قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الاثنين، إنها حصلت على تقرير أمني داخلي للأجهزة التابعة للسلطة الفلسطينية يحذر من تدهور الأوضاع في الضفة الغربية، وانفلات الأمن، وتصاعد العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب الصحيفة فإن التقرير الذي تم وضعه قبل عملية قتل مستوطن (يديى دفير سوريك) قبل نحو أسبوعين، يعكس القلق بشأن استمرار الجمود السياسي والأزمة المالية في السلطة الفلسطينية ليس فقط عند المستويات السياسية الفلسطينية ودوائر السلطة، وإنما أيضا داخل الأجهزة الأمنية.
ووفقا لـ"يديعوت أحرونوت" فقد توقع التقرير التصعيد الأمني الأخير في الضفة الغربية، وهو يحذر من تدهور إضافي خطير قادم من شأنه أن يضرب الاستقرار السائد حاليا في حال استمرت الأزمة السياسية والاقتصادية في الضفة الغربية.
ووفقا للتقرير كما تقول الصحيفة، فقد رسم واضعوه "بروفايل" للشباب الفلسطيني بين جيل 16-25 عاما باعتبارهم الفئة والشريحة التي يسود الاحتقان والغضب والإحباط في صفوفها، إلى جانب الخوف من المستقبل وبالتالي فهي الشريحة الأكثر خطرا لجهة كونها الفئة التي يمكن أن يخرج منها من يقود التصعيد القادم.
ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أن تقرير الأجهزة الأمنية، الذي لم تحدد الصحيفة أيا منها بالضبط هي التي وضعته، يعتمد على حوارات ومحادثات مع كثير من أبناء هذه الشريحة العمرية، بما في ذلك التحقيقات مع من اعتقل منهم خلال المظاهرات، ومتابعة السجالات والنشاط على شبكات التواصل الاجتماعي الفلسطينية.
ويرسم التقرير كما تقول "يديعوت أحرونوت"، صورة قاتمة بحسبها "يتوقع حدوث ارتفاع في العمليات الفلسطينية ضد الاحتلال من عمليات إطلاق نيران، وزرع عبوات تفجيرية، وسط تقليد عمليات نفذت في الماضي ونجحت، مثل عمليات إطلاق النيران عند مفترق مستوطنة عوفرا، وعملية المجمع الصناعي بركان وعملية مفترق أريئيل".
وتنقل الصحيفة عن مصادر أمنية فلسطينية أن الحصول على سلاح في الضفة الغربية أمر سهل نسبيا بفعل تطور صناعة محلية، وبفعل الجهود التي تبذلها حركة "حماس" لتجنيد فدائيين وتنفيذ عمليات عبر الذراع التابعة لها التي تدار من خارج الضفة الغربية، بما يعرف "بمقر قيادة الضفة".
لكن أبرز ما في التقرير بحسب "يديعوت أحرونوت" هو التحذير من انتفاضة، أو هبة شعبية وانفجار غضب شعبي بسبب تدهور الوضع الاقتصادي، مع الخوف من تبني نمط المسيرات الشعبية على الحدود مع قطاع غزة، إلى مسيرات غضب شعبي في داخل الضفة الغربية.
ووفقا لما تنقله "يديعوت أحرونوت" فإن التقرير الفلسطيني يرسم صورة مغايرة لمساعي التهدئة بين "حماس" وإسرائيل، وأن هذه المساعي تعزز الدعوات في الضفة الغربية إلى تغيير نمط التعامل "الهادئ" مع دولة الاحتلال والذي لم يحقق للسلطة الفلسطينية على مدار العقد الأخير أي مكسب أو إنجاز. ويرى معدو التقرير الذين لم تكشف هويتهم، أن الجمهور الفلسطيني بات يؤيد نمط تعامل أكثر خشونة مع دولة الاحتلال بفعل نجاح نمط المواجهة الذي اتبعته حركة "حماس" في إلزام دولة الاحتلال بدفع ثمن مقابل استعادة الهدوء.
ومن أبرز ما يشير إليه التقرير هو "رصد حالة تطرف في المواقف داخل تنظيم حركة فتح وارتفاع دعوات للعودة للكفاح المسلح ضد إسرائيل".
إلى ذلك، وبحسب ما تزعم "يديعوت أحرونوت"، فإن التقرير الفلسطيني، يشير إلى أن التصعيد في المواقف يبرز أيضا على نحو خاص لدى أبناء كبار موظفي السلطة الفلسطينية وبضمنهم قادة الأجهزة الأمنية وتصنيفهم كمن يقفون في رأس جماعات الاحتجاج ضد سياسات إسرائيل بفعل تأثر عائلاتهم بشكل مباشر، وتراجع دخلها بسبب التقليصات الكبيرة في رواتب الموظفين في نصف العام الأخير منذ قرار حكومة الاحتلال حسم أموال ضريبية مستحقة للسلطة الفلسطينية.