نانسي عجرم في ألبومها الجديد: الغلبة للتوزيع

17 يونيو 2017
(تويتر)
+ الخط -
تسعة ألبومات غنائية أصدرتها الفنانة اللبنانية، نانسي عجرم، منذ انطلاقتها قبل 15 عاماً، وتحقيقها نجاحاً واضحاً ضمن موجة الأغنية الشبابية الموجهة والتي يتفاعل معها من هم بعمر نانسي، ومتابعوها.
عجرم، التي دخلت عالم الغناء في سن مبكرة، اكتشفت مع مدير أعمالها جيجي لامارا، كيفية صناعة النجاح، وتوظيف العمل لمصلحة الغناء ولا شيء آخر. عملت على مجموعة من الأغنيات والكليبات التي كونت شخصيتها الفنية ورسمت لها خطاً متوازناً بلهجات عديدة، لبنانية - مصرية مغربية، وخليجية، تقدمت بهدوء بداية، وأبعدت نفسها عن التسرّع أو احتكار جهة إنتاجية لها ولأعمالها الفنية.
نجحت عجرم لأكثر من عقد في رسم هالة فنية، لطريقها، اجتنبت الصراعات الفنية، وعرفت أن بالغناء وحده يمكنها سلك طريق غير معبد عانت منه في طفولتها، دون الالتفاف أو الاتجاه إلى أي شركة إنتاج للأخذ بيدها، أو حتى ترشيدها إلى الطريق المناسب لفتاة تملك خامة صوتية جيدة.

نانسي 9
في ألبوم "نانسي 9" أغنيات تخطت العشر، تعود بها إلى الجمهور متسلحة مرة أخرى بالكلمات والغناء "باللهجة" الشعبية المصرية. خط برأيها كرس وجودها ودعم وجهتها الفنية بعد "أخاصمك آه" (2001) ونجاحها الذي قلب الهدوء إلى عاصفة، وعزز حضورها الغنائي أمام موجة عارضات الأزياء اللواتي اجتحن الساحة الفنية في لبنان، وقتذاك.
14 أغنية، قدمتها نانسي عجرم قبل شهر، مع ندرة الإنتاجات الغنائية الكاملة، والتوجه من قبل زملائها إلى "سينغل" أو الأغنية المُنفردة. استندت، بالدرجة الأولى على مواقع التواصل الاجتماعي، والتطبيقات الإلكترونية في بث الأغنيات الجديدة للمتابعين.
وعلى الرغم من المنافسة المحتدمة اليوم بين نانسي عجرم ومواطنتها اللبنانية، نجوى كرم، التي أصدرت جديدها "منّي إلك" قبل أسبوعين، حققت عجرم تفوقاً داخل السوق اللبنانية العربية المُتأزمة.
اختلفت نانسي عجرم في الألبوم الأخير، لجهة الألوان الغنائية، والكلمات وحتى الألحان، كانت أكثر هدوءً من قبل ،اختارت الكلمة والتوزيع، فكان التعاطي مع الكلمة والتوزيع الموسيقي جديداً يُحسب لهذا الإصدار الهادىء، ولو أنها حاولت "الشغب" مجدداً واللعب على عامل "الشقاوة" في بعض الأغنيات الخفيفة، لكنها عادت إلى مراعاة الجمل الموسيقية، بشكل طوعي مناسب جداً لصوتها.
أغنية "حاسة بيك" تناسبت وقدرات نانسي الصوتية، وفتحت معبراً بين الإيقاع الغربي، والتحدي الشرقي لهذه العوامل "الغربية" موسيقياً، التي باتت تُستجمع في أغنية واحدة، وبيّنت الإحساس واضحاً ، عززته عجرم في اختيارها لكليب الأغنية ذاتها، مع المخرجة ليلى كنعان، وتبارى التنافس بين حسن الصورة، والتناغم الموسيقي في كشف تفاصيل أمام المستمع والمشاهد على حد سواء.
ربما لم تكن المواضيع في الأغنيات اللبنانية لتحمّل أسلوب ودقة أو فرادة الأغنيات المصرية، "بالصدفة" التي اعتمد فيها الملحن وليد سعد على آلات موسيقية محدودة جداً وتوزيع "عاطفي" قائم على البيانو والكمان، حلت واحدة من أفضل الأغنيات التي صدرت منذ سنوات ،على الرغم من مدتها الزمنية التي لا تتجاوز الأربع دقائق.

المساهمون