شعاب مرجانية صخرية في المتوسّط

24 مارس 2019
يبلغ طول سلسلتها حوالي 2.5 كيلومتر(جامعة باري ألدو مورو)
+ الخط -
لأول مرة، يحدد العلماء نوعًا خاصا من الشعاب المرجانية الصخرية في البحر الأبيض المتوسط، وتحديدًا قبالة السواحل الإيطالية. تم إيجاد هذه الشعاب بالقرب من مدينة مونوبولي الإيطالية، ويبلغ طول سلسلتها حوالي 2.5 كيلومتر.

نشر العلماء من جامعة "باري ألدو مورو" Bari Aldo Moro نتائج دراستهم في مجلة "التقارير العلمية" المشهورة. وتأتي أهمية هذا الاكتشاف، ليس فقط لأن الشعاب المرجانية الصخرية هي نادرة تقريبًا في البحر الأبيض المتوسط، ولكن لأنها تقع على عمق 30 وحتى 55 مترا تحت سطح الماء. إذ إن معظم الشعاب المرجانية، يتم العثور عليها، عادةً، في المياه الفقيرة بالمواد الغذائية، في الهند وغرب المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ. مثلاً، الحاجز المرجاني الأكبر في العالم، هو ما يسمى بـ "الحاجز المرجاني العظيم" شرق أستراليا، إذ يمتد لمسافة تتجاوز 2000 كم.

اكتشاف محير
ما حير العلماء، فعلياً، هو أن الشعاب المرجانية الصخرية لا تنمو في البحار الاستوائية الضحلة مثل البحر الأبيض المتوسط. ويقول البروفسور وعالم الأحياء البحرية، كلاوديو ريختر، من معهد "ألفريد- فينغر"، إن "ما وجدناه كان شعاباً مرجانية صخرية قويّة البنية، حتى في المياه العميقة". إذ إنها تعيش على عمق 30 مترًا، وهي متعودة على الإضاءة المنخفضة، وتستطيع العيش حتّى عمق 130 مترًا، وتلتقط أشعة الضوء لتقوم بعملية التركيب الضوئي اللازمة لنموها. ومع ذلك، أكد الفريق البحثي، أن الشعاب المكتشفة، قد نمت ببطء شديد في أعماق المتوسط، قبالة المدينة الإيطالية.

لون كتيم
وأشار كلاوديو ريختر، إلى أن الشعاب المكتشفة تقع في منطقة يصل إليها ضوء الشمس بشكل خفيف وضعيف جدًا. الأمر الذي جعل لونها كتيمًا وباهتا بدل أن يكون مشرقاً ومشعاً، إذ إنها عادة تتراوح من اللون البرتقالي إلى اللون الأحمر، لكن ألوان الشعاب المكتشفة ليست كذلك، كما ذكر موقع "شبيغل أون لاين". وأضاف ريختر: "الشعاب المرجانية الموجودة في البحر الأبيض المتوسط هي من نوع خاص، إذ يوجد أكثر من 33 نوعًا منها. إذ ليس كلها تشكل حواجز مثلاً. وحتى يتشكل حاجز متصل، يجب أن تكون الشعاب المرجانية صخرية".

ضرر التغير المناخي
ووفقاً للدراسة، فإن الشعاب المرجانية هي من أهم التكوينات الصخرية الموجودة في البحار والمحيطات، وهي تشكل حوالي 0.1% من قاع البحر، وتشكل، أيضاً، مأوى ومسكنًا لربع الكائنات البحرية على الأقل. وأضافت أن هذه الشعاب تتضرر بشكل كبير نتيجة التغيرات المناخية وتلوث البحار والمحيطات، وهذا يظهر بشكل واضح في "الحاجز المرجاني العظيم" في أستراليا، إذ إن بعض المناطق بدأت تفقد لونها وتصبح باهتة.
المساهمون