ويحظى الطهاة اللاجئون بعقود عمل دائمة، بهدف مساعدتهم على الاندماج اجتماعياً ومهنياً، ومنحهم الفرصة للمشاركة بوصفات الطبخ التقليدية في بلادهم مع مجتمعهم الجديد.
يتكون فريق المشروع من 21 شخصاً، نصفهم طهاة من اللاجئين، من سورية، وإيران، ونيبال، وأفغانستان، والشيشان، وإثيوبيا، ويقدمون كوكتيلات يومية، وبوفيهات لمجموعات كبيرة تبدأ من عشرين شخصاً وتصل إلى 2000، معظمها من الشركات متفاوتة الأحجام.
وفي حديث لموقع "بوسيتيفر" الفرنسي تحدث مؤسسا المشروع عن أسباب شروعهما في هذه المغامرة، منذ التقيا في كلية إدارة الأعمال أثناء الدراسة، وبدآ رحلتهما في عالم التسويق والتمويل.
وفي خريف 2015 قرّرا إنشاء مؤسسة اجتماعية، حين كانت فرنسا تضج في ذلك الوقت بقضية اللاجئين، وأرادا كسر الصورة السلبية عنهم، وتسليط الضوء على مهاراتهم في الطبخ، ومن خلال هذا ذلك، فإنهما يظهران صورة أخرى للجوء، على حد تعبيرهما.
وتتلخص الرسالة التي يرغب برونير وجاكوب بنقلها في ثلاث نقاط: دمج اللاجئين في سوق العمل، وتسليط الضوء على المأكولات العالمية غير المعروفة، وتغيير النظرة تجاه اللاجئين والمهاجرين.
— Springwise Intelligence (@springwise) February 7, 2017
|
وتمكن برونير وجاكوب من افتتاح أول مطعم لهما في باريس في خريف 2018، ومؤخراً أصدرا أول كتاب خاص بمطبخ اللاجئين، ووصفاتهم.
يتألف الكتاب من 256 صفحة، ويشمل أكثر من ستين وصفة اختارها الطهاة من بلدانهم، إلى جانب قصص عن أول خمسة لاجئين انضموا إلى المشروع، ومعلومات عن بلدانهم، وخصائص المطبخ فيها، ومكونات الأطعمة.
ويقول مؤسسا المشروع "هناك العديد من المفاهيم الخاطئة حول اللاجئين، نحن نرفض ذلك، ومقتنعون بأن لديهم الكثير لتقديمه لنا من مهارات وتقاليد ودراية تحتاج فقط إلى تقدير. اخترنا أن نكشف عن مواهب الطهاة، لأن المطبخ هو بوابة للآخر وإلى العالم. الطبخ هو قبل كل شيء يعني المرح والمشاركة والاجتماع بالآخرين".
ويتحدث الشريكان الفرنسيان على عيش اللاجئين سنوات عاطلين عن العمل، أو اضطرارهم لشغل وظائف محفوفة بالمخاطر لا تتناسب مع طموحاتهم أو مواهبهم.
ووفقاً لهما فإن الاندماج يأتي أولاً من خلال العمل، ما يمنح اللاجئين فرصة التفاعل مع الشعب الفرنسي وتعلم اللغة، والحصول على سكن كريم. وعلى الصعيد المعنوي فهي فرصة لتقدير مهاراتهم وإبراز شغفهم بالطهي، وتبادل ثقافتهم مع الآخرين.
"نعتقد أن هذه هي أفضل طريقة لاستعادة ثقتهم بأنفسهم وكرامتهم وإعادة بناء حياتهم من جديد"، كما يعبر مؤسسا مشروع "الطهاة المهاجرون".
يبرز المشروع اللمسة الشخصية للطهاة. ففي فرنسا يفتقر عالم المطبخ إلى الأصالة والتنوع، ورغم أن أجيالاً من المهاجرين يعيشون فيها، إلا أن الناس لا يعرفون عن مطابخهم، وفي كثير من الأحيان لا يرتبط الطهاة بأي صلة ثقافية أو عائلية أو عاطفية بالأطباق التي يعدّونها، على خلاف فكرة المطبخ هذا الذي يركّز على ثقافة الطعام التي حملها كل طاهٍ من ثقافته الخاصة.