المسكوت عنه بغارات التحالف الدولي بالموصل: خسائر بشرية ومادية

18 سبتمبر 2016
900 ضحية نصفهم أطفال ونساء خلال العام الجاري(الأناضول)
+ الخط -
أظهر مسح أجراه ناشطون في مدينة الموصل (شمالي العراق) دماراً كبيراً في البنى التحتية جرّاء الضربات الجوية لطيران التحالف الدولي والعراقي خلال العامين الماضيين، تضاف إلى خسائر بشرية فاقت 900 قتيل وجريح خلال هذا العام فقط بفعل تلك الغارات، استناداً إلى تقارير طبية صادرة عن مستشفى الموصل العام.

وتعاني مدينة الموصل التي سيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في 10 يونيو/حزيران 2014، من جوع يضغط بقسوة على الفقراء من أهل المدينة دون سواهم، بعد تشديد الحصار الخانق الذي يفرض على المدينة من ثلاثة محاور، واستمرار قصف الطيران الأميركي القوافل الداخلة إلى المدينة والقادمة من دير الزور السورية.

ويقدر عدد المتواجدين في الموصل، وفقاً لمختار حي الزنجيلي في المدينة، محمد الحمداني، بأكثر من مليون وربع المليون، يصفهم بعبارة "المكاريد الذين لا حيل لهم سوى البقاء في منازلهم واستقبال الموت". وأضاف الحمداني، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المدينة باتت ومنذ أيام كطاولة صغيرة يهزها طفل من الأسفل، فهي ترتج على مدار الساعة بفعل القصف المستمر". 

وأكّد أنّ "الضحايا المدنيين ينتقلون إلى المقابر بصمت بفعل الغارات اليومية"، مستدركاً "يتم قتل عدد من المسلحين ويمكن القول 3 مسلحين، مقابل سبعة أو ثمانية مدنيين يسقطون، نساء وأطفالا وشيوخا، هذه معادلة الطائرات الأميركية في الموصل".

ومع فجر اليوم الأحد، تكون الموصل قد أتمت 813 يوما بواقع 27 شهرا وأسبوعا واحدا على سقوطها بيد "داعش"، وهروب الجيش العراقي منها، مخلفاً عتاداً وأسلحة ومعدات عسكرية قدرتها لجنة التحقيق بسقوط الموصل بأنّ ثمنها يبلغ 4 مليارات دولار.

وفي هذا السياق، أشارت تقارير طبيّة إلى أنّ "عدد من قتل بفعل القصف الجوي للتحالف الدولي خلال العام الجاري فقط، بلغ أكثر من 900 قتيل وجريح يشكل الأطفال والنساء أكثر من نصفهم".

بدوره، أوضح طبيب في الموصل، طلب عدم الكشف عن اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "386 مدنيا قتلوا منذ مطلع العام بفعل الغارات الجوية، وأصيب أكثر من 520 آخرين بجروح"، ملقياً بجزء من اللوم على التنظيم الذي يتجول أو يقيم بين منازل المواطنين ويجذب الصواريخ والطائرات.  

ولجهة البنى التحتية التي دمّرت في الموصل بفعل غارات التحالف الدولي، نقل "العربي الجديد" عن مسح أجراه ناشطون في المدينة الآتي:

* المعامل

(معمل أدوية نينوى والمخازن التابعة له، معمل الغزل والنسيج، معمل كبريت المشراق، معامل الإسمنت، معامل الحديد الصلب، 212 معملا وورشة حكومية وخاصة، معمل البناء الجاهز في الموصل، معمل الأخشاب في حي العربي، ورش ومعامل المعهد التقني)، المحطّات (محطة الماء الجديدة - مشيرفه، محطة كهرباء القيارة، المحطة الحرارية) الخطوط (نقل الطاقة الكهربائية، شبكة المياه الصالحة للشرب، شبكة الاتصالات الداخلية - السلكية).

كما تم تدمير مصفاة للنفط، وأربعة جسور، وكذا جزء كبير من جامعة الموصل، دائرة البريد والاتصالات، كابل الألياف الضوئية، بناية المحافظة وما حولها، 1000 مبنى سكني بين بيت وعمارة سكنية ومجمع حكومي وخاص، فندقي أوبري والموصل، 6 ملاعب لكرة القدم، من قبل قوات التحالف الدولي.

إلى ذلك، أوضح المسح أن تنظيم "داعش" قام بتدمير بنى تحتية أخرى، أبرزها:

* القطاع المصرفي

في القطاع المصرفي تم تدمير تسعة بنوك ومصارف مختلفة؛ أبرزها: الرافدين، الرشيد، الشرق الأوسط، الخليج، الموصل ومصرف بغداد، بعد سرقة ما فيها من أموال وإيداعات وأمانات".

كما تم تدمير وسرقة مواقع أثرية عدّة؛ أبرزها: مدينة النمرود والحضر، بوابة نركال، سُور نينوى، ومتحف نينوى التاريخي.

وبالإضافة إلى ما تقدّم، فقد تم أيضاً تدمير و22 مسجداً ومرقداً (جامع النبي يونس، قبر النبي شيت، جامع ومرقد النبي جرجيس، ضريح الأب إسحق).

المساهمون