"نيويورك تايمز": ترامب تجاهل لشهرين تحذيرات مستشاريه بشأن كورونا

واشنطن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
12 ابريل 2020
1AE7E5C1-837E-47AF-849C-0F18DACB23EB
+ الخط -
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في تحقيق موسّع سلّطت فيه الضوء على تقاعس الإدارة الأميركية في التصدي مبكّرًا لخطر فيروس كورونا الجديد، وأن الرئيس دونالد ترامب ظلّ يتجاهل، على مدار شهرين تقريبًا، التحذيرات التي كانت تصل إليه من كلّ اتجاه حول ضرورة التحرّك بشكل نافذ من أجل إبطاء انتشار الفيروس الذي حصد أرواح نحو 20,071 أميركيّا، لتسجّل الولايات المتّحدة بذلك أعلى حصيلة وفيّات في العالم.

وأظهر تحقيق للصحيفة أنّ كبير المستشارين الطبيين في وزارة شؤون المحاربين القدامى، كارتر ميشير، حذّر، منذ يناير/كانون الثاني الماضي، من أنّ الفيروس يمكن أن يتفشى بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

ونقلت الصحيفة فحوى رسالة كتبها ميشير إلى مجموعة من خبراء الصحة العامّة المتوزّعين في الحكومة والجامعات، في الـ28 من يناير/ كانون الثاني مطلع هذا العام، أي بعد أسبوع من تسجيل أول إصابة بكورونا في الولايات المتّحدة، وقبل 6 أسابيع من اتخاذ إدارة ترامب قرارات عملية: "مهما كنتم تعتقدون، سيكون الأمر سيّئًا... الحجم المتوقّع لتفشي المرض يبدو من الصعب تصديقه بالفعل".

علاوة على ذلك، بيّنت الصحيفة أنّ مجموعة من الشخصيات داخل الحكومة، من كبار مستشاري البيت الأبيض إلى الخبراء في الوزارات الحكومية ووكالات الاستخبارات، حددوا التهديد، وأطلقوا تحذيراتهم مطالبين باتخاذ إجراءات فورية صارمة.

رغم ذلك، بقي الرئيس ترامب، وفق الصحيفة، بطيئًا في استيعاب حجم المخاطر والاستجابة لها، مركّزًا بدلًا من ذلك على التحكم بتلك الرسائل، وحماية "المكاسب" الاقتصادية، وإبعاد تلك التحذيرات عن كبار المسؤولين، رغم تصريحاته بأن تلك الكارثة "جاءت من العدم ولم يكن من الممكن توقّعها".

ولفتت الصحيفة إلى أنّه حتى حينما اتخذ ترامب أول إجراء ملموس له مع نهاية يناير/ كانون الثاني، وقرر تقييد استقبال المسافرين من الصين، كان على القطاع الصحي التنافس مع الاعتبارات الاقتصادية والسياسية خلال المناقشات الداخلية، وهو ما أفضى إلى إبطاء المسار نحو اتخاذ قرارات من قبيل تخصيص أموال لمواجهة الأزمة من الكونغرس، ومعالجة النقص في الموارد، والتحرك في نهاية المطاف لإبقاء معظم البلاد في الحجر المنزلي.

وتحدّثت الصحيفة عن اعتبارات سياسية أخرى طغت على معالجة ترامب للأزمة؛ أبرزها أنه تعامل، حتّى في هذا السياق، بمنطق الشكّ المعتاد حيال "الدولة العميقة"، كما يصفها، وهي تتضمّن الخبراء والمستشارين أنفسهم الذين وجّهوه نحو خطوات صارمة من شأنها إبطاء انتقال الفيروس؛ ناهيك عن أن عملية صنع القرار اتخذت مسارًا معقّدًا بسبب النزاع القائم بين الإدارة الأميركية الحالية والصين، وهو الذي دفعها للتلكؤ في البداية خشية إزعاج بكين في خضم المفاوضات التجاربية بين البلدين.

وكشفت اتصالات أجرتها الصحيفة مع مسؤولين حاليين وسابقين، إضافة إلى المراجعات التي أجرتها لبعض الرسائل الإلكترونية والسجلات المحفوظة في هذه القضية، وجود أوجه قصور لم يتمّ الإبلاغ عنها سابقًا.

وتخلص المعلومات التي جمعتها الصحيفة إلى أنّ مكتب مجلس الأمن القومي المسؤول عن تتبع الأوبئة تلقى تقارير استخبارية، في أوائل يناير/كانون الثاني، تتنبأ بوصول الفيروس وانتشاره في الولايات المتحدة. وفي غضون أسابيع، قدّمت تلك التقارير خيارات من قبيل العزل المنزلي، وإغلاق كل المدن التي بحجم شيكاغو. وكما تستنتج الصحيفة، فإن ترامب ظلّ يتجنّب الإنصات لتلك التقارير حتى مارس/ آذار.
إضافة إلى ذلك، تسجّل الصحيفة أن المستشار التجاري لترامب بيتر نافارو، أبلغه في مذكرة في الـ29 من يناير/ كانون الثاني، بالتفاصيل الدقيقة بالمخاطر المحتملة من جراء انتشار فيروس كورونا، محذرًا من نصف مليون حالة وفاة محتملة، وتريليونات الدولارات من الخسائر الاقتصادية.

ومن بين الرسائل التي تجاهلها ترامب، كان ثمّة تحذير مباشر بلغه إياه وزير الصحة والخدمات الإنسانية أليكس أزار، في مكالمة أجراها يوم الـ30 من يناير/ كانون الثاني الماضي، وهو التحذير الثاني الذي سلمه المسؤول ذاته إلى الرئيس خلال أسبوعين. وكما تسجّل الصحيفة، ردّ ترامب معتبرًا أن أزار كان "مغاليًا في التحذير".

وتسرد الصحيفة أنه حينما استجاب ترامب أخيرًا، وعلى مضض، في منتصف مارس/ آذار الماضي، لتوصيات المحيطين به، وأعلن عن إجراءات تباعد اجتماعي في جميع أنحاء البلاد، مما أدّى فعليًّا إلى تعثّر كبير في الاقتصاد، بدا لبعض مساعديه القريبين "مصدومًا" و"منكمًشا"، حتّى وصفه أحدهم بأنه كان "مكبوتًا" و"حائرًا" حيال الطريقة التي سارت بها الأزمة، حين بات الاقتصاد الذي راهن عليه من أجل إعادة انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، في حالة من الفوضى.

ذات صلة

الصورة
ماسك خلال حملة تأييد لترامب، 27 أكتوبر 2024 (Getty)

اقتصاد

أصبح أغنى رجل في العالم إيلون ماسك وزير "كفاءة الحكومة" واستشارياً لحكومة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. مهمته خفض تكاليف الوكالات الفيدرالية.
الصورة
الملياردير الأميركي إيلون ماسك/بولندا/25أكتوبر2024(Getty)

اقتصاد

حقق إيلون ماسك استثمارًا غير مسبوق في التاريخ، حيث تمكن من حصد أكثر من 13 مليار دولار بعد فوز ترامب، وكان قد تبرع له بنحو 120 مليون دولار.
الصورة
ترامب يلتقي زيلينسكي في نيويورك / 27 سبتمبر 2024 (Getty)

سياسة

تبدو أوروبا اليوم متعايشة مع احتمالية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لكنها تنظر للأمر من باب أنه "سيتعين" على القارة العجوز "أن تكون حقاً بمفردها".
الصورة
متظاهرون أمام الفندق يحملون لافتات تقول "فلسطين ليست للبيع" (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر ناشطون أمام فندق "هيلتون دبل تري" في مدينة بايكسفيل بولاية ماريلاند الأميركية الذي استضاف مزاداً لبيع مساكن أقيمت على الأراضي الفلسطينية المسروقة
المساهمون