"أناقة اللاجئين"..مصور هنغاري يثير الغضب عبر"فاشن" لضحايا الحرب

07 أكتوبر 2015
العالم يعي قضية اللاجئين جيداً وكثيراً ما يستغلها(نوربرت باكسا)
+ الخط -
ما عاد يخفى على أحد، أن هناك دولاً وحكومات وأنظمة وشركات كبرى ومؤسسات، جميعها استغلت ضحايا الحرب السورية، لتحقيق فوز سياسي، أو ربح مادي، أو حتى نصر معنوي..شبكات عابرة للحدود، أحيت تجارات وحرفاً كنا نظنها قد ذهبت طي سنوات الظلام، حيث لم يكن لمفاهيم الإنسانية وحقوقها من أثر.

تجارة الرقيق، أطفالاً ونساء، تجارة الأعضاء البشرية، التهريب، السلاح، الدواء، المخدرات، الدعارة، تزوير الوثائق، ومما لايعد ولايحصى، في بيئة خصبة لازدهار كل ما أسلف.

غير أن الاستغلال لم يحصر بكبرى المؤسسات، الأفراد كان لهم حظ وفير في ممارسته، كل وبحسب مشاريعه الصغيرة التي قرر إطلاقها، وبحسب حلمه الذي سعى لتحقيقه، في المحصلة جميعهم صنعوا من ضحايا الحرب السورية سلماً للوصول إلى ما يطمحون.

يرى المصور الهنغاري نوربرت باكسا، أن كثيراً من الناس يقدرون مشروعه الجديد، وهو عبارة عن سلسلة من الصور، لعارضة أزياء ظهرت شبه عارية في أكثر من صورة، وهي ترتدي أزياء حاكت فيها أزياء اللاجئين، في ما يبدو إعلاناً لإطلاق خط أزياء في عالم "الفاشن".

تظهر الصور العارضة مونيكا يابونشكي، وهي تحاول الإفلات من قبضة ضابط أمن الحدود المسلح بهراوة، وهي تشتبك معه ويجرها على الأرض، وهي تتناول شطيرة في لحظة استراحة من محنتها، وهي تبكي أمام الأسلاك الشائكة، وهي تلتقط صور السلفي...في محاكاة بائسة ومزرية، للاجئة ربما هي الآن، تصارع جحيم الحدود، في سبيل حياة أفضل لها، أو لعائلتها.

الصور وعلى عكس ما كان يطمح إليه باكسا، لاقت استهجاناً وانتقادات لاذعة، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعية، وعبر فيها المستخدمون عن انزعاجهم مما اقترفه باكسا، وقد شحذت فعلته ذاكرة بعضهم فذهب لتشبيهها بقصة فيلم "زولاندر"، إذ أبدع أحد المصميين خط موضة مستوحى من ملابس المشردين في نيويورك، وكان الفيلم نفسه يسخر من خط الموضة "واقع الحياة" التي ابتدعها جون غاليانو عام 2000.



ولم تفلح رسالة المصور الطويلة التي أفردها عبر موقعه الخاص، ولا تغريداته على "تويتر" بتهدئة غضب المستخدمين، الذي انصب عليه، وكان قد ادعى أن غايته من هذه الصور لم تكن تحقيق ربح مادي، أو في سبيل مشروع تجاري، وإنما لرفع الوعي بقضية اللاجئين، ولفت الأنظار إليها، إضافة إلى إبراز الازدواجية في التقارير الإعلامية، والتي تصور اللاجئين مرة أناساً هاربين بحثاً عن الحياة، ومرة إرهابيين خطرين.



لكن معظم المغردين رفضوا المبررات التي قدمها، بل وجدوا فيها مادة أخرى لمتابعة انتقاداتهم، والسخرية منه، ومما ادعاه، فوجهوا إليه أصابعهم مباشرة متهمين إياه بأن كل ما يبتغيه كان المال والنجاح الشخصي، وليس عليه أن يختبئ في جلباب رفع الوعي، إذ بات العالم أجمع يعي قضية اللاجئين جيداً...وكثيراً ما يستغلها.





اقرأ أيضاً: مقدمة الطقس الروسية.. المناخ مثالي للقصف في سورية

دلالات
المساهمون