وبادر مرشح حركة النهضة، عبد الفتاح مورو، بمخاطبة الصم من خلال الحديث بلغة الإشارات، في لفتة منه إلى هذه الشريحة الواسعة التي يحق لها التصويت، ولكن لم يخاطبها أي سياسي، ما دفع بعض المتابعين إلى وصف هذه الخطوة بأنها تنم عن دهاء سياسي لدى مورو.
Facebook Post |
وقال مورو إنه "خاطب 600 ألف تونسي من الصم والبكم"، مضيفا أنهم "مواطنون تونسيون وأنه يفهمهم"، قائلًا إن "الديمقراطية بصدد البناء لتغيير تونس ورئيس الجمهورية يعرف واقع البلاد، ولا بد من أن يخاطب كافة التونسيين.
واختار مرشح "حراك تونس الإرادة"، المنصف المرزوقي، الرقص مع مناصريه في مدينة بنزرت، أمس الجمعة، حيث تخلى المرزوقي ولأول مرة عن الرسميات، وكان يغني ويصفق، ما أثار حماسة متابعيه الذين ثمنوا هذه التلقائية.
Facebook Post |
وكتب المرزوقي تدوينة نشرها عبر صفحته "فيسبوك" معلقا على الفيديو: "الحملات الانتخابية لحظات إعادة فتح كل الجروح، لحظات المحاسبة والتبرير، لحظات تبادل الآلام والآمال، وأحيانا أين ومتى لا يتوقع المرء لحظة تفجر الفرح، لأن للبشر قدرة على توليد هذا الشعور الذي لولاه، ولو بجرعات خفيفة ومتباعدة، ما استطعنا تحمل تكلفة الوجود، شكرا لأهل بنزرت على كل الفرح الذي استقبلت به، وكل الفرح الذي غمرنا ونحن نرقص ونغني لثورة يحسبها البعض رمادا وهي الجمر ينتظر الريح".
وفي خطوة غير مسبوقة، أخذت زوجة المرشح نبيل القروي، الذي أوقف على ذمة القضاء حملته الانتخابية، على عاتفها متحدثة إلى أنصاره ومنخرطي حزب قلب تونس من مدينة قفصة جنوب تونس، معلنة عن برنامجه الانتخابي.
واختار بعض المرشحين الظهور وهم في الحافلة، أو في سوق شعبي مع عموم التونسيين، مثل المرشح عن حزب "بني وطني" سعيد العايدي الذي تضمن برنامجه، زيارة إلى ولاية صفاقس وعديد اللقاءات المباشرة مع المواطنين في سوق جبنيانة، ومنطقة الربض بصفاقس المدينة وحي الحبيب وسوق السمك والمدينة العتيقة، فضلا عن لقاءات مع مكونات المجتمع المدني وشباب الجهة.
وتعهّد مرشح حزب بني وطني للانتخابات الرئاسية بأنه في حال انتخابه رئيسا للجمهورية التونسية سيعمل على القيام بالإصلاحات التي تحتاجها تونس، حتى في ظل الصلاحيات الحالية التي يخولها له النظام السياسي الراهن والتي تعتبر هامة بحسب الدستور.
وواصل المرشح للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها عن حركة تحيا تونس، يوسف الشاهد، حملته الانتخابية في المحافظات التونسية، حيث زار الجمعة محافظة المهدية، حيث استهل زيارته إلى المدينة بمقهى سياسي في منطقة الجم بحضور عدد هام من شباب المنطقة، واستمع إلى مشاغل الشباب ومشاكلهم، وردد الشاهد شعار حملته الانتخابية أن "تونس ستكون أقوى بشبابها".
ولئن أثارت تصريحات وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي عديد الردود في تونس، حين تحدث الزبيدي في أحد حوارته أعن أنه أمر المؤسسة العسكرية بالتأهب للتدخل والانتشار حال حدوث انقلاب على الشرعية يوم انتشار الخبر الكاذب لوفاة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.
وقال المترشح المستقل للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، سيف الدين مخلوف، إن من بين النقاط التي سيطرحها ضرورة مغادرة الجيش الوطني للـ"المناطق الجميلة والجزر".
وتساءل سيف الدين مخلوف خلال زيارته، الجمعة، إلى بنزرت، في إطار حملته الانتخابية: "لماذا المناطق الجميلة في بنزرت مناطق عسكرية كأننا في حرب"، مضيفا أن من أولوياته أيضا تصفية "تركة الاستعمار"، وواصل "لا بد من أن تعتذر فرنسا على 80 سنة من الاستعمار ولا بد من محاسبتها على معركة بنزرت".
وأكد المحلل والباحث السياسي الجمعي القاسمي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "مختلف الطرائف والحركات التي ظهرت في حملات مرشحي الرئاسية هي نوع من التوابل التي تعرفها الحملات الانتخابية، وحتى في أكبر الديمقرطيات نجد مثل هذه الطرائف من قبل المرشحين"، مضيفا أن "المشهد التونسي لم يكن متعودا عليها".
وقال القاسمي إن "النسق التصاعدي لوتيرة الحملات الانتخابية ودخولها اليوم الخامس جعل أيضا منسوب التشنج يرتفع، إذ انطلقت الحملة باهتة ببعض الوعود ولم ترتق إلى مستوى التحديات المنتظرة، وبدأت بطرح بعض البرامج التي لم تشد اهتمام الناخب التونسي، الذي بدا مشتتا بين كثرة المرشحين وانعدام الرؤيا الواضحة أمامه، ولم يتمكن المرشحون من إيصال الأفكار والبرامج"، مضيفا أن "التصريحات الأخيرة للمرشح المتواجد خارج تونس سليم الرياحي، وتصريحات الزبيدي، أضافت بعدا آخر للحملة الانتخابية، إذ بدأت تتجه تدريجيا نحو التشنج والتوتر"، بسبب هذه التصريحات، معبرًا عن خشيته من أن تزداد حدة التوتر مع آخر أيام الحملة الانتخابية.