دي ميستورا.. مهمة في قفص الاتهام

15 يونيو 2016
حقق النظام وحلفاؤه مكاسب كبيرة في عامين (فرانس برس)
+ الخط -
يستعرض "العربي الجديد"، في ملف من أجزاء ثلاثة، جردة حساب للمهمة السورية التي يتولاها المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، وفريق عمله الرسمي، منذ عامين. عامان يكتملان في يوليو/ تموز المقبل، حقق فيهما النظام وحلفاؤه، موضوعياً، مكاسب كبيرة، عسكرية وسياسية، على حساب المعارضة المسلحة والسياسية، حتى تراجع شعار رحيل النظام ورأسه دولياً. عامان كانت سِمتهما العامة "أفكار" ومبادرات طرحها المبعوث الأممي وفريق عمله الكبير والمثير للجدل، يرى كثيرون أنها صبّت في نهاية المطاف لمصلحة حكام دمشق والحلفاء في طهران وموسكو، عن قصد أو عن غير قصد.

يحلو للبعض اعتبار أن الملف السوري صار بمثابة "المهمة المستحيلة"، بدليل عجز أسماء دبلوماسية عريقة عن تقديم أي إنجاز حياله، كحال سلفَي دي ميستورا، كوفي عنان، والأخضر الإبراهيمي. لكن في المقابل، يعارض طيف واسع من السوريين والأجانب، محللين وسياسيين، هذه القراءة، ويحمّلون المبعوثين الأمميين، وآخرهم دي ميستورا، مسؤولية شخصية عن الإخفاق. لدى هؤلاء أدلّة عديدة، يطرحها "العربي الجديد" بما أمكن من توثيق ورصد، مع بحث في هوية الأعضاء الذين يشكلون فريق عمل الدبلوماسي الإيطالي ــ السويدي، مع ما يرافق عدداً من هؤلاء من انتقادات لناحية خلفياتهم السياسية ومواقفهم وسلوكياتهم وطريقة اختيارهم، بشكل يصبّ في وجهة نظر حلف دمشق ــ طهران ــ موسكو.

بجميع الأحوال، قد لا يكون من المبالغة القول إن أشرس الملاحظات وأعنفها حيال دي ميستورا وفريق عمله، ليس صادراً عن شخصيات محسوبة على المعارضة السورية، بل عن دبلوماسيين وإعلاميين غربيين، وأشخاص عملوا مع الرجل بشكل وثيق في الملف السوري خصوصاً، وهم يجمعون على أن الرجل بدا منذ اليوم الأول لعمله السوري منذ عامين، مستسلماً للاتفاقات الروسية الأميركية التي أثبتت الأيام أنها صبّت ولا تزال، مباشرة أو غير مباشرة، في مصلحة دمشق وحلفائها.

تفتيت المعارضة السورية وتهميش الحل السياسي، وطرح مبادرات وأفكار ومشاريع تبقي بطريقة أو بأخرى على رأس النظام بشار الأسد أو استبداله بشقيقه ماهر، فضلاً عن محاولته إعطاء شرعية لوفود سورية محسوبة على النظام وتدعي صفة المعارضة، وإشراكها في محادثات جنيف بصفة "استشارية" وابتداع صيغة "مجموعات العمل"، وأخيراً إيلاء الأولوية للمصالحات المحلية التي تخدم دمشق، جميعها نقاط يفنّدها "العربي الجديد"، مستنداً إلى وثائق كانت سرية قبل أن تصبح علنية، مع تصريحات ومواقف بعضها معروف وبعضها الآخر ظلّ أسير غرف مغلقة قبل أن يقرر معنيون رئيسيون فيها تسريبها.

المساهمون