معرض أميركي مسيء للنبي يكشف وجه التطرف المناهض للإسلام

05 مايو 2015
استنكار لإقامة معرض الرسوم المسيئة للرسول (Getty)
+ الخط -

تحول معرض رسومات مسيئة للنبي محمد (ص) إلى كارثة ترددت أصداؤها في جميع أنحاء أميركا بعد مقتل مسلحين اثنين، مساء الأحد، قبل لحظات من محاولتهما اقتحام المعرض، الذي نظمه متطرفون ضد الإسلام في إحدى ضواحي مدينة دالاس في ولاية تكساس الأميركية. وأثار الحادث الرعب من مواجهات محتملة قادمة داخل أميركا بين التطرف والتطرف المضاد يقودها متطرفون مع الإسلام ينادون بتطهير أميركا به، ومتطرفون ضد الإسلام ينادون بتطهير أميركا منه.

وتمكن مكتب التحقيقات الفدرالية الأميركية (إف بي آي) من تحديد هوية أحد قتيلي الهجوم المفترض على المعرض، في حين تولت قوة أمنية مداهمة منزله في مدينة فينيكس بولاية أريزونا المجاورة لتكساس في محاولة للعثور على أدلة أو روابط له مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وقالت المصادر الإعلامية الأميركية إن المهاجم القتيل يدعى إليتون سيمبسون ويبلغ من العمر 30 عاما وإن له توجهات مؤيدة لتنظيم الدولة الإسلامية، الأمر الذي أشعل المزيد من المخاوف بشأن قدرة "داعش" على العمل داخل الأراضي الأميركية. وفي الوقت الذي نددت فيه أسرة سيمبسون بالأفكار المتطرفة التي تبناها ابنها القتيل، كشفت مصادر أمنية أميركية أن "إف بي آي" كان على معرفة مسبقة بتحركاته وسبق أن أخضعه للرقابة على خلفية تحقيق في أنشطة إرهابية قبل خمس سنوات.


ولم تتضح حتى الآن هوية القتيل الآخر الذي تزعم بعض المصادر مشاركته في الهجوم المفترض على معرض الرسوم قبل إطلاق النار عليه وإسقاطه قتيلا مع سيمبسون، في حين تنفي مصادر أخرى ذلك زاعمة بأنه مجرد ضحية عابر.

وتتزامن تغطية الحادث في الإعلام الأميركي مع تصاعد ملحوظ في مشاعر التطرف والتطرف المضاد. وفي هذا السياق وصف ناشطون مشاركون في تنظيم معرض الرسوم المسيئة للنبي بالقول إن "الإسلام دين دخيل على أميركا ويجب نبذه منها".

تجدر الإشارة إلى أن معرض الرسوم المسيئة هو الأول من نوعه كنشاط مسيء لأحد الأديان السماوية يتم تنظيمه داخل الأراضي الأميركية. وكانت أميركا بصورة عامة في السابق تنأى بنفسها عن الرسوم المسيئة للرسول التي تنشر في أوروبا، ودأبت أوساط أميركية مختلفة على استنكارها. لكن الوضع حاليا بدأ يتغير حيث ظهرت مطالبات باعتبار المعرض جزءا من حرية التعبير عن الرأي، في حين لا يزال آخرون يجادلون بأن هذا النوع من التعبير عن الرأي يتنافى مع القيم والأخلاق الأميركية، كما يتنافى مع مبادئ احترام الأديان والتقليد السائد في تجنب الجدل حولها خارج قاعات الجامعات والمراكز البحثية.

اقرأ أيضا: حكومة فرنسا تقر بتصاعد الاعتداءات على مسلميها

دلالات
المساهمون