متحف مكتبة الإسكندرية.. نافذة على حياة قدماء المصريين

24 مارس 2015
صورة واقعية عن الفن الإسكندري في أزهى عصوره (GETTY)
+ الخط -
لا يمكن زيارة مكتبة الإسكندرية من دون مشاهدة متحف الآثار؛ ليس فقط لكونه أول متحف آثار يقام داخل مكتبة في العالم، ولكن لما يضمه من قطع أثرية نادرة جُمعت من مناطق ومتاحف مختلفة في أرجاء مصر.

حيث يضم المتحف الذي يعد أحد المتاحف القليلة التي تعرض قطعا تم اكتشافها في نفس مكان عرضها، نحو 1316 قطعة أثرية تغطي عصورًا مختلفة للحضارة المصرية القديمة بداية من الفرعونية القديمة، ثم اليونانية والبطلمية التي جاءت مع قدوم الإسكندر الأكبر، فخرجت إلى ما يسمى حضارة البطالمة، ومن بعدها الحضارة القبطية وصولا إلى الإسلامية.

كما يضم المتحف مجموعة من الآثار الغارقة التي اكتشفت في الميناءين الشرقي والغربي في الإسكندرية، وتعد هي الأخرى بمثابة نافذة حضارية، تساعد الزائر في التعرف على الحياة اليومية للقدماء المصريين في هذا الوقت.
وتحتل المعتقدات الجنائزية التي آمن بها المصريون القدماء، نصيبا في معروضات المتحف الموجودة في قاعة "العالم الآخر"، والتي تحتوي على عدد من التوابيت والمقابر والقطع الأثرية التي تعكس المفهوم الديني لتلك الفترة، بالإضافة إلى القطع المستخدمة في الحياة اليومية، وتبرز أيضًا الناحية الفنية التي برعوا فيها.

بدورها قالت د. منى سري رئيس المتحف: إن أهمية هذا المتحف تكمن في إعطاء الزائر فكرة واضحة ومبسطة عن تتابع الحضارات القديمة في مصر، من خلال المعروضات التي تم تحديدها واختيارها بعناية من قبل لجنة الأثريين التي شكلها المجلس الأعلى للآثار ووزارة الثقافة، قبل عرضها بدءاً من الحضارة الفرعونية إلى الحضارة الإسلامية.

وأشارت إلى أن المتحف الذي يقع على مساحة 1700 متر، لم يكن جزءاً من المخطط الأساسي لتصميم المكتبة، إلا أنه عند بداية إنشائه وتحديدا أثناء حفر الأساسات في الفترة من 1993 إلى 1995، عثر المشرفون على مجموعة من القطع الأثرية النادرة، ومن هنا جاءت الفكرة لتنفيذ وإنشاء أول متحف للآثار داخل مكتبة، ويقوم بعرض قطع تم اكتشافها في نفس مكان عرضها.


وأكدت سري أنه يمكن مشاهدة مقتنيات المعرض على شبكة الإنترنت، والتعرف على محتوياته التي تمت إتاحتها بثلاث عشرة لغة من خلال موقعها الإلكتروني، الذي يعد الأول على مستوى مصر، كما تم إضافة تعريف تفصيلي لأهم القطع الأثرية المعروضة، روعي فيه سلاسة المعلومة وملاءمتها للمستخدم غير المتخصص. كما يمكن لزائري الموقع القيام بجولة تخيلية داخل قاعات المتحف ومشاهدة صور بانورامية للأقسام المختلفة.

وقال حسام عبد القادر المستشار الإعلامي لمكتبة الإسكندرية: إن المتحف يتميز بأسلوب خاص ومتطور في عرض مقتنياته، بجانب أساليب التصميم والديكور والتقنيات الحديثة المستخدمة في قاعات المخصصة للعرض، تنافس مثيلاتها بالمتاحف العالمية، ويتضمن إطلاع الزوار على القطع، إضافة إلى مشاهدة فيلم وثائقي عن قصة اكتشافها، كما يوضح عمليات نقلها وترميمها، ثم عرضها في قاعات متاحف دولية، إلى جانب قسم خاص لفاقدي نعمة البصر يقوم باستخدام بطاقات شارحة لأهم القطع الأثرية التي يحويها، وعرضها بطريقة برايل للمكفوفين.

وأضاف "عبد القادر" يتضمن متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية ثماني قاعات تغطي تاريخ مصر، هي: قاعة الآثار المصرية، والآثار اليونانية الرومانية والآثار البيزنطية، والآثار الإسلامية، وقاعتا "الحياة في العالم الآخر" و"آثار موقع المكتبة"، بالإضافة إلى ملحق المتحف المسمى "كنوز مصر عبر العصور" وأخيرًا قاعة حفائر جزيرة نلسون.

وأكد مستشار المكتبة أن معروضات المتحف تلقى إقبالا متزايدا من المصريين والأجانب، إلا أن قاعة العالم الآخر التي تضم مومياوات وتابوتين من العصرين الفرعوني والبطلمي هي الأكثر جذبا للزوار، وكذلك قاعة حفائر المكتبة، التي تعكس صورة واقعية عن جانب من الفن الإسكندري في عصر من أزهى عصوره التاريخية.
المساهمون