انتقادات ليبية لسلامة بعد زيارته حفتر

24 يونيو 2019
غسان سلامة (Getty)
+ الخط -

لقيت زيارة المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة، اللواء المتقاعد خليفة حفتر في قاعدته العسكرية بالرجمة شرقي البلاد، السبت الماضي، انتقادات محلية، على خلفية استمرار هجوم الأخير على العاصمة طرابلس، والمطالبات بالتحقيق في ارتكاب قواته "جرائم حرب" باستهدافها مدنيين.

وطالبت ربيعة أبو راس عضو مجلس النواب المنعقد بطرابلس، الأمم المتحدة بـ"ضرورة تغيير البعثة الأممية في ليبيا، وإعادة النظر في دورها الذي يقوّض كل عمليات السلام والتوافق بين الليبيين".

وقالت بوراس، في تدوينة على حسابها الرسمي في "فيسبوك"، إنّ "البعثة الأممية لم تعد مصدر ثقة أو طرفاً نزيهاً ومحايداً في القضية الليبية"، مضيفة أنّ "تغيير البعثة من قبل شركائنا في المجتمع الدولي، أصبح واجباً مهنياً وأخلاقياً يقع على عاتقهم، في حق الشعب الليبي".

وطالبت بوراس بـ"ضرورة إرسال بعثة أممية أخرى تساعد الليبيين على الوصول لحلّ ينهي حالة الصراع والانقسام"، بحسب قولها.


وكان سلامة، قد زار حفتر السبت، في قاعدة الأخير العسكرية بالرجمة شرقي ليبيا، لـ"بحث سبل الإسراع في الانتقال إلى مرحلة الوصول للحل السياسي"، بحسب ما ذكرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، في بيان نشرته على صفحتها في "فيسبوك".

وقالت البعثة إنّ سلامة وحفتر "ناقشا الأسباب التي أدت إلى إطلاق عملية طوفان الكرامة والوضع الإنساني في طرابلس"، و"سبل الإسراع في الانتقال إلى مرحلة الوصول إلى حل سياسي"، من دون الإدلاء بتفاصيل الحل.


وجاءت زيارة سلامة للرجمة، بعد أكثر من شهر على رفض حفتر لقاءه، إذ صرح حفتر في نهاية مايو/ أيار الماضي، لصحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية، أنّ "سلامة لا يزال يقول أشياء غير مسؤولة، وأصبح بعيداً عن كونه وسيطاً نزيهاً ومحايداً".

وتزامنت الانتقادات للقاء سلامة بحفتر، مع جدل أثارته صورة نشرتها البعثة الأممية لحفتر رفقة سلامة، يظهر فيها على وجه حفتر آثار المرض والإنهاك، قبل أن تقوم البعثة بتغيير الصورة ثلات مرات بأخرى، لا تظهر ملامح وجهه من قريب، من دون أن توضح البعثة سبب حذف الصورة.


وتساءل الناشط السياسي الليبي بشير السويحلي، في منشور على صفحته في "فيسبوك"، عن جدوى زيارة سلامة لحفتر، بالقول: "ماذا تعني بالإسراع بالانتقال إلى العملية السياسية؟"، مضيفاً: "هل تقصد أنك تطلب من المجرم حفتر أن يسرع بالانتهاء من عدوانه الفاشل حتى نستطيع أن نبدأ العملية السياسية؟ ومع منْ؟ مع المجرم حفتر؟".

وأكد السويحلي المحسوب على قوات حكومة "الوفاق"، أنّه "لن يقبل أحد بالجلوس معه (حفتر) ليوم القيامة"، وأضاف مخاطباً سلامة: "أتمنى لك شخصياً أن تقدم استقالتك بدل الاستمرار في هذه المهزلة التي تحدث لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، وذلك بتعاونها وجلوسها مع مجرم حرب".

وأعلن حفتر في 4 إبريل/ نيسان الماضي، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام العاصمة الليبية طرابلس، بينما ردّت حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، بإطلاق عملية "بركان الغضب"، لوقف أي اعتداء على العاصمة.

وجاء هجوم حفتر، قبل أيام من انطلاق مؤتمر الملتقى الوطني الجامع في مدينة غدامس، جنوب غربي ليبيا، الذي كان مقرراً بين 14 و16 إبريل/ نيسان الماضي، تحت رعاية الأمم المتحدة، بهدف حل الأزمة الليبية وإطلاق العملية السياسية، وتم تأجيله إلى أجل غير مسمى.


وكانت فاتو بنسودا مدعية المحكمة الجنائية الدولية، قد أكدت في 9 مايو/ أيار الماضي، في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، قدّمت خلالها تقريرها الـ17 حول الوضع في ليبيا، أنّ مكتبها "مستمر في جمع المعلومات وتقييم الحالة في ما إذا كان قد تم ارتكاب جرائم حرب في ليبيا، وذلك بموجب سلطة المحكمة الجنائية الدولية".

وأشارت بنسودا إلى تقارير تؤكد مقتل 432 شخصاً؛ من بينهم 23 مدنياً على الأقل، ونزوح أكثر من خمسين ألف شخص، نتيجة الاقتتال في طرابلس، لافتة إلى مذكرات توقيف صدرت من المحكمة الجنائية الدولية بحق مشتبه بهم؛ من بينهم التهامي محمد خالد، ومحمود الورفلي قائد الإعدامات في قوات حفتر.

وطلبت حكومة "الوفاق" الليبية من مجلس الأمن، برسالة موجهة له في 10 إبريل/ نيسان الماضي، ورسالة أخرى موجهة لبنسودا، التحقيق بشأن الانتهاكات والجرائم المرتكبة ضد المدنيين، والبنية التحتية لمدينة طرابلس وضواحيها، والتحقيق في تورّط عدد من الدول بمساعدة حفتر في هجومه على العاصمة.

المساهمون