خبراء عسكريون مصريون في سورية... والقوات القتالية "قنبلة صوت"

24 نوفمبر 2016
دور القاهرة يقتصر على مساهمات فنية، بحسب المصادر (Getty)
+ الخط -

استبعدت مصادر مصرية صحة التقارير والمعلومات الصحافية، التي تحدثت عن مشاركة قوات مصرية إلى جانب قوات نظام بشار الأسد في سورية.

وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأمر لا يتعدى كونه قنابل صوت لفرض مزيد من الضغط على المملكة العربية السعودية، لإعادة العلاقات مرة أخرى، وعودة المساعدات البترولية التي كانت تمنحها الرياض لمصر بشكل شهري، قبل أن توقف شركة أرامكو السعودية ضخ الحصة المصرية لشهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني، من المشتقات البترولية في إطار اتفاق موقف مسبقاً بين البلدين خلال زيارة الملك سلمان للقاهرة".

وكشفت مصادر مصرية رسمية أنّ "القاهرة بعثت بمجموعة من الخبراء الأمنيين من جهازي الأمن الوطني والمخابرات العامة إلى سورية، لخبرتهم في التعامل مع الجماعات الجهادية، في ظل قيادة عدد كبير من قيادات الجماعة الإسلامية، والجهاد الإسلامي المصري للعمليات المسلحة إلى جانب فصائل المعارضة السورية، ضد قوات النظام".

وأوضحت المصادر أنّ "الخبراء الأمنيين أشرفوا على وضع خطط لمواجهة تلك المجموعات، إضافةً لاستجوابهم عددا من المصريين الذين يقاتلون ضد قوات الأسد في سورية، وتسلم بعضهم".

وكان طيران التحالف الدولي قد اغتال في فترات سابقة اثنين من القيادات الإسلامية المصرية على الأراضي السورية، وهما رفاعي طه، قائد الجناح المسلح السابق للجماعة الإسلامية، وأحمد سلامة مبروك، الذي ظهر إلى جانب أبو محمد الجولاني زعيم جبهة "فتح الشام"، خلال مقطع فيديو أعلن خلاله الجولاني فصل "جبهة النصرة" عن تنظيم "القاعدة"، وتغيير اسمها إلى فتح الشام.

وفي هذا السياق، أشارت مصادر جهادية مصرية، على علاقة بالعمليات في سورية، إلى وجود عددٍ من أبرز قيادات تنظيم الجهاد، والجماعة الإسلامية متواجدين حاليا في سورية، والذين انتظموا لفترة طويلة في صفوف تنظيم "القاعدة في أفغانستان" قبل الغزو الأميركي.

وأضافت أنّ "في مقدمة هؤلاء، عبد العزيز الجمل رائد، الذي كان ضابطاً في الجيش المصري بسلاح المدرعات، وسيف العدل المصري المعروف إعلاميا باسم وزير دفاع القاعدة، والذي ظل فترة طويلة تحت الإقامة الجبرية في إيران التي ألقت القبض عليه عقب الغزو الأميركي للعراق، أثناء محاولته الهروب عبر الحدود الإيرانية، قبل أن تفرج عنه مؤخرا في صفقة تبادلية مع التنظيم"، لينتقل بعدها إلى سورية إلى جبهة "أحرار الشام".

وعلى صعيد الخطط المستقبلية لمصر في التعامل مع الملف السوري، قالت المصادر إنّ "مصر لا يمكن أن تمارس دوراً أكبر من المساعدات الفنية، مستبعدةً تدخلها بقوات قتالية لدعم جيش بشار الأسد، وأضافت "لو كان ذلك مطروحاً لتدخلت بقوات إلى جانب السعودية في اليمن من باب إرضائها".

ورأت أنه "إذا اتخذت مصر قراراً بإرسال قوات قتالية لسورية، فهذا ليس له سوى معنى واحد وهو أنها تعلن الحرب على السعودية التي تدعم المعارضة باستخدام الأراضي السورية، وهذا أمر مستبعد تماماً مصرياً، فلا يمكن أن تستغنى عن الرياض تحت أي ظرف".

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أكد خلال تصريحات للتلفزيون البرتغالي على هامش زيارته للعاصمة لشبونة، أن موقف بلاده داعم لما سماه "الجيش الوطني السوري" في إشارةٍ إلى القوات التابعة للأسد، قائلاً "الأولوية لنا أن ندعم الجيش الوطني على سبيل المثال في ليبيا لفرض السيطرة على الأراضي الليبية، والتعامل مع العناصر المتطرفة وإحداث الاستقرار المطلوب، كذلك الأمر بالنسبة لسورية، ندعم الجيش السوري وأيضاً العراق".

وأشار السيسي خلال تصريحاته إلى أنّ "سورية تعاني من أزمة عميقة منذ خمس سنوات، وموقفنا منها في مصر يتمثل في أننا نحترم إرادة الشعب السوري، وأن إيجاد حل سياسي للأزمة السورية هو الحل الأمثل، ولا بد من التعامل بجدية مع الجماعات الإرهابية ونزع السلاح منها، بالإضافة إلى وحدة الأراضي السورية، حتى لا يتسبب ذلك في تجزئة مشكلة سورية، وصولاً إلى إعادة إعمار ما دمرته الحرب في سورية".

المساهمون