"أحداث بلا دلالة".. 4 مخرجين مغاربة يبحثون عن هوية

01 ديسمبر 2019
الفيلم عرض مرة واحدة منذ 1974(يوتيوب)
+ الخط -
في مدينة الدار البيضاء، وفي عام 1974، يقرر أربعة مخرجين مغاربة النزول إلى الشوارع، والتحاور مع الناس بشأن سؤال يعتبرونه مصيرياً: ما نوع السينما التي يحتاجها المغرب؟

تجربة فريدة أخرجها إلى النور المخرج المغربي المخضرم مصطفى الدرقاوي في فيلمه "أحداث بلا دلالة" الذي عُرض يوم السبت في قسم "بانوراما السينما المغربية" خلال الدورة الثامنة عشرة من المهرجان الدولي للفيلم في مراكش.

تدور أحداث الفيلم حول أربعة مخرجين شبان يحاولون رسم ملامح الهوية السينمائية المغربية في فترة السبعينيات، وهي الفترة التي كانت السينما المغربية فيها تتلمس خطواتها وتحاول إعادة تعريف نفسها في حقبة ما بعد الاستقلال.

يقرر الأربعة النزول إلى الشوارع للتحاور مع الناس، ومعرفة انطباعاتهم عن السينما المغربية، وتوقعاتهم لما يجب أن تتناوله هذه السينما.

بطبيعة الحال، تتنوع الإجابات بين مَن لا يهتم إلا بالقيمة الترفيهية للسينما، ومَن يريد للسينما أن تكون صوت الطبقة العاملة والمنبر البصري لطرح مشاكلها، ومَن يريد أفلاماً شخصية حميمية، لكن الإجابة التي تثير اهتمام المخرجين الأربعة تأتيهم على لسان عامل ميناء عندما يقول لهم: "أنا لا أعرف ما أنتظره من السينما".

يقودهم فضولهم تجاه هذا العامل إلى تتبعه. وتتخذ أحداث الفيلم منحىً مثيراً عندما يوثق هؤلاء المخرجون بكاميرتهم جريمة قتل يرتكبها هذا العامل.

ويجبرهم البحث عن الدافع وراء هذه الجريمة على إعادة النظر في تصوراتهم عن السينما، ودور الفنان في المجتمع.
يغلب على الفيلم الروائي طابع وثائقي واضح، بفضل الحركة الانسيابية للكاميرا التي تدور لتلتقط المحادثات بشكل يبدو عشوائياً.

يشارك في بطولة الفيلم نخبة من أهم فناني المغرب ومثقفيه في ذلك الوقت، مثل محمد الدرهم نجم مجموعة "جيل جيلالة"، وعبد العزيز الطاهري وعمر السيد نجمي من مجموعة "ناس الغيوان"، والصحافي خالد الجامعي، والشاعر مصطفى نيسابوري والمخرج شفيق السحيمي.

لكن عنصر المغامرة في هذا الفيلم لا يقتصر على فكرته فحسب، بل على ظروف إنتاجه وعرضه أيضاً.
فالفيلم الذي أنتج عام 1974 لم يعرض سوى مرة واحدة في باريس، قبل أن يصدر قرار بمنع عرضه في المغرب، لينتهي الأمر بالفيلم في خزانة الأرشيف بإقليم كتالونيا الإسباني، ويطويه النسيان لعقود حتى اعتقد أنه فقد.

لكن مؤسسة "فيلموتيكا دي كتالونيا" استخرجت النسخة الأصلية من الفيلم المصورة بخام 16 ميليمتراً، وعملت على ترميمه، ليعود الفيلم إلى النور مرة أخرى، ويعرض بعد أكثر من أربعين عاماً على إنتاجه للمرة الأولى في مهرجان برلين السينمائي في فبراير/ شباط الماضي.

ويعرض قسم بانوراما السينما المغربية خمسة أفلام، تُعَدّ علامات مميزة في تاريخ السينما المغربية في مختلف مراحله.

وتستمر الدورة الحالية من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش حتى السابع من ديسمبر/ كانون الأول.
(رويترز)

المساهمون