الإعلانات الترويجية... برومو يشوّق وآخر يفضح

07 مايو 2018
قصي خولي في "هارون الرشيد" (الشركة المنتجة)
+ الخط -
فاصل ترويجي من خمسين ثانية، هو خلاصة ما تمكن معرفته عن أي مسلسل مصري على خارطة الموسم الرمضاني، ما دامت الشركات المصرية قد ضمنت توزيع أعمالها وبيعها لشبكات محلية وعربية، إذ تفضّل شركات الإنتاج طرح فيديو قصير لا يتجاوز الدقيقة، يظهر من خلاله بطل العمل الرئيسي ويعبّر بشكل موجز عن الجو العام للمسلسل.

وهذا ما يُلاحظ في الفواصل الترويجية لمسلسلات "طايع"، و"رحيم"، و"اختطاف"، و"أبو عمر المصري"، و"ممنوع الاقتراب والتصوير" وغيرها.

على عكس ما تفعله الدراما السورية في طرح فواصل ترويجية طويلة المدة نسبياً، تتضمن جزءاً كبيراً من ملامح العمل، تصل أحياناً إلى حاجز السبع دقائق، ما يظهر كقلة خبرة في صناعة الفواصل الدعائية ولعب على إطار إقناع المحطات في شراء الأعمال السورية، بسبب أزمة التسويق التي تكررت هذا العام. وهذه نماذج عن فروق التسويق في البروموهات الدعائية بين سورية ومصر:


غموض مشوّق

بعض المخرجين يرفضون دخول كاميرات الصحافة إلى كواليس العمل، إذ منع المخرج حسام علي نشر أي صورة من داخل مسلسل "الرحلة"، وهو التعاون الثاني له مع الفنان السوري باسل خياط، بعد النجاح اللافت الذي حققاه في مسلسل "30 يوم" الموسم الفائت.

تحذير علي شمل عدم الكشف عن الديكورات المميزة، لتجنّب التسريب الذي يواجه الأعمال الدرامية خلال الفترة المقبلة قبل حلول شهر رمضان، وذلك لتشويق الجمهور وضمان حالة الإبهار التي يتضمّنها العمل كما يتحدث صناعه، على أن يطرح البرومو الدعائي للعمل خلال أيام، وسط انتظار كبير لغرابة ملامح الشخصيات التي أثارت جدلاً كبيراً منذ طرح البوسترات الدعائية للأبطال.

مسلسل "الرحلة" بطولة باسل الخياط، ومي سليم، وريهام عبدالغفور، ووليد فواز، وحنان مطاوع. وكتبت قصته الكاتبة السورية نور شيشكلي، بينما أنجز حواره باللهجة المصرية عمرو الدالي وأحمد وائل.




أهو ده اللي صار
يقدّم المخرج السوري حاتم علي في الدراما المصرية مسلسل "أهو ده اللي صار"، ويأتي بعد تقديمه مسلسل "كأنه امبارح" قبل أشهر و"حجر جهنم" السنة الماضية من إنتاج شركة BEELINK أيضاً.

وتقف أمام كاميرا حاتم الفنانة المصرية روبي بدور راقصة استعراضية في قصة تجري أحداثها خلال أربعينيات القرن الماضي كتبها عبد الرحيم كامل. المسلسل لم يطرح برومو دعائياً حتى اليوم، بل اكتفت الشركة المنتجة بوضع صور متحركة للأبطال مدة المقطع الواحد منها لا يتعدى خمس ثوانٍ.

ويشارك روبي بطولة الحكاية كلّ من: سوسن بدر، وأحمد داوود، وأروى جودة، وعلي الطيب. وقد اتبعت الشركة المنتجة الأسلوب ذاته في الترويج عبر صور تظهر زيّ الشخصيات.




كفّة سوريّة معاكسة
تطرح المسلسلات السورية فواصلها الترويجية فور انتهاء تصوير المسلسل، وقبل انتهاء عمليات المونتاج حتى. فقد طرحت شركة "غولدن لاين" برومو لمسلسل "هارون الرشيد" بعد انتهاء تصوير خمسة عشر يوماً فقط من العمل.

في حين تبحر شركات الإنتاج المحلية في تقديم برومو طويل، يفقد العمل أي تشويق ممكن، فضلاً عن انتشار صور العمل وكواليسه على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي. ما دفع بشركة غولدن لاين إلى توجيه تنبيه إلى الممثلين المشاركين في المسلسل بالكف عن نشر فيديوهات من داخل الكواليس، ولكن ذلك لم يمنع الفنان قصي خولي من نشر STORIES بشكل يومي من موقع تصوير المسلسل.

ولا تقوم المجازفة فقط في نشر برومو طويل عن المسلسل، بل تصل إلى حد تأجيل العمل وخروجه من السباق الرمضاني.



فقد حاولت شركة CUT الترويج لإنتاجها الأول "هوا أصفر" مبكراً، عبر طرح أول برومو دعائي له في شهر شباط/ فبراير الماضي. ولكن ذلك لم يفلح في بيع العمل الذي أعلنت الشركة تأجيله ليحظى بفرصة عرض أفضل.

والمسلسل سيناريو علي وجيه ويامن الحجلي، وإخراج أحمد إبراهيم أحمد، ويجمع سلاف فواخرجي ويوسف الخال معاً في البطولة. الأمر نفسه ينطبق على مسلسل "فوضى"، إذ بعد انتشار البرومو قبل شهر، لم يخف أبطاله قلقهم من تأجيل المسلسل للسنة الثانية، قبل أن تنقذه قناة الجديد بشرائه لموسم رمضان المقبل.




قنوات "منا وفينا"

حل آخر وجدته الشركات السورية في تسويق أعمالها، فأقدمت شركة "إيمار الشام" على طرح برومو لمسلسل "الواق واق" فعنونته "برومو أولي"، وأعلنت بعدها مرات عدة عن تحضير برومو رسمي قريب، لتطلق فيما بعد شارة العمل بصوت الفنان العراقي كاظم الساهر.

أما حصة العرض فكانت من نصيب قناة تمتلكها شركة الإنتاج نفسها، ما أثار سخرية بعضهم من بيع الشركة مسلسلها إلى قناة تملكها. و"الواق واق" يعيد جمع الكاتب ممدوح حمادة والمخرج الليث حجو بعد أعمال كوميدية عدة قدّماها.

كما أن تجربة عرض المسلسل على قناة مملوكة للشركة المنتجة تتكرر في قناة سما المملوكة لشركة سما الفن، إذ تعرض مسلسل "وحدن" للكاتبة ديانا كمال الدين والمخرج نجدت أنزور، وذلك بعد فشلها في تسويق المسلسل للقنوات الخليجية، نظراً إلى مواقف أنزور السياسية من جهة، والعقوبات الاقتصادية المفروضة على صاحب الشركة.




دعوة إلى المفاجأة
لم يفصح المخرج محمد ياسين قبل عامين عن أي تفصيل يتعلق بتحويله مسرحية "أفراح القبة" للكاتب العالمي نجيب محفوظ إلى مسلسل. فجاءت النتيجة إبهاراً على جميع الأصعدة، حتى اقتنع المنتجون المصريون بأن التشويق يأتي عن طريق الغموض، فغابت الكواليس عن الدراما المصرية وانحصرت الفواصل الدعائية في الشهر الذي يسبق رمضان فقط، حتى إن ذلك بات ينسحب على الدراما المشتركة هذا العام، في حين ما زالت شركات الإنتاج السورية تعتنق مبدأ بيع المسلسل من خلال البرومو الترويجي، ما يذهب متعة الدهشة عند متابعة المسلسل على الشاشات.




المساهمون