زال الحظر عن "جزر الأميرات" التركية الشهيرة ببحر مرمرة، منذ مطلع يونيو/حزيران، وعادت إليها حركة السياحة بالمجان، بالتزامن مع تغيير اسم "ياسّي أضا" التي أُعدم عليها رئيس وزراء تركيا عدنان مندريس، لتصبح جزيرة الحرية والديمقراطية.
حدثان أعادا جزر الأميرات الأربع المأهولة للواجهة من جديد، الأول إعلان محافظ الجزر فك الحظر المفروض منذ 26 إبريل/نيسان الماضي، ليعود الدخول والخروج إلى الجزر، كما كانا قبل تفشي وباء كورونا.
والحدث الثاني افتتاح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، جزيرة الحرية والديمقراطية "ياسي أضا" سابقاً، التي شهدت إعدام رئيس الوزراء الأسبق، عدنان مندريس ورفاقه، يوم 27 مايو/أيار 1960، بعد أن شهدت إعادة بناء وتنظيم منذ مايو/أيار 2015.
ربما تصويب عدد الجزر، هو فاتحة الحديث عن تحف يابسة تبعد نحو 17 كيلومتراً عن إسطنبول، فمنذ عامين لم تعد جزر الأميرات تسعاً، بل اكتشف غواصون الجزيرة العاشرة على بعد 700 متر من ساحل منطقة مالتيبه، ليعاد كامل العقد بجزيرة "صخور بوستناجي" التي كان يستخدمها البيزنطيون كدير، وقيل إنها غرقت خلال الهزة الأرضية الهائلة عام 1010 للميلاد.
لكن صغر تلك الجزر وعدم تأهيلها لتكون مقاصد سياحية، أبقيا على أربع منها شهيرة، بل وربما لا تحسب للسائح زيارة إسطنبول، إن لم يقض يوماً بجزر الأميرات، أو بأكبرها "بويوك أضا" على الدراجة أو الحنطور.
الجزيرة الكبيرة، أو "بويوك آضا" باللغة التركية، تزيد مساحتها عن خمسة كيلومترات مربعة، وتتربع في بحر مرمرة على تلتين، هما "العظيمة" و"الدير". وكانت يوماً، نظراً لمنعتها، بيت مال البيزنطيين، بحسب لقى عام 1930 في مقابر الأرثوذكس، من عملات ذهبية تعود إلى حقبة الملك فيليب الثاني ملك مقدونيا ووالد الإسكندر الأكبر، تم نقلها -العملات الذهبية المكونة من 207 قطع - إلى المتحف الأثري في إسطنبول.
اقــرأ أيضاً
لكن النظرة للجزيرة الكبيرة على أنها سجن أو بيت مال قديم، تبدلت منذ أربعينيات القرن الفائت، لتتزين الجزيرة بالقصور والأبنية المزخرفة والملونة، وتتهافت عليها الاستثمارات السياحية والمطاعم.
وليكتمل المشهد التاريخي والسياحي بالجزيرة الكبيرة، تمت إعادة ترميم كنيسة ودير "آية يورجي" التاريخيين، وتأهيل أكبر مبنى خشبي بالعالم، "كنيسة خريستوس"، إلى جانب أربعة مساجد؛ يعتبر جامع الحميدية، المشيّد بعهد السلطان عبد الحميد الثاني، أجملها وأكبرها وأكثرها جذباً للسياح، إلى جانب احتواء الجزيرة على أول متحف مفتوح في إسطنبول، جمع تاريخ وتحول الجزر، عبر 20 ألف وثيقة، وستة آلاف صورة فوتوغرافية، ومئات الأفلام الوثائقية، وعدداً من التسجيلات المصورة والنصية التي تسرد للزوار قصة الجزيرة التي كانت منفى للأمراء وأصبحت جزيرة للأميرات.
وأما "هيبيلي آضا" فهي الجزيرة الثانية بمساحتها وسكانها سبعة آلاف نسمة، موزعة على أربع تلال لتتخذ من الأشجار وشاحاً لها وتغدو الأكثر خضرة بين أخواتها التسع.
وتزيد أهمية "هيبيلي آضا" وجذبها للسياح، لما تحويه من آثار تآلفت مع الخضرة. ومن معالمها الأشهر، دير "آيا يورجي ودير تاركالدنيا" إلى جانب "كامرايوتيسا"، وهي الكنيسة البيزنطية الوحيدة في الجزيرة، والوحيدة التي شيدت على شكل زهرة البرسيم، خارج إسطنبول.
كما تأتي شاهدة مقبرة سفير الملكة البريطانية إليزابيث الأولى، إدوارد بارتون، ومدرسة الرهبان الأرثوذكس الرومانية، وقصر عباس حلمي باشا ضمن المعالم التاريخية المتبقية في الجزء العسكري من الجزيرة.
ثالث الجزر المأهولة المتربعة على تلة، هي جزيرة "بورغاز آضا"، التي نالت أهمية تجارية نظراً لافتقارها للمعالم التاريخية كما سابقاتها، ففيها فقط المرسى البحري والمنارة من الجهة الشرقية، إلى جانب القصور وبيوت وشاليهات الفنانين والأثرياء، لينافس شارع النزهات فيها، جمال وغلاء أسعار أرقى أحياء إسطنبول.
ورابع تحف بحر مرمرة المتربعة على ثلاث تلال، هي جزيرة "كينالي" أو الجزيرة المحنَّاه نظراً للونها المائل إلى الأحمر نتيجة غطائها النباتي المكون بشكل كبير من نباتات "ماكي" ذات اللون الأحمر.
واشتهرت الجزيرة عبر التاريخ، بكونها منجم صخور وحجارة صلبة تقطع من تلال شجرة الدلب والتشويقية والدير، وكانت أساس بناء الأسوار البيزنطية والرومانية القديمة، لكن "كينالي" عانت حتى عام 1981 من قلة الخدمات وغياب الكهرباء، لذا يكتشف السائح قلة السكان وتخصصها ربما بأجهزة وأبراج استقبال المحطات التلفزيونية.
وتأتي بعد الجزر المأهولة والشهيرة، "صدف" الجزيرة التي امتلكها حتى 1850 دامات فريد باشا، وكثرت فيها أشجار الزيتون والخضروات والأرانب، قبل أن تتلاشى خضرتها منذ عقود.
وبعدها "ياسّي آضا" الجزيرة المخالفة لجهة سهول أراضيها، لكن تلك الميزة لم تمنع الأتراك من نعتها بـ "خير سيز"، أي عديمة الخير، ربما لأنها شهدت بعد انقلاب عام 1960 محاكمة وإعدام رئيس الوزراء الشهير عدنان مندريس وغيره من الساسة، منهم فطِن رشدي زورلو، وحسن بولاتكان. كما شهدت الفترة التالية أيضًا محاكمة عدد من الساسة المدنيين، واحتجاز عدد آخر منهم، وفي عام 1993 أحيل حق استخدام الجزيرة إلى كلية الموارد المائية التابعة لجامعة إسطنبول، وبعد ذلك في عام 1995 أصبحت الجزيرة التي عرفت لقرون كمنفى، مهجورة منذ ذاك الحين، إلى أن افتتحها الرئيس التركي، قبل أيام أمام السياح والأتراك، بعد تأهيلها وإشادة معالم عدة، أبرزها، المتحف الذي يخلّد عدنان مندريس ورفاقه ومنازل وفنادق ومسجد وساحة ونصب شهداء الديمقراطية.
تأتي جزر صغيرة وغير مأهولة، مثل جزيرة "سيفري" التي استخدمت لزمن، منفى للمعارضين وغير المرغوبين فيهم، وكانت في العصور القديمة أحد الأماكن المفضلة لمحبي العزلة، ولم يبق من آثارها اليوم، سوى أطلال دير يعود للقرن العاشر الميلادي.
جزيرة "كاشيك أداسي" أو جزيرة الملعقة، وهي ذات ملكية خاصة حتى اليوم، بيعت لصالح أسرة أجنبية تُعرف باسم "دانون" خلال عام 1950، وبعد ذلك بيعت لشركة سياحة، وتقع في الجهة الشرقية من جزيرة "بورغاز" كانت تُعرف في الماضي باسم "بيتا". وبعد ذلك سميت باسم جزيرة الملعقة بسبب تكونها الطبوغرافي الشبيهة لشكل الملعقة.
وأخيراً جزيرة "تاوشان أضاسي" تقع في أبعد نقطة من جهة الجنوب من جزر الأميرات، وتخلو الجزيرة تمامًا من السكان والغطاء النباتي والأشجار وتظهر كقطعة صخرية في وسط البحر.
حدثان أعادا جزر الأميرات الأربع المأهولة للواجهة من جديد، الأول إعلان محافظ الجزر فك الحظر المفروض منذ 26 إبريل/نيسان الماضي، ليعود الدخول والخروج إلى الجزر، كما كانا قبل تفشي وباء كورونا.
والحدث الثاني افتتاح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، جزيرة الحرية والديمقراطية "ياسي أضا" سابقاً، التي شهدت إعدام رئيس الوزراء الأسبق، عدنان مندريس ورفاقه، يوم 27 مايو/أيار 1960، بعد أن شهدت إعادة بناء وتنظيم منذ مايو/أيار 2015.
ربما تصويب عدد الجزر، هو فاتحة الحديث عن تحف يابسة تبعد نحو 17 كيلومتراً عن إسطنبول، فمنذ عامين لم تعد جزر الأميرات تسعاً، بل اكتشف غواصون الجزيرة العاشرة على بعد 700 متر من ساحل منطقة مالتيبه، ليعاد كامل العقد بجزيرة "صخور بوستناجي" التي كان يستخدمها البيزنطيون كدير، وقيل إنها غرقت خلال الهزة الأرضية الهائلة عام 1010 للميلاد.
لكن صغر تلك الجزر وعدم تأهيلها لتكون مقاصد سياحية، أبقيا على أربع منها شهيرة، بل وربما لا تحسب للسائح زيارة إسطنبول، إن لم يقض يوماً بجزر الأميرات، أو بأكبرها "بويوك أضا" على الدراجة أو الحنطور.
الجزيرة الكبيرة، أو "بويوك آضا" باللغة التركية، تزيد مساحتها عن خمسة كيلومترات مربعة، وتتربع في بحر مرمرة على تلتين، هما "العظيمة" و"الدير". وكانت يوماً، نظراً لمنعتها، بيت مال البيزنطيين، بحسب لقى عام 1930 في مقابر الأرثوذكس، من عملات ذهبية تعود إلى حقبة الملك فيليب الثاني ملك مقدونيا ووالد الإسكندر الأكبر، تم نقلها -العملات الذهبية المكونة من 207 قطع - إلى المتحف الأثري في إسطنبول.
وليكتمل المشهد التاريخي والسياحي بالجزيرة الكبيرة، تمت إعادة ترميم كنيسة ودير "آية يورجي" التاريخيين، وتأهيل أكبر مبنى خشبي بالعالم، "كنيسة خريستوس"، إلى جانب أربعة مساجد؛ يعتبر جامع الحميدية، المشيّد بعهد السلطان عبد الحميد الثاني، أجملها وأكبرها وأكثرها جذباً للسياح، إلى جانب احتواء الجزيرة على أول متحف مفتوح في إسطنبول، جمع تاريخ وتحول الجزر، عبر 20 ألف وثيقة، وستة آلاف صورة فوتوغرافية، ومئات الأفلام الوثائقية، وعدداً من التسجيلات المصورة والنصية التي تسرد للزوار قصة الجزيرة التي كانت منفى للأمراء وأصبحت جزيرة للأميرات.
وأما "هيبيلي آضا" فهي الجزيرة الثانية بمساحتها وسكانها سبعة آلاف نسمة، موزعة على أربع تلال لتتخذ من الأشجار وشاحاً لها وتغدو الأكثر خضرة بين أخواتها التسع.
وتزيد أهمية "هيبيلي آضا" وجذبها للسياح، لما تحويه من آثار تآلفت مع الخضرة. ومن معالمها الأشهر، دير "آيا يورجي ودير تاركالدنيا" إلى جانب "كامرايوتيسا"، وهي الكنيسة البيزنطية الوحيدة في الجزيرة، والوحيدة التي شيدت على شكل زهرة البرسيم، خارج إسطنبول.
كما تأتي شاهدة مقبرة سفير الملكة البريطانية إليزابيث الأولى، إدوارد بارتون، ومدرسة الرهبان الأرثوذكس الرومانية، وقصر عباس حلمي باشا ضمن المعالم التاريخية المتبقية في الجزء العسكري من الجزيرة.
ثالث الجزر المأهولة المتربعة على تلة، هي جزيرة "بورغاز آضا"، التي نالت أهمية تجارية نظراً لافتقارها للمعالم التاريخية كما سابقاتها، ففيها فقط المرسى البحري والمنارة من الجهة الشرقية، إلى جانب القصور وبيوت وشاليهات الفنانين والأثرياء، لينافس شارع النزهات فيها، جمال وغلاء أسعار أرقى أحياء إسطنبول.
ورابع تحف بحر مرمرة المتربعة على ثلاث تلال، هي جزيرة "كينالي" أو الجزيرة المحنَّاه نظراً للونها المائل إلى الأحمر نتيجة غطائها النباتي المكون بشكل كبير من نباتات "ماكي" ذات اللون الأحمر.
واشتهرت الجزيرة عبر التاريخ، بكونها منجم صخور وحجارة صلبة تقطع من تلال شجرة الدلب والتشويقية والدير، وكانت أساس بناء الأسوار البيزنطية والرومانية القديمة، لكن "كينالي" عانت حتى عام 1981 من قلة الخدمات وغياب الكهرباء، لذا يكتشف السائح قلة السكان وتخصصها ربما بأجهزة وأبراج استقبال المحطات التلفزيونية.
وتأتي بعد الجزر المأهولة والشهيرة، "صدف" الجزيرة التي امتلكها حتى 1850 دامات فريد باشا، وكثرت فيها أشجار الزيتون والخضروات والأرانب، قبل أن تتلاشى خضرتها منذ عقود.
وبعدها "ياسّي آضا" الجزيرة المخالفة لجهة سهول أراضيها، لكن تلك الميزة لم تمنع الأتراك من نعتها بـ "خير سيز"، أي عديمة الخير، ربما لأنها شهدت بعد انقلاب عام 1960 محاكمة وإعدام رئيس الوزراء الشهير عدنان مندريس وغيره من الساسة، منهم فطِن رشدي زورلو، وحسن بولاتكان. كما شهدت الفترة التالية أيضًا محاكمة عدد من الساسة المدنيين، واحتجاز عدد آخر منهم، وفي عام 1993 أحيل حق استخدام الجزيرة إلى كلية الموارد المائية التابعة لجامعة إسطنبول، وبعد ذلك في عام 1995 أصبحت الجزيرة التي عرفت لقرون كمنفى، مهجورة منذ ذاك الحين، إلى أن افتتحها الرئيس التركي، قبل أيام أمام السياح والأتراك، بعد تأهيلها وإشادة معالم عدة، أبرزها، المتحف الذي يخلّد عدنان مندريس ورفاقه ومنازل وفنادق ومسجد وساحة ونصب شهداء الديمقراطية.
تأتي جزر صغيرة وغير مأهولة، مثل جزيرة "سيفري" التي استخدمت لزمن، منفى للمعارضين وغير المرغوبين فيهم، وكانت في العصور القديمة أحد الأماكن المفضلة لمحبي العزلة، ولم يبق من آثارها اليوم، سوى أطلال دير يعود للقرن العاشر الميلادي.
جزيرة "كاشيك أداسي" أو جزيرة الملعقة، وهي ذات ملكية خاصة حتى اليوم، بيعت لصالح أسرة أجنبية تُعرف باسم "دانون" خلال عام 1950، وبعد ذلك بيعت لشركة سياحة، وتقع في الجهة الشرقية من جزيرة "بورغاز" كانت تُعرف في الماضي باسم "بيتا". وبعد ذلك سميت باسم جزيرة الملعقة بسبب تكونها الطبوغرافي الشبيهة لشكل الملعقة.
وأخيراً جزيرة "تاوشان أضاسي" تقع في أبعد نقطة من جهة الجنوب من جزر الأميرات، وتخلو الجزيرة تمامًا من السكان والغطاء النباتي والأشجار وتظهر كقطعة صخرية في وسط البحر.