استمع إلى الملخص
- عملية "الوعد الصادق 3" ستستخدم صواريخ برؤوس حربية أكبر، بمشاركة الجيش الإيراني والحرس الثوري، بهدف تغيير الحسابات الاستراتيجية لإسرائيل ومنع الحرب، مع احتمال رد المقاومة الإسلامية العراقية.
- أكد المرشد الإيراني علي خامنئي والمتحدث باسم الحرس الثوري أن الرد سيكون ساحقًا وصارمًا، في ظل تصاعد التهديدات الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير.
خامنئي: أميركا وإسرائيل ستتلقيان بلا شك رداً ساحقاً
مصادر لـ"العربي الجديد": طهران ستهاجم إسرائيل من داخل إيران
توقعات بأن يكون الهجوم المرتقب الأوسع كماً وكيفاً حتى الآن
كشفت مصادر مطلعة في إيران لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، أن القوات المسلحة الإيرانية، بإيعاز من المجلس الأعلى للأمن القومي، تخطط لهجوم على إسرائيل "سيكون الأوسع كماً وكيفاً حتى الآن"، مؤكدة أن القادة الإيرانيين الذين تحدثوا خلال الأيام الأخيرة عن أن الرد الإيراني سيكون قاسياً وتدميرياً "يقصدون ما يقولونه".
وأضافت هذه المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، أن الخطة الهجومية الإيرانية المرتقبة كانت ضمن الخطط التي أعدت البلاد لها سابقاً قبل الهجوم الإسرائيلي مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفق السيناريوهات المتوقعة للرد على أي هجوم إسرائيلي، مشيرة إلى أنه بعد هذا الهجوم في 26 الشهر الماضي، قامت القوات المسلحة الإيرانية بـ"تحديث خطتها وفقاً لمتطلبات جديدة" لتتناسب مع طبيعة الرد التي تقتضيه الهجمات الإسرائيلية، وأن "الخطة تقريباً شبه جاهزة".
ولفتت إلى أن الأجهزة العسكرية الإيرانية المعنية بدأت بتدارك "خسائر نجمت عن الهجوم الإسرائيلي غير الشرعي"، وصفتها بـ"الجزئية". وعن توقيت الرد الإيراني، قالت المصادر إنه "قيد الكتمان وسري للغاية، وقد يحدث في أي لحظة"، مضيفة أن إيران "تنظر إلى اعتبارات إقليمية ودولية مختلفة من منطلق فهمها لها، وفق المصالح القومية الإيرانية وليس كما تريد أطراف أخرى"، مؤكدة أن ما خططت له إيران سيكون "أوسع من قبل، وضعف عملية الوعد الصادق 2 كماً وكيفاً"، مشيرة إلى أن الرد "قد يكون أضعاف العملية السابقة".
وأوضحت أن "عملية الوعد الصادق 3 ستكون عملية مركبة وعلى الأغلب لا تقتصر فقط على إطلاق صواريخ"، لافتة إلى أن الصواريخ التي ستستخدم هذه المرة "ستحمل رؤوساً حربية أكبر حجماً ووزناً من سابقاتها"، كاشفة عن أن الجيش الإيراني سيشارك أيضاً لأول مرة في الهجوم المرتقب على الاحتلال، إلى جانب الحرس الثوري الإيراني الذي كان وحده قد نفذ العمليتين السابقتين في 14 إبريل/ نيسان، و1 أكتوبر الماضيين.
وشددت المصادر الإيرانية لـ"العربي الجديد"، على أن الهدف الإيراني من الضربات الشديدة التي تخطط لها هو "تغيير حسابات إسرائيل الاستراتيجية من جهة، ومن ثم منع وقوع حرب في المنطقة من جهة ثانية من خلال تغيير تلك الحسابات". وبشأن تقارير أميركية وإسرائيلية عن الرد الإيراني عبر العراق من خلال حلفائها، أكدت المصادر الإيرانية أن "إيران سترد من أراضيها على الهجوم" الإسرائيلي، لكنها قالت في الوقت ذاته إن "المقاومة الإسلامية العراقية تمتلك قدرات كبيرة، وهي منخرطة حالياً في المواجهة مع إسرائيل"، مقدرة أنها أيضاً ستقوم من جانبها بالرد على اختراق المقاتلات الإسرائيلية الأجواء العراقية في تنفيذ هجماتها على الجارة إيران.
خامنئي: ردنا سيكون ساحقاً
سياسياً، قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في كلمة اليوم السبت، إن "على الأعداء من أميركا والكيان الصهيوني أن يعلموا أنهم سيتلقون رداً ساحقاً وصارماً على ما يفعلونه تجاه إيران وجبهة المقاومة"، مؤكداً أن مقارعة الاستكبار العالمي "واجب وفريضة"، ومضيفاً أن بلاده ستفعل "ما هو ضروري للتصدي للاستكبار عسكرياً وسياسياً"، وفقاً للتلفزيون الإيراني.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد علي محمد نائيني، اليوم السبت، أنه "أعلن بشكل صريح وحازم أن ردنا على الاعتداء الجديد للعدو سيكون حازماً وصارماً". وأوضح نائيني أن "العدو سيتلقى رداً مدمراً"، مخاطباً داعمي الاحتلال الإسرائيلي بالقول إن "تصرفه الأخير شرارة جديدة، ولإيران الحق في الرد عليها"، وفق وكالة فارس الإيرانية المحافظة.
وفجر السبت الماضي، شنّ الاحتلال الإسرائيلي هجوماً على إيران استهدف منشأة كانت جزءاً من برنامج إيران السابق لتطوير أسلحة نووية، إضافة إلى منشآت تُستخدم لخلط وقود الصواريخ الصلب. وأطلقت السلطات السياسية والعسكرية الإيرانية، خلال الأيام الأخيرة، تهديدات متصاعدة بأنها سترد على الهجوم الإسرائيلي، فتوعّد قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي، الخميس، بأن رد إيران على إسرائيل سيفوق تصوراتها وتقديراتها.