جهة ثانية، لتتم تعبئتها في غالونات بلاستيكية، ودرجت العادة على أن يبدأ الناس بغمس الخبز الساخن بالعصير المر الأخضر، متذوقين "رزق السنة وخيراً جديداً"، ليتم بعدها نقل زيت الزيتون إلى البيوت لحفظ مؤونة السنة.

أما بقايا الزيتون، التي تنتج بعد العصر والتي تعرف بـ"الجفت"، فإنها تتحول إلى مادة أساسية للتدفئة في الشتاء، وخاصة في المناطق الجبلية الباردة، حيث يتم تحويل "الجفت" من مادة لزجة إلى حطب صناعي لاستخدامه في المواقد، وذلك بواسطة آلة صغيرة تحوله إلى قطع حطبية متساوية الأحجام، ثم يتم تجفيفه تحت أشعة الشمس لمدة عشرة أيام.

اقرأ أيضاً: "زيتونة" فلسطين... رقص اللاجئين
المساهمون