سينما النكبة... كيف عالجت أفلامنا القضية الفلسطينية

15 ديسمبر 2017
قام يسري نصرالله بإخراج فيلم "باب الشمس" (Getty)
+ الخط -
بدأت النكبة الفلسطينية مع وعد بلفور 1917 ولم تنته حتى اليوم، وبالرغم من ذلك ظلت الدراما العربية أقل من أن تواكب القضية العربية الأهم، كمّاً وكيفاً، رغم ظهور العديد من المعالجات السينمائية المعدودة التي نستعرض بعضها.

الفلسطيني الثائر (1969)
هو فيلم من إنتاج لبناني واكب حرب الاستنزاف. كان يهدف إلى الحشد المعنوي، وإعداد الشعب العربي لحرب قادمة ضد الصهاينة، وتحمل صدمة حرب يونيو. الفيلم من إخراج رضا ميسر وبطولة غسان مطر وزين الصيداني وجمال سركيس ومحسن السمراني. تدور الأحداث حول شاب فلسطيني لا يتحمل مسؤولية تجاه قضية وطنه، حيث يقضي حياته في اللهو والعبث. يفقد الشاب أحد أحبائه، فترده الصدمة إلى وعيه، ويقرر الانضمام إلى صفوف الفدائيين، ويتدرب على عمليات القنص وحرب العصابات، وفي إحدى المهام تحاصره القوات الإسرائيلية، لكنه يستطيع الفكاك منهم ويعود إلى معسكره ويستأنف النضال.

يوم الأرض (1978)
فيلم وثائقي يتحدث عن الانتفاضة الفلسطينية التي جرت وقائعها عام 1976، والتي هبّت في وجه الاحتلال الإسرائيلي بسبب مصادرته لأراضي السكان الأصليين، بعد قيام السلطات الصهيونية بمصادرة آلاف الدونمات من الملكيات الخاصة والأوقاف الفلسطينية داخل المناطق ذات الأغلبية الفلسطينية، حيث اندلعت المواجهات التي سقط فيها عشرات القتلى والجرحى، إضافة إلى اعتقال المئات، وكان ذلك حدثا تاريخيا مثّل أول احتجاج جماعي منذ نكبة 1948. يقدم الفيلم مشاهد القهر والضغط الذي يمارسه الاحتلال بصفة يومية ليجبر السكان على مغادرة البلاد والهرب نجاة بحياتهم وخوفا على أطفالهم، وكيف يختلق الاحتلال الحجج والذرائع لمصادرة الأراضي الزراعية والمباني. وينقل الفيلم ما صنعه المصورون الغربيون والأميركيون المتعاطفون مع القضية الفلسطينية الإنسانية، ويعد الفيلم تجميعا ودمجا لكل جهودهم، حتى أصبح وثيقة درامية سينمائية حول القضية والانتفاضة.

باب الشمس (2004)
ينطلق الفلسطيني يونس للالتحاق بالمقاومة، ويترك زوجته نهيلة تعيش في الجليل، بعد أن أصرت على ألا تترك بيتها ووطنها فريسة لليهود. تمضي الخمسينيات والستينيات التي استمر فيها الفدائيون بالعمل والنحت في الصخر ليصنعوا لوطنهم أملاً في الخلاص. خلال تلك الفترة كان يونس يتسلل من لبنان حيث معسكره، إلى الجليل، ليلتقي بزوجته في مغارة باب الشمس، وتحمل زوجته وتنجب منه أطفالا ليعود هو في كل مرة ليكمل مسيرة كفاحه. صوّر الفيلم في سورية ولبنان، وهو من إخراج يسري نصر الله وإنتاج قناة آرتي الفرنسية (ARTe)، وبطولة باسل خياط وباسم سمرة ومحمد حداقي ونادرة عمران وحلا عمرن وريم تركي وعروة نيربية وطلال الجردي وعماد البيتم وفيفيان أنطونيوس.





ملح هذا البحر (2008)
يبدأ الفيلم بصورة وثائقية تمتلئ بمشاهد التدمير والهدم والجرف الذي يصيب البيوت الفلسطينية، وممارسات الاحتلال الفظة في حواجزه وامتهانه للكرامة الإنسانية في الضفة الغربية. يحكي الفيلم قصة الفتاة "ثريا" الأميركية الفلسطينية القادمة من بروكلين، التي تحاول الحصول على ميراث جدها الموجود في بنك بريطاني في رام الله منذ 1948.
تذهب ثريا لزيارة مسقط رأس عائلتها في يافا، ورغم جنسيتها الأميركية فإن ملامحها العربية واسم عائلتها يجعلها تلاقي العنت في المطار، حيث تدخل في دوامة من ضابط لآخر مع نفس الأسئلة المملة والمقيتة، ثم تذهب للبنك وتفاجأ بأنهم يرفضون إعطاءها ميراثها بحجة أن كل ما كان قبل 1948 لا يمكن استرداده. تخرج ثريا وتقابل شابا فلسطينيا ويتفقان على سرقة البنك، وتأخذ ميراث جدها مع الفائدة المستحقة له فقط، ثم تهرب إلى منزل عائلتها القديم، فتكتشف أن إسرائيلية تعيش فيه وترفض أن تعيد البيت والحق لأصحابه، بل تستدعي لها الشرطة، أما الفتاة الفلسطينية التي نُهب تراثها وبيتها فتعود إلى منفاها في الولايات المتحدة. الفيلم للمخرجة الفلسطينية الشابة آن ماري جاسر، وبطولة سهير حماد وصالح بكري ورياض إدريس ويحيى بركات وخالد حوراني.






دلالات
المساهمون