وأكد ضابط في شرطة ديالى، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، أنّ "عناصر داعش المختبئين في منطقة جبال حمرين الوعرة، ما زالوا يشكّلون خطراً حقيقياً على مدن المحافظة"، موضحاً أنّ "هذه الجيوب اعتمدت، في الآونة الأخيرة، استراتيجية "الذئاب المنفردة" الجديدة، والتي تمثّلت في تنقّل عناصر التنظيم الإرهابي منفردين، قبل أن يتم تجمعهم في المناطق التي ينوون تنفيذ هجماتهم فيها".
وأشار الضابط الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إلى أنّ "عناصر التنظيم نجحوا في تنفيذ أكثر من عملية قتل واغتيال لزعماء قبليين بهذه الطريقة"، لافتاً إلى أنّ "داعش" بدأ يعتمد أخيراً على هذه الخطة، التي يصعب كشفها من قبل قوات الأمن.
وقالت الاستخبارات العراقية، الشهر الماضي، إنّها أحبطت مخططاً إرهابياً لتنظيم "داعش" في منطقة جبال حمرين في ديالى، مؤكدة تمكنها من استدراج أحد قادة التنظيم، بعد يومين فقط من هروبه قادماً من سورية، وقتله مع قيادي آخر.
وأوضحت أنّ القتيلين كانا يقومان بمهمة تجنيد المقاتلين العرب والأجانب في "داعش"، ونقل عناصر التنظيم بين منطقة وأخرى، خلال الفترة التي سبقت تحرير الأراضي العراقية، والذي أعلن عنه نهاية عام 2017.
وبيّنت الاستخبارات أنّها قتلت، في المنطقة ذاتها، منْ يسمى بـ"قائد خلايا الذئاب المنفردة" في جبال حمرين، المدعو "أبو حفص" السوري.
ووفقاً للاستخبارات العراقية، والمركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب، فإنّ استراتيجية "الذئاب المنفردة" لا تزال "المفضلة" لدى تنظيم "داعش".
وأوضح المركز، أنّ هذا المصطلح "هو استخباري يشير إلى قيام شخص أو أشخاص لا يخضعون بالضرورة لتنظيم هرمي، باستخدام إمكانياتهم الذاتية لتنفيذ عمليات إرهابية. وهؤلاء الأشخاص، بحسب المركز، غالباً ما يكونون أناساً عاديين لا يثيرون الشك في السلوك والحركة اليومية.
ولا يقتصر وجود جيوب "داعش" بمحافظة ديالى على جبال حمرين، إذ أكد مسؤولون محليون أنّ عناصر التنظيم يوجدون في خمس مناطق أخرى بالمحافظة.
وقال حارث العبيدي رئيس بلدة أبي صيدا بمحافظة ديالى، إنّ خمس مناطق تابعة للبلدة، أصبحت بحكم الساقطة بيد تنظيم "داعش"، مبيّناً، في تصريح صحافي، أنّ هذه المناطق هي: المخيسة، وجلبي، وأبو كرمة، وشيخي، وأبو خنازير.
ولفت إلى أنّ "مناطق بلدة أبي صيدا تدفع يومياً دماء زكية، بسبب عمليات القنص، والعبوات الناسفة"، منتقداً "عدم استماع سلطات المحافظة لنداءات الاستغاثة المتكررة".
خطر "داعش" دفع عشائر بلدة أبي صيدا للاستنفار؛ من أجل صد أي هجمات محتملة قد يشنّها التنظيم، وفقاً لما أكده الزعيم القبلي المحلي عباس التميمي، الذي قال، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عشائر المنطقة لن تنتظر النجدة من الحكومة"، مؤكداً أنّ "مسلحي القبائل سيدافعون عن مناطقهم، بالتنسيق مع القوات العراقية الموجودة هناك".
وفي السياق، أكد رئيس المجلس البلدي بمدينة العبارة شرقي ديالى عدنان غضبان، في تصريح لوسائل إعلام محلية، أنّ "عشائر العبارة وأبي صيدا، نظمت عناصرها من أجل مواجهة خطر تنظيم داعش، الذي تغلغل في بعض القرى والبساتين"، مذكّراً بأنّ هجمات سابقة لـ"داعش" تسببت بسقوط ضحايا.
وتسبّب سقوط مدينة الموصل بيد "داعش"، عام 2014، في انهيار مدن شمال العراق وغربه، وتهديد العاصمة بغداد، ونتج منه مقتل وإصابة وفقدان ما لا يقل عن 300 ألف عراقي مدني، وسقوط نحو 80 ألف قتيل وجريح من الجيش العراقي، وفصائل "الحشد الشعبي"، ومقاتلي "العشائر".
وأعلن رئيس الوزراء العراقي آنذاك حيدر العبادي رسمياً، في 10 يوليو/تموز 2017، تحرير الموصل آخر المدن العراقية بيد "داعش"، وذلك بعد عملية عسكرية واسعة في المدينة، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.