استمع إلى الملخص
- ارتفعت أسهم تسلا بأكثر من 15% بعد فوز ترامب، مما يعكس التفاؤل بسياساته الاقتصادية الداعمة للابتكار، وأعلنت تسلا عن أرباح قوية في الربع الثالث من 2024، مما زاد من ثقة المستثمرين.
- دعم ماسك لترامب شمل الترويج له على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعزز العلاقات بين السياسة والاقتصاد، حيث تمنح سياسات ترامب المحتملة شركات ماسك ميزة تنافسية في السوق الأميركية.
سجل الملياردير الأميركي إيلون ماسك استثمارًا غير مسبوق في التاريخ، حيث تمكن من تحقيق أرباح طائلة بعد أن قام بدعم الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب بمبلغ يقدر بنحو 120 مليون دولار، ليحصد، بعد إعلان النتائج، مكاسب بلغت نحو 13 مليار دولار في يوم واحد فقط، مسجلاً بذلك أحد أعظم العوائد الاستثمارية في تاريخ الأسواق المالية في غضون أشهر قليلة.
وحقق ماسك، الذي يعتبر أحد أعظم المستثمرين وأكثرهم نفوذاً في العالم، المكاسب الضخمة بعد أن قفزت القيمة السوقية لشركة تسلا، التي يمتلك ما يقارب 15% من أسهمها، في أعقاب إعلان فوز ترامب في الانتخابات، وخلال تعاملات الدقائق الأولى من جلسة يوم الأربعاء. وجاء هذا الارتفاع في قيم تلك الشركات نتيجة عدة عوامل مرتبطة بفوز ترامب، حيث يعتبر المستثمرون أن إعادة انتخابه تعني سياسات اقتصادية تعزز الشركات التكنولوجية والصناعية التي تعتمد على الابتكار وتخفيف القيود التنظيمية.
وترجم محللو الأسواق ومديرو الثروات نتائج الانتخابات على أنها دعم قوي لأعمال ماسك وشركاته، خاصة في ظل إقبال ترامب على سياسات تخفف الأعباء الضريبية وتقلل من قيود البيئة والتنظيم، مما يمنح شركات مثل تسلا مجالاً أكبر للتوسع والنمو في سوق السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، التي يعد ماسك أحد أهم روادها.
وارتفع سهم شركة تسلا بنسبة تجاوزت 15% في تعاملات الأربعاء، مدفوعاً بدعم الملياردير لترامب، الذي أعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث وصل سعر السهم إلى أكثر من 289 دولاراً، مضيفاً نحو 38 دولاراً لسعر إغلاقه في اليوم السابق. وكانت "تسلا" قد أعلنت الشهر الماضي عن تسجيل ربح في الربع الثالث من 2024 بلغ 2.2 مليار دولار، بزيادة 17% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
ويُنظر إلى دعم ماسك لترامب بأنه استثمار استراتيجي ضخم، حيث أظهرت النتائج كيف يمكن أن تساهم التوجهات الحكومية في تعزيز مكاسب المستثمرين الكبار، وتحويل الرهانات السياسية إلى مكاسب اقتصادية هائلة. ويعكس هذا المثال كيف يمكن للعلاقات بين السياسة والاقتصاد أن تشكل قوة دافعة لثروات رجال الأعمال وتحقق تأثيرات مباشرة على قيم أسهم شركاتهم، مما يبرز أهمية الاستراتيجيات الاستثمارية القائمة على التوقعات السياسية، وتأثيراتها الاقتصادية المحتملة.
وأصبح ماسك مؤيداً صريحاً لترامب هذا العام، وروّج للرئيس السابق على منصة التواصل الاجتماعي إكس التي يملكها، كما قدم ما يقرب من 120 مليون دولار إلى مجموعة أميركا، وهي لجنة العمل السياسي، المؤيدة لترامب، لتعزيز جهود حشد الناخبين وتسجيلهم، وفقاً لما أظهرته إفصاحات فيدرالية.
وجاءت هذه الزيادة في ثروة ماسك وسعر سهم تسلا في سياق التفاؤل العام الذي ساد الأسواق المالية بسبب توقعات بأن سياسات ترامب الاقتصادية ستصب في صالح الابتكار والتكنولوجيا. ولأن تسلا واحدة من أبرز الشركات التي تستفيد من التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، فإن المستثمرين رأوا في فوز ترامب فرصة لزيادة استثماراتهم في أسهم الشركة، الأمر الذي انعكس في زيادة قوية في سعر السهم.
وبالإضافة إلى ذلك، كانت هناك توجهات أخرى تساهم في تعزيز استثمارات ماسك بعد فوز ترامب، منها السياسات المحتملة التي تهدف إلى تحفيز الإنتاج المحلي وفرض رسوم على الواردات. ومثل هذه السياسات تمنح شركات ماسك ميزة تنافسية في السوق الأميركية، وتجعله في موقع قوي مقارنةً بالشركات الأجنبية التي قد تتأثر بالرسوم الجمركية المرتفعة. ويعزز هذا الدعم الحكومي توجهات ماسك لتوسيع أعماله محلياً في الولايات المتحدة وتقليل الاعتماد على الإنتاج الخارجي.
أما في مجال التمويل، فقد تفاعل المستثمرون بشكل إيجابي مع إمكانية تخفيف القيود التنظيمية التي قد تؤدي إلى نمو في القطاعات المختلفة، وهو ما يعزز أسهم الشركات التكنولوجية والصناعية الكبرى. وأبدت الأسواق استعداداً كبيراً لزيادة الإنفاق والاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية، مما يعكس مدى الثقة التي تولدت بين المستثمرين حول مستقبل هذه القطاعات في عهد ترامب.