سكان نيويورك يكسرون حصار كورونا بالدراجات الهوائية

18 ابريل 2020
تُستخدم في نقل البضائع إلى المحجورين (نوم غالاي/Getty)
+ الخط -
باتت الدراجات الهوائية عنصراً أساسياً في الحياة اليومية لسكان نيويورك، خصوصاً لدورها الحيوي في نقل البضائع من متاجر السوبرماركت والمطاعم إلى السكان المحجورين في المنازل، بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد.

وصنفت متاجر بيع الدراجات الهوائية وتصليحها ضمن النشاطات الأساسية، وتمكنت تالياً من الاستمرار في العمل منذ بدء إجراءات العزل في أكبر مدينة أميركية. ويقول سال بيليت، صاحب متجر "بيليت بايسكلز" العائلي الذي أسسه جده قبل أكثر من مائة عام في 1918، إن"العمل جيد". ويضيف وهو في متجره الواقع في حيّ جامايكا شرق كوينز: "لكننا هنا أيضاً لتوفير خدمات للناس".

ويأتي عمال خدمات التوصيل إلى المنازل إليه لصيانة دراجاتهم مع الطلب المتزايد عليهم. في المقابل، يأتي آخرون لشراء دراجة أو تجديد أخرى قديمة. ومع إغلاق قاعات ممارسة الرياضة، تسمح الدراجة الهوائية بالمحافظة على اللياقة البدنية وتفادي إجراءات التباعد الاجتماعي التي يضطر في سبيلها المشاة إلى سلوك مسارات متعرجة.

كذلك تجذب الشوارع شبه الفارغة راكبي الدراجات الهوائية الذين توفي 29 منهم في حوادث سير في هذه المدينة خلال عام 2019. ويقول بيتر ستوري، رئيس نادي "نيويورك سايكل كلوب" الذي يضمّ أكثر من ألفي عضو، إن قيادة الدراجة "جيدة للجسم والمعنويات".

ويؤكد روبن ليستر-كينتون الذي يعلّم نجليه البالغين سبعاً وخمس سنوات ركوب الدراجة الهوائية في ملعب خالٍ لكرة السلة أن "ما من شيء أجمل من مساحة مفتوحة متاحة أمامك". ويقول باريس كرويا الذي بدأ للتو عمله في متجر "بايك ستوب": "نشاطنا يشهد فورة كبيرة. حصلت على هذا العمل، لأن صاحب المتجر كان يدرك أن الطلب سيكون كبيراً جداً".

وقد اشترى أوليفر بوكنر دراجة هوائية مستعملة بسعر 250 دولاراً أميركياً، بعدما فقد عمله سائقاً بسبب وقف النشاطات غير الأساسية في ولاية نيويورك، وأخضعها للصيانة في متجر "بيليت"، ليبدأ العمل في خدمة توصيل الطعام. ويقول الرجل الخمسيني، وأصله من جامايكا، إن "الدراجة الهوائية طوق نجاة للكثير من الأشخاص".

وضعت شبكة تشارك الدراجات الهوائية "سيتي بايك" دراجاتها مجاناً في تصرف أفراد طواقم الرعاية الصحية أو العاملين في النقل المشترك. واعتمدت المساعدة الاجتماعية في المستشفيات، إيميلي روجرز، الدراجة الهوائية بين منزلها والمستشفى حيث تعمل، لتجنب استقلال قطار الأنفاق. وتؤكد الشابة البالغة 27 عاماً أن الرحلة تستغرق نصف ساعة، موضحة أنّ "من المفيد أن يكون الشخص في الخارج من دون الشعور بالذنب". ونُويَت مواصلة ذلك حتى بعد انتهاء إجراءات التباعد الاجتماعي.

ومنذ بدء إجراءات العزل، باتت المحطات التي تشهد الإقبال الأكبر، تلك القريبة من المستشفيات، لا محطات القطار أو الحافلات، ما يعني أن أفراد طواقم الرعاية الصحية يستخدمون دراجات "سيتي بايك". إلا أن هذا الإقبال على الدراجات الهوائية لا ينسحب على كل هذا القطاع، كما يقول جون ماكي، صاحب شركة "بروكلين جيرو" التي تنظم نزهات في أرجاء المدينة. فقد توقف نشاط هذه الشركة بسبب منع النشاطات غير الأساسية وغياب السياح. ويوضح قائلاً: "العام الماضي كانت الأجواء إيجابية، وكنا نذهب إلى المطعم. أما هذه السنة، فانتقلنا إلى القسائم الغذائية" التي توزعها الحكومة على العائلات الفقيرة.

(فرانس برس)

المساهمون