حملة على وزير دنماركي لأنه تكلّم عن إيمانه بالله

19 يوليو 2015
الوزير قال إن إيمانه لا يتعارض مع وظيفته (تويتر)
+ الخط -



عجائب التمسك الصارم بفصل الدين عن السياسة، كادت هذه المرة أن تطيح بوزير التعليم والأبحاث الدنماركي اسبين لوندا لارسن، لأن الرجل اعترف بأنه يؤمن بأن "الأمور كلها مرتبطة بخالق".

ثارت ثائرة المعارضين لتعيين وزير مؤمن بالله، ويعلن ذلك في دولة لا يقبل فيها من السياسي صاحب المنصب أن يخلط بين معتقده ومسؤوليته. لم يتوقف أمر انتقاد لارسن عند المشتغلين في السياسة، بل وصل إلى المستوى الأكاديمي والإعلامي، مثيراً جدلاً لم يهدأ منذ أسبوعين.

استضاف التلفزيون الدنماركي الرسمي (القناة الأولى) وزير التعليم في ذروة بث برنامج "العرض المسائي" الذي يتابعه جل الدنماركيين تزامناً مع تناول العشاء. في الاستديو المطل على الساحة الرئيسية في العاصمة كوبنهاغن، راحت المذيعة تناقشه عن الجدل الذي ثار بشأن إيمانه، والانتقادات التي طاولته منذ أن كان برلمانياً، وطالب قبل أعوام بتخفيض ميزانية مجلس "البحوث الحرة"، الذي لا يضع أية قيود على الأبحاث.

في ذروة شرح الوزير لارسن لموقفه تسحب المذيعة من تحت الطاولة صورتين كبيرتين: الأولى لقرد والأخرى لما بدا أنه "آدم وحواء". سألته: "هل الإنسان أصله من هذا القرد أم أنه ينحدر من صديقينا آدم وحواء؟". لم يثر الوزير، بل ذهب بهدوء لإجابة قال فيها: "أنا لست عالم طبيعة حتى أبت بالأمر، بالنسبة لي الإنسان عبارة عن عملية طويلة".

وزير التعليم والأبحاث وجد نفسه تحت سهام المطالبة بالإعفاء من منصبه، خشية أن يتأثر بمعتقداته. لكنه رفض تلك المخاوف التي تعبر عن حالة تطرف واضحة، من بعض علماء اللاهوت، الذين يحذرون من الكشف عن ديانة وإيمان أصحاب المناصب، رغم أنها ليست سابقة.

وزير التعليم والأبحاث لا يبدو متأثراً كثيراً طالما أن حزبه (فينسترا) اليميني المحافظ والمشكل لحكومة أقلية يقف مؤيداً له، لكنّ مراقبين يقولون: "على الوزير لارسن أن يخفي تدينه إن كان لا يريد أن يفقد منصبه الوزاري لصالح منافسين من الحزب ذاته". الوزير الدنماركي "المتهم" من قبل الصحافة والنقاد اندفع قائلاً: "إيماني لا يتعارض أبداً مع الوظيفة التي أشغلها، فلا علاقة هنا للميثولوجيا بما أتحمله كسياسي".

وكانت الانتقادات قد تصاعدت بعد قوله: "إن الأبحاث والدين لا يتعارضان"، مقولة لا يستسيغها متزعم الحملة وعالم اللاهوت في جامعة أودنسة ميكايل روثستاين الذي علق قائلاً: "الأساطير والسحر والغيبيات والمعجزات، لا يمكنها أن تتوافق مع العلم، الأمر غير قابل للنقاش، يجب رفض توزير وزير يقول بأن الله خلق الأرض". عالم اللاهوت كان يرد على لارسن الذي قال سابقاً: "الإنجيل عندي أصدق من العلوم، والله هو الذي خلق الكون".

الجدل دفع الوزير من على شاشة التلفاز إلى التحذير من أن " الأمر خطير جداً، وفيه تعدٍّ على حرية الإيمان والاعتقاد في الدنمارك". وذلك على خلفية حملة مقالات نشرتها صحف عدة، بما فيها كبريات الصحف "بوليتيكن"، والتي أخذت تنبش في الماضي المتدين للوزير.

جدل يستمر رغم أن المنتقدين لم يردوا على المدافعين عن الوزير حين تساءلوا: "كيف لم تحاسبوا رئيس حزب المحافظين سورن باب، حين قال إن المسيحية أفضل من الإسلام؟ ألم يكن ذلك تفضيل ديني وخلط للسياسة بالدين؟".

اقرأ أيضاً: هل تؤيد كلبناني الزواج المدني.. ولماذا؟

دلالات
المساهمون