لا يزال التعاطي السياسي لحكومة الوفاق غير مناسب مع خطورة الموقف في جنوب العاصمة طرابلس، وضعيفاً في أدائه إلى حد كبير. المبادرة التي أعلن عنها رئيس الحكومة فائز السراج، قبل أيام تدل على ذلك، إذ يبدو أنها لم تتجاوز الورق الذي كتبت عليه والشاشة التي ظهر من خلالها السراج يلقي خطابه.
وبعد أيام على إعلانها لم تلق الصدى المطلوب، فحتى المجتمع الدولي الذي لا يعترف بحكومة سواها لم يظهر حماسة لها أو حتى يرحب بها.
تفاصيل المبادرة تشير إلى أن صاحبها لا يعيش مِحَن أهل العاصمة، ولا يسمع كم الانفجارات والصواريخ التي تتساقط يومياً على منازلهم، فقد ترك أساس ومبعث المشكلة وذهب يطرح حلولاً أقل ما توصف به أنها مفرطة في التفاؤل.
لم يلتفت السراج إلى أن مقاتلي حفتر، وهم يجرّون معهم مشاهد وكوارث ما حدث في بنغازي ودرنة والجنوب الليبي، يقفون على عتبات طرابلس الجنوبية ويحاولون اقتحام أحيائها، وأجبروا أكثر من 100 ألف شخص على النزوح وترك منازلهم، وباتوا على بعد بضعة كيلومترات من مقر رئيس الوزراء العسكري المؤقت داخل "قاعدة بوستة البحرية". ذهب السراج في مبادرته ليطالب بضرورة عقد ملتقى وطني جامع لمناقشة وتقرير مصير قضايا كبرى كالدستور وإصدار قانون انتخابات، دون أن يحدد المدينة التي يمكن أن يعقد فيها الملتقى، فأغلب مناطق البلاد وقعت تحت سيطرة حفتر ومليشياته. ولم يخبر السراج الليبيين الذين أراد منهم اللقاء في ملتقاه الجامع كيف سيعبرون بحرية عن آرائهم ومواقفهم وهو يعرف أن نموذج الإرهاب الذي مارسه حفتر في الشرق يطبق حرفياً في كل مدن البلاد باستثناء طرابلس ومصراته وقرى صغيرة محيطة بهما.
كان من الممكن أن تُطرح مبادرات للحل السياسي إبان أيام الأزمة السياسية، وتحديداً قبل الرابع من إبريل/نيسان الماضي، وهو اليوم الذي أعلن فيه حفتر انقلابه العسكري على ( الملتقى الوطني الجامع في غدامس) الذي أجهض جهود البعثة الأممية على مدار عامين لوضع حل سياسي كان الليبيون على وشك إنجازه.
أما اليوم فليبيا أمام مفترق طريق، أعلن المقاتلون على الأرض ممن حملوا السلام لإجهاض مشروع عسكرة الدولة أن "لا رجوع" وأن "هدفهم الرجمة"(المقر العسكري لحفتر). فالمبادرة لم تغفل حفتر فقط بل أغفلت أهداف وآمال من يقاتلون تحت رايتها وشرعيتها أيضاً. تساءل مراقبون من سيفرض نتائج ملتقى السراج؟ ومن هي الأطراف الليبية التي يعنيها في مبادرته، وهو يعلم جيداً أن آلة حفتر الحربية كتمت على أنفاس الليبيين ودهمت ملتقاهم في غدامس قبل انعقاده بأيام معلناً بصوت عال "لا حل سياسياً". واللافت أن السراج انتبه اليوم فقط إلى أن "حفتر ليس شريكاً سياسياً".
تفاصيل المبادرة تشير إلى أن صاحبها لا يعيش مِحَن أهل العاصمة، ولا يسمع كم الانفجارات والصواريخ التي تتساقط يومياً على منازلهم، فقد ترك أساس ومبعث المشكلة وذهب يطرح حلولاً أقل ما توصف به أنها مفرطة في التفاؤل.
لم يلتفت السراج إلى أن مقاتلي حفتر، وهم يجرّون معهم مشاهد وكوارث ما حدث في بنغازي ودرنة والجنوب الليبي، يقفون على عتبات طرابلس الجنوبية ويحاولون اقتحام أحيائها، وأجبروا أكثر من 100 ألف شخص على النزوح وترك منازلهم، وباتوا على بعد بضعة كيلومترات من مقر رئيس الوزراء العسكري المؤقت داخل "قاعدة بوستة البحرية". ذهب السراج في مبادرته ليطالب بضرورة عقد ملتقى وطني جامع لمناقشة وتقرير مصير قضايا كبرى كالدستور وإصدار قانون انتخابات، دون أن يحدد المدينة التي يمكن أن يعقد فيها الملتقى، فأغلب مناطق البلاد وقعت تحت سيطرة حفتر ومليشياته. ولم يخبر السراج الليبيين الذين أراد منهم اللقاء في ملتقاه الجامع كيف سيعبرون بحرية عن آرائهم ومواقفهم وهو يعرف أن نموذج الإرهاب الذي مارسه حفتر في الشرق يطبق حرفياً في كل مدن البلاد باستثناء طرابلس ومصراته وقرى صغيرة محيطة بهما.
كان من الممكن أن تُطرح مبادرات للحل السياسي إبان أيام الأزمة السياسية، وتحديداً قبل الرابع من إبريل/نيسان الماضي، وهو اليوم الذي أعلن فيه حفتر انقلابه العسكري على ( الملتقى الوطني الجامع في غدامس) الذي أجهض جهود البعثة الأممية على مدار عامين لوضع حل سياسي كان الليبيون على وشك إنجازه.
أما اليوم فليبيا أمام مفترق طريق، أعلن المقاتلون على الأرض ممن حملوا السلام لإجهاض مشروع عسكرة الدولة أن "لا رجوع" وأن "هدفهم الرجمة"(المقر العسكري لحفتر). فالمبادرة لم تغفل حفتر فقط بل أغفلت أهداف وآمال من يقاتلون تحت رايتها وشرعيتها أيضاً. تساءل مراقبون من سيفرض نتائج ملتقى السراج؟ ومن هي الأطراف الليبية التي يعنيها في مبادرته، وهو يعلم جيداً أن آلة حفتر الحربية كتمت على أنفاس الليبيين ودهمت ملتقاهم في غدامس قبل انعقاده بأيام معلناً بصوت عال "لا حل سياسياً". واللافت أن السراج انتبه اليوم فقط إلى أن "حفتر ليس شريكاً سياسياً".