سورية: الحجز على أموال منتجي مسلسل "دقيقة صمت"

30 سبتمبر 2019
"دقيقة صمت" نقد مفاصل مهمة داخل بنية النظام (فيسبوك)
+ الخط -
قالت وسائل إعلام موالية للنظام السوري، إن وزارة المالية أصدرت قراراً بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة، لشركة "إيبلا الدولية للإنتاج والتوزيع الفني"، ومالك الشركة هلال أرناؤوط وزوجته.

ويأتي الحجز على خلفية إنتاج الشركة، بالتعاون مع شركة أخرى (سيدرز آرت برودكشن- صبّاح أخوان للإنتاج الفني)، لمسلسل "دقيقة صمت" الذي عرض في الموسم الرمضاني الماضي في عدة قنوات عربية، وأحدث جدلاً واسعاً، لا سيما نقده لمفاصل مهمة داخل بنية النظام السوري.

وتتهم الوزارة الشركة المنتجة بأنها عمدت إلى "التصدير تهريباً" للمسلسل، أي تهريب المادة من سورية، وعرضها على قنوات عربية دون مرورها على الرقابة، بحسب ما نقل موقع "الاقتصادي – سورية".

وبحسب الموقع، فإن الوزارة أصدرت قرار الحجز الذي يحمل الرقم /916/ الصادر بتاريخ 3 سبتمبر/ أيلول لعام 2019، جاء فيه أن الحجز الاحتياطي على الأموال جاء ضماناً لحقوق الخزينة العامة من الرسوم والغرامات المتوجبة بالقضية رقم (185/2019) في مديرية مكافحة التهريب، لمخالفة التصدير تهريباً لبضاعة قيمتها 54.664000 ليرة سورية، يترتب عليها غرامات 218.656.000 ليرة".

وقدم مسلسل "دقيقة صمت"، من تأليف سامر رضوان وإخراج شوقي الماجري، مادة دسمة من قبيل النقد الصريح البعيد عن التلميح في كشف فساد أجهزة الدولة السورية، ولا سيما جهاز الشرطة، من خلال قصة سجينين محكومين بالإعدام، يتم تهريبهما قبل تنفيذ الحكم من قبل مدير السجن، وإعدام سجينين آخرين عوضاً عنهما.

يمضي بعدها المسلسل في سرد أحداث مثيرة، كان فساد النظام حاضراً في كل تفاصيلها، ما أحدث ضجة واسعة، لا سيما داخل الشارع المؤيد، الذي رأى في سير أحداث المسلسل أمراً واقعاً داخل مجتمعهم.

وكانت وزارة الإعلام، وبعد عرض الحلقات الأولى من المسلسل، قد أصدرت بياناً اتهمت فيه الشركة المنتجة بـ"السرقة والاحتيال الموصوفين لتهريب مادة المسلسل خارج أراضي الجمهورية العربية السورية"، رغم أن الوزارة قد أشارت في بيانها إلى أن "مسلسل دقيقة صمت حصل كغيره من الأعمال على موافقة مشروطة للنص قبل البدء بالتصوير".

لكنها أردفت "إن لجنة القراءة غير مسؤولة عن كل ما يمكن ترميزه أو إسقاطه لاحقاً خلال تنفيذ هذا العمل، كما أنّها تُحمّل أصحاب العمل والقائمين عليه مسؤولية إظهار تصرُّفات المسؤولين الفاسدين، الذين تحدَّث عنهم النص، بوصفه سلوكاً فردياً وشخصياً لا يمثّلون فيه مهمة المؤسسات التي ينتمون إليها، وإنَّما تشكّل هذه التصرفات وهؤلاء الأفراد عدواً للدولة الوطنية ومؤسساتها كافة".

وكان مما أحدثه المسلسل، أن الشركتين المنتجتين للمسلسل قد قطعتا علاقتهما مع سامر رضوان كاتب العمل، على خلفية تصريحات أدلى بها لتلفزيون "الجديد" اللبناني، والتي أشار فيها إلى أن المسلسل ضد النظام السوري، لتصدر الشركتان بياناً أوضحتا فيه موقفهما المختلف عن موقف رضوان، والتبرؤ منه.

ويعزو متابعون، قرار الحجز على أموال الشركة وصاحبها إلى رجوع  الرئيس السوري بشار الأسد إلى "دفاتره العتيقة"، ضمن ما يروجه عن حملة مكافحة فساد استهدفت مسؤولين ورجال أعمال، هدفها جني أكبر كمية من المليارات، بعد العجز المالي الذي أصاب ويصيب بنية نظامه الاقتصادية.

دلالات
المساهمون