إكس تكافئ التضليل حول الانتخابات الأميركية بآلاف الدولارات

06 نوفمبر 2024
إيلون ماسك في بنسلفانيا، 20 أكتوبر 2024 (مايكل سوينسن/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انتشار المعلومات المضللة: يجني مستخدمو منصة "إكس" أرباحاً كبيرة من خلال نشر معلومات مضللة عن الانتخابات الأميركية 2024، وصور مفبركة باستخدام الذكاء الاصطناعي، ونظريات مؤامرة.

- التنسيق لتحقيق الأرباح: ينسق المستخدمون جهودهم عبر المنتديات والدردشات الجماعية لزيادة التفاعل والأرباح، حيث يحققون مئات وآلاف الدولارات من حساباتهم.

- غياب القوانين ضد التضليل: لا تفرض "إكس" قواعد ضد المعلومات المضللة، مما يثير قلق الخبراء والمشرعين، ويؤدي إلى انهيار قيمة المنصة بنسبة 80% ونزوح المستخدمين.

يجني مستخدمون لمنصة إكس (تويتر سابقاً)، آلاف الدولارات من مشاركة محتوى يتضمن معلومات مضللة عن الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024 وصوراً فبركها الذكاء الاصطناعي ونظريات مؤامرة لا أساس لها من الصحة. ورصدت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، شبكات تضم عشرات الحسابات التي تعيد مشاركة محتوى بعضها بعضاً مرات عدة في اليوم، ويشمل هذا المحتوى أخباراً حقيقية وأخرى مفبركة، وذلك من أجل انتشار أكبر، وبالتالي أرباح أكثر.

مال سهل على "إكس"

يقول بعض هؤلاء المستخدمين إن الأرباح من حساباتهم الخاصة وحسابات أخرى تراوح بين بضع مئات وآلاف الدولارات. قارنت هيئة الإذاعة البريطانية الأرباح التقريبية التي أبلغ عنها بعض مستخدمي "إكس" هؤلاء بالمبلغ المتوقع أن يكسبوه بناءً على عدد المشاهدات والمتابعين والتفاعلات، ووجدت أنها موثوقة. ونقلت عنهم قولهم إنهم ينسقون جهودهم لمشاركة منشوراتهم عبر المنتديات والدردشات الجماعية. وصرّح أحد هؤلاء لـ"بي بي سي"، الأسبوع الماضي: "إنها طريقة لمحاولة مساعدة بعضهم بعضاً".

وتابعت "بي بي سي" حساب "فريدوم آنكات"، صانع المحتوى الذي لا يشارك اسمه الحقيقي ومعلوماته، ويصنع ويبث المحتوى مزيناً بأضواء العلم أميركي. يدعي أنه مستقل، لكنه يفضل أن يصبح الجمهوري دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، لا الديمقراطية كامالا هاريس. وتحدثت للمؤسسة البريطانية ما يصل إلى 16 ساعة يومياً في مخبئه ينشر على "إكس"، ويتفاعل مع شبكة من عشرات صنّاع المحتوى، ويشارك صوراً فبركها الذكاء الاصطناعي. وأفاد بحصوله على 11 مليون مشاهدة على مدار الأشهر القليلة الماضية منذ أن بدأ النشر بانتظام حول الانتخابات الأميركية، وكشف أنه يجني آلاف الدولارات شهرياً من "إكس"، مشيراً إلى أنه "أصبح من الأسهل كثيراً على الناس جني الأموال" من هذه المنصة.

تضليل وفبركة

تدعم بعض هذه الشبكات دونالد ترامب، وبعضها الآخر كامالا هاريس، وبعضها مستقل. وقد تواصل سياسيون أميركيون، بما في ذلك مرشحو الكونغرس، مع حسابات عدة منها، والتي تقول إنها غير مرتبطة بحملات رسمية، بحثاً عن دعمٍ بالمنشورات. ومن بين المنشورات المضللة التي نشرتها بعض الحسابات في "إكس"، المملوكة للملياردير إيلون ماسك الداعم لترامب، ادعاءات حول تزوير الانتخابات دحضتها السلطات الأميركية، وادعاءات متطرفة لا أساس لها من الصحة حول الاعتداء الجنسي، بما في ذلك على الأطفال، تتهم المرشحين الرئاسيين ونائب الرئيس.

كما انتقلت بعض هذه المنشورات المضللة والكاذبة من "إكس" إلى مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى ذات الجمهور الأكبر، مثل "فيسبوك" و"تيك توك". ومن الأمثلة على ذلك صورة مفبركة بالذكاء الاصطناعي لكامالا هاريس وهي تعمل في ماكدونالدز عندما كانت أصغر سناً، ونظريات مؤامرة حول محاولة اغتيال دونالد ترامب في يوليو/ تموز.

قوانين "إكس" تسمح بالتضليل

تسمح منصات تواصل اجتماعي عدة للمستخدمين بكسب المال من منشوراتهم أو مشاركة المحتوى المدعوم. ولكن غالباً ما تكون لدى هذه المنصات قواعد تسمح لها بإلغاء الربح أو تعليق الحسابات التي تنشر معلومات مضللة. لا توجد لدى "إكس" قواعد مماثلة ضد المعلومات المضللة.
ويتماشى هذا مع نظرة مالك المنصة، رجل الأعمال المثير للجدل إيلون ماسك، الذي يروّج للحرية المطلقة من دون قيود، وهي نظرة تثير قلق الخبراء والمشرّعين والحقوقيين، الذين يتهمونه بالسماح بالترويج للتضليل والكراهية وأشكال المحتوى المسموم. وقد تسبّبت قراراته في انهيار قيمة "إكس" بـ80%، وفي نزوح واسع للمستخدمين من المنصة التي كانت في وقت ما منتدى عالمياً لنقاش القضايا الهامة.

المساهمون