حتى قبل بدء الدورة الشتوية للكنيست الإسرائيلي، أمس الإثنين بشكل رسمي، سارع وزراء ونواب إسرائيليون إلى قرع طبول الحرب وإطلاق تهديدات ضد حركة حماس وقطاع غزة، فيما كان الهدف الأساسي على ما يبدو من هذه التصريحات، هو تسجيل المواقف السياسية للوزراء وأحزاب الحكومة الإسرائيلية بفعل عدم اليقين القائم بشأن مصير الحكومة الإسرائيلية، واحتمالات تبكير موعد الانتخابات الإسرائيلية العامة من موعدها الرسمي المقرر في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، إلى ما يبدو أنه الموعد الأكثر احتمالاً وهو شهر مارس/آذار 2019. وقد كرر رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، في كلمته خلال افتتاح الدورة أمس، أن الدورة الحالية هي باعتقاده الأخيرة للكنيست الحالي قبل الذهاب إلى انتخابات عامة جديدة.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تجنّب خلال خطابه أمام الكنيست أمس والذي امتد لنحو 45 دقيقة، الإشارة إلى أي احتمال لتبكير موعد الانتخابات، كما لم يتحدث عن الوضع في قطاع غزة، وابتعد عن تكرار تهديداته لحركة حماس، متهماً في المقابل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأنه العقبة أمام التوصل لسلام، بفعل رفضه الاعتراف بإسرائيل دولة الشعب اليهودي، وتمويله للأسرى وعائلات الشهداء. وزعم نتنياهو أن حكومته على استعداد للعودة للمفاوضات، "ولكن في ظل مواقف عباس فلا مجال للتوصل إلى اتفاق سلام حقيقي".
في المقابل، فاخر نتنياهو بالعلاقات التي نسجتها إسرائيل مع دول إسلامية، مثل أذربيجان وكازاخستان، وتحسن وتقريب علاقاتها مع دول عربية غير الدول التي تملك علاقات رسمية مع إسرائيل، وذلك بفعل التهديد الإيراني. وأعلن نتنياهو أن علاقات إسرائيل مع دول عربية ستتحسن وتتوسع قريباً في العلن وليس سراً، مشيراً إلى أن إسرائيل لن تسمح لإيران بتهديد أمنها، وأنها تعمل وتنشط في هذه الأيام أيضاً ضد النشاط الإيراني ومحاولات التموضع في سورية. إلى ذلك، أشاد نتنياهو بالعلاقات مع روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، وأهمية هذه العلاقات للأمن الإسرائيلي. كما أشاد بالتحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة الذي بلغ في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستويات غير مسبوقة.
وعلى الرغم من التصريحات التصعيدية لوزراء ومسؤولين إسرائيليين تجاه غزة و"حماس"، فقد حاول نتنياهو الاحتفاظ بقراراته وخياراته طي الكتمان، عبر التعويل على جو عدم اليقين بشأن قراره الذهاب لانتخابات مبكرة، من عدمه، مقابل تكرار التصريحات نفسها بشأن العمل من أجل حماية الأمن الإسرائيلي، والتحديات التي تواجهها دولة الاحتلال، بحسب تعبيره.
ويأتي ذلك في ظل ازدياد ترجيحات الجهات الحزبية المختلفة، بينها وزراء في حزب "الليكود"، بأن الانتخابات العامة في إسرائيل قد تحصل في شهر مارس/آذار المقبل، مما يعني أن الأشهر المقبلة ستشهد تصعيداً في الخطاب السياسي والعسكري الإسرائيلي ضد حركة "حماس" وضد السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، كجزء من التنافس الحزبي بين أحزاب اليمين الإسرائيلي بالذات، على الرغم من إقرار الأحزاب الإسرائيلية بأن شكل الحكومة المقبلة، حتى في حال إجراء انتخابات جديدة، لن يختلف عن الحكومة الحالية، مع تغييرات في موازين القوى الداخلية للحكومة.
اقــرأ أيضاً
وكان وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أول من فتح سيل التهديدات ضد "حماس"، صباح أمس الأول الأحد، قبل ساعات من جلسة الحكومة الإسرائيلية، وهو ما جرّ تصريحات وتهديدات مشابهة من نتنياهو لاحقاً. وجاء أمس دور وزير الطاقة من حزب الليكود، يوفال شتاينتس، الذي أعلن في مقابلة مع الإذاعة العسكرية الإسرائيلية، أن إسرائيل وحركة حماس تقفان على حافة مواجهة عسكرية مقبلة، وأن حكومة الاحتلال تمنح فرصة أخيرة لتفادي هذه المواجهة. وهو الموقف نفسه الذي أعلنه عضو الكابينيت السياسي والأمني، وزير الإسكان يوآف غالانت، الذي اعتبر أن الخيار العسكري يجب أن يكون الخيار الأخير.
في المقابل، صعّد ليبرمان أمس في مقابلة مع الصحافي بن كاسبيت، في مؤتمر صحيفة "معاريف"، من فرص الخيار العسكري والعدوان ضد حركة "حماس"، عدما أعلن أنه لا يرى أي خيار آخر أمام إسرائيل سوى توجيه ضربة عسكرية موجعة للحركة، وأنه لا أمل بالتوصل إلى تسوية وتهدئة مع "حماس". وقال ليبرمان في هذا السياق إنه من وجهة نظره "لم تكن هناك تهدئة، ولا يوجد أي أمل في التوصل إلى اتفاق تهدئة، لم نتنازل عن محاولة التوصل لتهدئة، ولكن أعتقد بصفتي وزير الأمن أنه يجب توجيه ضربة قاسية لحماس، حتى لو أدى ذلك إلى مواجهة عسكرية شاملة، يجب إنزال ضربة موجعة". وأضاف "علينا أن نحقق أهدافاً واضحة في مواجهة حماس والآخرين، قصيرة المدى وبعيدة المدى، يجب الوصول لهدوء لمدة 4-5 سنوات. لقد انتهى عدوان الجرف الصامد في أغسطس/آب 2014 وقد منحنا ذلك هدوءاً لأربع سنوات".
وعلى الرغم من التصريحات الحربية التصعيدية التي أطلقها ليبرمان، فإن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أكدت، كما كشف موقع "هآرتس" أمس، أن مواجهة واسعة النطاق في قطاع غزة ليست أمراً ضرورياً، وأن الجيش يستعد للرد بقوة أكبر على استمرار التظاهرات والفعاليات الاحتجاجية عند الحدود الشرقية لقطاع غزة. وأشار الموقع في هذا السياق، إلى حقيقة وجود رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي أيزنكوت، هذا الأسبوع في الولايات المتحدة، عدا عن أن أيزنكوت يولي أهمية أكبر للتحديات التي تشكّلها الجبهة الشمالية وخصوصاً الأوضاع في سورية والنشاط الإيراني، وهو ما يجعل أيزنكوت يولي اهتمامه للجبهة الشمالية ولو على حساب احتواء حادثة موضعية ومحلية في قطاع غزة.
اقــرأ أيضاً
في المقابل، فاخر نتنياهو بالعلاقات التي نسجتها إسرائيل مع دول إسلامية، مثل أذربيجان وكازاخستان، وتحسن وتقريب علاقاتها مع دول عربية غير الدول التي تملك علاقات رسمية مع إسرائيل، وذلك بفعل التهديد الإيراني. وأعلن نتنياهو أن علاقات إسرائيل مع دول عربية ستتحسن وتتوسع قريباً في العلن وليس سراً، مشيراً إلى أن إسرائيل لن تسمح لإيران بتهديد أمنها، وأنها تعمل وتنشط في هذه الأيام أيضاً ضد النشاط الإيراني ومحاولات التموضع في سورية. إلى ذلك، أشاد نتنياهو بالعلاقات مع روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، وأهمية هذه العلاقات للأمن الإسرائيلي. كما أشاد بالتحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة الذي بلغ في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستويات غير مسبوقة.
وعلى الرغم من التصريحات التصعيدية لوزراء ومسؤولين إسرائيليين تجاه غزة و"حماس"، فقد حاول نتنياهو الاحتفاظ بقراراته وخياراته طي الكتمان، عبر التعويل على جو عدم اليقين بشأن قراره الذهاب لانتخابات مبكرة، من عدمه، مقابل تكرار التصريحات نفسها بشأن العمل من أجل حماية الأمن الإسرائيلي، والتحديات التي تواجهها دولة الاحتلال، بحسب تعبيره.
ويأتي ذلك في ظل ازدياد ترجيحات الجهات الحزبية المختلفة، بينها وزراء في حزب "الليكود"، بأن الانتخابات العامة في إسرائيل قد تحصل في شهر مارس/آذار المقبل، مما يعني أن الأشهر المقبلة ستشهد تصعيداً في الخطاب السياسي والعسكري الإسرائيلي ضد حركة "حماس" وضد السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، كجزء من التنافس الحزبي بين أحزاب اليمين الإسرائيلي بالذات، على الرغم من إقرار الأحزاب الإسرائيلية بأن شكل الحكومة المقبلة، حتى في حال إجراء انتخابات جديدة، لن يختلف عن الحكومة الحالية، مع تغييرات في موازين القوى الداخلية للحكومة.
وكان وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أول من فتح سيل التهديدات ضد "حماس"، صباح أمس الأول الأحد، قبل ساعات من جلسة الحكومة الإسرائيلية، وهو ما جرّ تصريحات وتهديدات مشابهة من نتنياهو لاحقاً. وجاء أمس دور وزير الطاقة من حزب الليكود، يوفال شتاينتس، الذي أعلن في مقابلة مع الإذاعة العسكرية الإسرائيلية، أن إسرائيل وحركة حماس تقفان على حافة مواجهة عسكرية مقبلة، وأن حكومة الاحتلال تمنح فرصة أخيرة لتفادي هذه المواجهة. وهو الموقف نفسه الذي أعلنه عضو الكابينيت السياسي والأمني، وزير الإسكان يوآف غالانت، الذي اعتبر أن الخيار العسكري يجب أن يكون الخيار الأخير.
في المقابل، صعّد ليبرمان أمس في مقابلة مع الصحافي بن كاسبيت، في مؤتمر صحيفة "معاريف"، من فرص الخيار العسكري والعدوان ضد حركة "حماس"، عدما أعلن أنه لا يرى أي خيار آخر أمام إسرائيل سوى توجيه ضربة عسكرية موجعة للحركة، وأنه لا أمل بالتوصل إلى تسوية وتهدئة مع "حماس". وقال ليبرمان في هذا السياق إنه من وجهة نظره "لم تكن هناك تهدئة، ولا يوجد أي أمل في التوصل إلى اتفاق تهدئة، لم نتنازل عن محاولة التوصل لتهدئة، ولكن أعتقد بصفتي وزير الأمن أنه يجب توجيه ضربة قاسية لحماس، حتى لو أدى ذلك إلى مواجهة عسكرية شاملة، يجب إنزال ضربة موجعة". وأضاف "علينا أن نحقق أهدافاً واضحة في مواجهة حماس والآخرين، قصيرة المدى وبعيدة المدى، يجب الوصول لهدوء لمدة 4-5 سنوات. لقد انتهى عدوان الجرف الصامد في أغسطس/آب 2014 وقد منحنا ذلك هدوءاً لأربع سنوات".