خصّصت صحيفة "إنفورماسيون" الدنماركية، اليوم الأربعاء، صفحتها الأخيرة، وعلى غير عادتها، لافتتاحية هيئة تحريرها بعنوان "بشار الأسد على حافة الانهيار". واستعرضت الصحيفة، بعد مقدمة عن أنه "في مثل هذه الأيام مرّت 20 سنة منذ أن وضع ابن الـ34 سنة حينها على كرسي رئاسة سورية"، ما مرّ خلال سنوات حكم الأسد.
وكتبت الصحيفة أنه "في تلك الأيام (التي أصبح فيها الأسد رئيساً) اشتعلت الآمال باختراق ديمقراطي بعد 30 سنة من حكم الأب الدكتاتوري حافظ (الأسد)، بيد أن شيئاً من ذلك لم يحدث".
وأشارت "إنفورماسيون" إلى أنه "حالياً، كما يمكن رؤية الشمس والهلال بوضوح، فإن تاريخ وأيام ابنه بشار تؤول إلى نهاياتها". بيد أن الصحيفة المطلعة بشكل عميق على قضايا سورية وعربية، تذكر أيضاً أن "أمر حدوث ذلك وزمانه يرتبطان بعوامل كثيرة، اقتصادية وجيو-سياسية وعسكرية، ولا أحد من المعلقين السياسيين يؤمن بأن العقوبات الاقتصادية الجديدة، التي في طريقها للتطبيق (قانون قيصر)، هي عامل السقوط".
وتؤكد الصحيفة الدنماركية أن العامل الحاسم "هو الكرملين، الراعي الرئيس للنظام السوري، وبدرجة ثانية استمرارية وتوسع الهبّات الشعبية التي تشهدها مناطق سيطرة النظام". وبالنسبة لتلك التحركات الشعبية، ترى الصحيفة أنها "تعبير عن إحباط الناس من حكم بشار الأسد الذي أثبت أنه لا يستطيع عمل شيء، وبالأحرى لا يملك القدرة على عمل أي شيء. فمنذ أن بدأ (ربيع دمشق) في 2001، والذي منح شعوراً بانفتاح وتغيير من نظام حكم الحزب الواحد، بدا واضحاً أن بشار لن يستطيع الاستمرار مع ذلك الربيع ولا لنصف موسم، لذا خضع تماماً لقادة الأجهزة الأمنية التي رأت في الديمقراطية تهديداً يجب وقفه".
ولفتت "إنفورماسيون" أيضاً إلى ما سمّته "المظهر الخارجي" بعد ربيع دمشق، مشيرة إلى أنه "بدا وكأننا ظاهرياً أمام شيء واعد، بإنشاء شبكة إنترنت والهاتف الخليوي وإصلاحات مالية، فتحت الأبواب للاقتصاد العالمي، وربط اسم الناطق بالإنكليزية بشار بمرحلة نمو واعتدال، لكنها كلها كانت مظاهر خداعة، خدعت أيضاً السياسيين الغربيين، ومن بينهم موينز لوكاتوفت (زعيم في الحزب الاجتماعي الديمقراطي ووزير خارجية أسبق في الدنمارك)، الذي التقى الأسد في دمشق في إبريل/نيسان 2011، وعاد بانطباع عنه أنه رجل يبدو مهتماً بإجراء إصلاحات".
اقــرأ أيضاً
وتردف الصحيفة في الوقت نفسه أنه حين التقى لوكاتوفت بالأسد "كان قد مرّ على الثورة الشعبية السورية نحو 6 أسابيع، مع انتقادها اللاذع للفساد ووحشية الأجهزة الأمنية وقتل النشطاء، وكان بشار يصف ما يجري بـ"مؤامرة خارجية"، ويعاند تماماً مطالب الإصلاح، وذهب نحو قرارات تجميلية في الدستور وهو ما رفضته المعارضة، فقد كان ذلك قليلاً جداً ومتأخراً جداً".
وترى الصحيفة في المقابل أن "المعارضة في الداخل كانت ممزقة بين أقضية ونواحٍ في البلد، وتصادمت مع معارضة المنفى، ولم يتم التوافق على نوع الدعم الخارجي، الذي رفضه بعضهم، ولكن الأغلبية كانت تعول على تسليح الخارج. وقد اختار الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما اتباع نصائح المحلل السياسي في واشنطن إدوارد لوتواك بالإبقاء على الوضع كما هو (لا منتصر ولا مهزوم)، باعتبار أن انتصار طرف على آخر ليس في مصلحة أميركا".
وتشير "إنفورماسيون" إلى أن "سببين وقفا وراء تلك السياسة الأميركية: فأولاً كان أوباما منشغلاً بتقدم اتفاقه النووي مع إيران، وسقوط بشار كان سينهي الاتفاق النووي. وثانياً تخوفت أميركا من وصول الإسلام الراديكالي إلى الحكم إذا سقط نظام الحكم العلوي العلماني، وهو تخوف تعزز مع نشوء تنظيم داعش في 2014". وتلفت الصحيفة إلى أنه نتيجة ظهور "داعش" فإن "المعارضة المعتدلة والعلمانية تفتتت وحلّ محلها الجهاديون، وجرى دعم الإسلاميين من قبل السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر وتركيا".
اقــرأ أيضاً
وعرّجت الصحيفة على القرارات الدولية لحلّ سياسي في سورية، "فقد حاولت الأمم المتحدة ثماني مرات إيجاد ذلك الحلّ، ولكن كل ذلك بلا نتيجة، حيث ظل التركيز على ضرورة رحيل الأسد. ومنذ 2017، بعد سقوط حلب، بدا واضحاً أن المتمردين خسروا الحرب الأهلية، وخصوصاً بعد تدخل روسيا وإيران اللتين اتفقتا مع تركيا على تقسيم سورية إلى مناطق نفوذ ومصالح. ومن دون تغيير البنية السياسية، استمرّ تدمير المدن وقتل ما لا يقل عن 500 ألف إنسان، ولا أحد يحصي عدد الإعاقات، مع 12 مليون مهجر، وتقدير كلفة إعادة الإعمار، وفقاً لمركز بحثي في بيروت، بنحو 650 مليار دولار، أي أكثر بعشر مرات من الناتج المحلي قبل 2010، ولا أحد يعرف من سيموّل إعادة تعمير البلد".
وتشير "إنفورماسيون" إلى أن "البنوك اللبنانية، حيث يضع الأثرياء من سورية أموالهم، في حالة انهيار، وكل المؤشرات، كما العادة، تشير إلى أن الاتحاد الأوروبي سيساهم بالإعمار، ولكن ذلك لن يتم من دون حلّ سياسي". وتوضح في هذا المجال: "روسيا من غير المرجح أن تساهم مالياً، بل على العكس من ذلك، فإن الكرملين الذي راهن على الأسد ليحصل على شيء مقابل دعمه عسكرياً، لن يقدم شيئاً له. ويبدو أن مطالبة الروس بالمال دفعت بشار ليرسل الفاتورة إلى رامي مخلوف، ابن خاله الثري الذي يهيمن على نصف الاقتصاد السوري، وممول الحكومة، بيد أن مخلوف رفض الدفع، ما دفع النظام للحجز على أملاكه، بما في ذلك شركة الاتصالات سيريتل". وشرحت الصحيفة باستفاضة الصراع الذي برز أخيراً بين الأسد ومخلوف على "فيسبوك"، وأن الأخير كان يلمح "إلى زوجة بشار، أسماء، كمسؤولة عن استهدافه واعتبار ما يجري بحقه دسيسة سنية شريرة ضد كلّ العلويين، وأنه عليهما، وفقاً لمخلوف، التحرك، ما يعيدنا إلى القصة الكلاسيكية للحكم: عائلة مافيا ضد عائلة مافيا أخرى، لكن الشجار بين العائلتين أدى إلى تضخم مفرط، وقد يؤدي إلى إفلاس الدولة، وإذا ما حدث ذلك فسينتهي بشار حقاً وجدياً في سلة القمامة".
وأشارت "إنفورماسيون" إلى أنه "حالياً، كما يمكن رؤية الشمس والهلال بوضوح، فإن تاريخ وأيام ابنه بشار تؤول إلى نهاياتها". بيد أن الصحيفة المطلعة بشكل عميق على قضايا سورية وعربية، تذكر أيضاً أن "أمر حدوث ذلك وزمانه يرتبطان بعوامل كثيرة، اقتصادية وجيو-سياسية وعسكرية، ولا أحد من المعلقين السياسيين يؤمن بأن العقوبات الاقتصادية الجديدة، التي في طريقها للتطبيق (قانون قيصر)، هي عامل السقوط".
ولفتت "إنفورماسيون" أيضاً إلى ما سمّته "المظهر الخارجي" بعد ربيع دمشق، مشيرة إلى أنه "بدا وكأننا ظاهرياً أمام شيء واعد، بإنشاء شبكة إنترنت والهاتف الخليوي وإصلاحات مالية، فتحت الأبواب للاقتصاد العالمي، وربط اسم الناطق بالإنكليزية بشار بمرحلة نمو واعتدال، لكنها كلها كانت مظاهر خداعة، خدعت أيضاً السياسيين الغربيين، ومن بينهم موينز لوكاتوفت (زعيم في الحزب الاجتماعي الديمقراطي ووزير خارجية أسبق في الدنمارك)، الذي التقى الأسد في دمشق في إبريل/نيسان 2011، وعاد بانطباع عنه أنه رجل يبدو مهتماً بإجراء إصلاحات".
وتردف الصحيفة في الوقت نفسه أنه حين التقى لوكاتوفت بالأسد "كان قد مرّ على الثورة الشعبية السورية نحو 6 أسابيع، مع انتقادها اللاذع للفساد ووحشية الأجهزة الأمنية وقتل النشطاء، وكان بشار يصف ما يجري بـ"مؤامرة خارجية"، ويعاند تماماً مطالب الإصلاح، وذهب نحو قرارات تجميلية في الدستور وهو ما رفضته المعارضة، فقد كان ذلك قليلاً جداً ومتأخراً جداً".
وترى الصحيفة في المقابل أن "المعارضة في الداخل كانت ممزقة بين أقضية ونواحٍ في البلد، وتصادمت مع معارضة المنفى، ولم يتم التوافق على نوع الدعم الخارجي، الذي رفضه بعضهم، ولكن الأغلبية كانت تعول على تسليح الخارج. وقد اختار الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما اتباع نصائح المحلل السياسي في واشنطن إدوارد لوتواك بالإبقاء على الوضع كما هو (لا منتصر ولا مهزوم)، باعتبار أن انتصار طرف على آخر ليس في مصلحة أميركا".
وتشير "إنفورماسيون" إلى أن "سببين وقفا وراء تلك السياسة الأميركية: فأولاً كان أوباما منشغلاً بتقدم اتفاقه النووي مع إيران، وسقوط بشار كان سينهي الاتفاق النووي. وثانياً تخوفت أميركا من وصول الإسلام الراديكالي إلى الحكم إذا سقط نظام الحكم العلوي العلماني، وهو تخوف تعزز مع نشوء تنظيم داعش في 2014". وتلفت الصحيفة إلى أنه نتيجة ظهور "داعش" فإن "المعارضة المعتدلة والعلمانية تفتتت وحلّ محلها الجهاديون، وجرى دعم الإسلاميين من قبل السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر وتركيا".
وتشير "إنفورماسيون" إلى أن "البنوك اللبنانية، حيث يضع الأثرياء من سورية أموالهم، في حالة انهيار، وكل المؤشرات، كما العادة، تشير إلى أن الاتحاد الأوروبي سيساهم بالإعمار، ولكن ذلك لن يتم من دون حلّ سياسي". وتوضح في هذا المجال: "روسيا من غير المرجح أن تساهم مالياً، بل على العكس من ذلك، فإن الكرملين الذي راهن على الأسد ليحصل على شيء مقابل دعمه عسكرياً، لن يقدم شيئاً له. ويبدو أن مطالبة الروس بالمال دفعت بشار ليرسل الفاتورة إلى رامي مخلوف، ابن خاله الثري الذي يهيمن على نصف الاقتصاد السوري، وممول الحكومة، بيد أن مخلوف رفض الدفع، ما دفع النظام للحجز على أملاكه، بما في ذلك شركة الاتصالات سيريتل". وشرحت الصحيفة باستفاضة الصراع الذي برز أخيراً بين الأسد ومخلوف على "فيسبوك"، وأن الأخير كان يلمح "إلى زوجة بشار، أسماء، كمسؤولة عن استهدافه واعتبار ما يجري بحقه دسيسة سنية شريرة ضد كلّ العلويين، وأنه عليهما، وفقاً لمخلوف، التحرك، ما يعيدنا إلى القصة الكلاسيكية للحكم: عائلة مافيا ضد عائلة مافيا أخرى، لكن الشجار بين العائلتين أدى إلى تضخم مفرط، وقد يؤدي إلى إفلاس الدولة، وإذا ما حدث ذلك فسينتهي بشار حقاً وجدياً في سلة القمامة".