رسائل ترامب

10 فبراير 2017
يطالب ترامب الفلسطينيين بتقديم تنازلات إضافية (نيكولاس كام/فرانس برس)
+ الخط -

ترسم المقتطفات، التي نشرتها صحيفة "يسرائيل هيوم"، من المقابلة الحصرية الأولى للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع صحيفة إسرائيلية، ملامح أولية لسياسة البيت الأبيض خلال فترة ترامب، وهي رسائل غير مطمئنة على الإطلاق لمستقبل القضية الفلسطينية.

وتشي هذه الرسائل بمنح إسرائيل مطلق الحرية في حدود ما اتفق على أنه موقف تقليدي للإدارات الأميركية (رفض رسمي للاستيطان من دون أن ترافقه خطوات فعلية)، مع فارق وعد أميركي جديد بإعفاء إسرائيل من سيل إدانات أميركية لم تقدم، في الماضي، شيئاً للقضية الفلسطينية، ولم تمنع عن الفلسطينيين أي ضرر، منذ احتلال الضفة الغربية والقدس عام 1967.

صحيح أن تصريحات ترامب، "الأولية"، باعتبار أن ما نشر هو جزء من المقابلة الشاملة، تبدو وكأن الرجل بدأ يدرك، بصورة رسمية أكثر، حساسية حماسه الزائد لإسرائيل وتداعياته المحتملة على المصالح الأميركية في المنطقة، إلا أنه مع ذلك، وربما بفعل "روح الصراحة" التي يتبجح بها، يؤكد أنه لن يسرع إلى إدانة سياسات إسرائيل، بل يطالب الفلسطينيين بتقديم تنازلات إضافية، وكأنه بقي لديهم ما يتنازلون عنه.

يعني هذا أن بمقدور حكومة اليمين في إسرائيل أن تواصل نهجها الحالي بمواصلة الاستيطان المضبوط الإيقاع، والتنكر لأي التزام بمفاوضات جادة تفضي إلى دولة فلسطينية مستقلة. ويبدو أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يتجه فعلاً، وبشكل تدريجي ومدروس، إلى إعلان تراجعه عن خطاب بار إيلان، بعد أن استنفد هذا الخطاب فوائده لإسرائيل، والتراجع خطوة واحدة للوراء، والعودة إلى محاولة إحياء أفكار إسحاق رابين التي عرضها على الكنيست بعد اتفاق أوسلو، في الحديث عن كيان فلسطيني هو أقل من دولة. وإن كان اليمين، بقيادة نتنياهو نفسه، اعتبر الخطاب يومها تفريطاً كبيراً، إلا أنه يعتبر ذلك اليوم أنه أقل شراً من حل الدولتين، وفق خطاب نتنياهو في بار إيلان.

يبقى أن توقيت هذه الرسائل لم يكن عفوياً، وذلك لأن نشرها يأتي قبل يومين من اجتماع الكابينت الإسرائيلي نفسه غداً لتحديد ما سيعرضه نتنياهو على ترامب، ربما بهدف تعزيز مواقف نتنياهو داخل الكابينت، بشأن اللقاء لتحديد آليات التعاون وتنسيق المواقف والتفاهمات بين الطرفين.

المساهمون