وعلى الرغم من استخدام قوات مكافحة الشغب الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على طريق محمد القاسم في بغداد، إلا أن أعداد المتظاهرين تضاعفت مع حلول المساء وتقدم المتظاهرون باتجاه منطقة النهضة الحيوية وسط العاصمة، التي تضم مرآباً كبيراً لنقل المسافرين ومعارض للسيارات ومخازن تجارية.
وبحسب مصادر طبية عراقية فإن أحداث اليوم أسفرت عن مقتل متظاهر وإصابة 112 آخرين بنيران قوات الأمن.
كما استمر توافد المتظاهرين على ساحات التحرير والخلاني والوثبة والطيران، وردد المتظاهرون شعارات تندد بالقمع الحكومي، كما طالبوا بالإسراع في تكليف رئيس الحكومة الجديدة.
وفي ذي قار التي يواصل متظاهروها قطع الطريق الدولي بين بغداد والبصرة بالإضافة إلى طرق رئيسية أخرى تربط بين مدن المحافظة، دعا المعتصمون في ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) إلى تدخل المجتمع الدولي لوقف القمع الذي تتعرض له الاحتجاجات، ورفعوا لافتات تناشد الأمم المتحدة لوقف حد لآلة القتل والخطف والترهيب الحكومي التي تستهدف المتظاهرين.
وأصيب عدد من متظاهري البصرة بحالات اختناق بسبب قيام قوة عراقية باستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين يغلقون الشارع التجاري في المحافظة، وملاحقة المحتجين في أزقة حي الأندلس المجاور واعتقال عدد منهم.
كذلك شهد عدد من شوارع البصرة الأخرى مسيرات احتجاجية مطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين الذين تتغاضى عنهم السلطات العراقية، داعين إلى استقالة جميع المسؤولين المحليين والقادة الأمنيين بالمحافظة.
وتدفق آلاف المتظاهرين إلى ساحة الاعتصام الرئيسية في مدينة السماوة (مركز محافظة المثنى) وقطعوا عدداً من طرق المدينة من خلال إحراق اطارات السيارات، ملوحين بمزيد من التصعيد خلال الأيام المقبلة إذا لم تستجب السلطات العراقية لمطالب المتظاهرين.
وواصل المعتصمون في الساحة المركزية بمدينة الصويرة في محافظة واسط احتجاجاتهم الداعية إلى اختيار رئيس وزراء كفء بأسرع وقت ممكن، وعدم القبول بمرشحي الأحزاب السياسية للمنصب.
كما استمر قطع الطرق التي تربط واسط ببقية المحافظات وكذلك عدد من شوارع مدينة الكوت (مركز محافظة واسط) احتجاجاً على قمع السلطات للمتظاهرين.
يأتي ذلك في وقت لم تحسم فيه القوى السياسية أمرها بشأن المرشح لرئاسة الوزراء بدلاً من رئيس الحكومة المستقيلة عادل عبد المهدي.
وقال عضو البرلمان العراقي يونادم كنا إن أزمة تسمية رئيس الوزراء الجديد مستمرة حتى إشعار آخر، موضحاً في تصريح صحافي أن هذه الأزمة استمرت بسبب فشل الكتل "الشيعية" في تسمية رئيس حكومة جديد يكون مقبولا لإدارة المرحلة الانتقالية.
وبيّن أن ملف تسمية رئيس الوزراء لا يتحمل الحسم في ظل وجود تعقيد في حوارات القوى "الشيعية"، مبيناً أن "كل القوى تبحث عن مصالحها لذا فإن المفاوضات تعثرت".