وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، رفضت الكشف عن هويتها، إن قوات النظام قصفت فجر اليوم مناطق الفطيرة ومحيط كنصفرة وسفوهن وفليفل والحلوبي بريف إدلب الجنوبي.
وكانت طائرة مسيرة تابعة للمليشيات الموالية لإيران قد استهدفت الليلة الماضية مواقع لفصائل المعارضة في محيط بلدة البارة في ريف إدلب، تزامنا مع قصف مدفعي لقوات النظام استهدف محوري فليفل والبارة.
في غضون ذلك، استقدمت القوات التركية فجر اليوم تعزيزات عسكرية من عشرات الآليات إلى نقاط تمركزها العسكرية المنتشرة في ريف إدلب.
وذكرت المصادر أن رتلا عسكريا كبيرا يزيد عن 60 آلية، بينها عربات مصفحة وعلى متنها عشرات الجنود الأتراك وصهاريج محملة بالوقود وشاحنات محملة بمعدات لوجستية وطعام وأدوية، دخل من معبر كفرلوسين الحدودي مع تركيا بالقرب من بلدة سرمدا، شمالي إدلب.
وأضافت أن الرتل دخل على دفعتين وتوجه من معبر كفرلوسين إلى نقاط المراقبة ونقاط تمركز الجيش التركي المنتشرة في ريفي إدلب الجنوبي والغربي بغية دعم القوات التركية في تلك المناطق، وخاصة المتاخمة لمناطق سيطرة قوات النظام السوري.
ونشرت القوات التركية، في الآونة الأخيرة، عشرات النقاط العسكرية الجديدة في ريف إدلب الغربي وبالقرب من طريق حلب-اللاذقية الدولي (أم 4) وقرى وبلدات جبل الزاوية والتلال المحيطة بالمنطقة والتي تحتوي على مواقع استراتيجية.
إلى ذلك، تحدث وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، عن إمكانية تغيير قوات بلاده نقاطَ تمركزها في إدلب بعد تحويلها إلى "منطقة آمنة"، من دون تقديم مزيد من الإيضاحات.
ولدى سؤاله خلال برنامج تلفزيوني على قناة "سي أن أن تورك" حول ما إذا كانت تركيا ستزيل نقاط المراقبة من محافظة إدلب، رد جاووش أوغلو قائلا: "من الممكن أن تجرى ترتيبات جديدة حسب الوضع الجديد في المنطقة أي بعد إقامة المنطقة الآمنة هناك".
وأوضح أن أنقرة "تسعى الآن إلى تحويل منطقة إدلب إلى منطقة آمنة وتناقش هذا الموضوع حالياً، وعندما يتم ذلك سيفكر جيشنا بطريقة استراتيجية وسيتمركز بشكل مختلف في المنطقة حسب الحاجة للمراقبة".
وأضاف أن "الجيش التركي ووزارة الدفاع وأجهزة الأمن المعنية هم من سيقررون أين ستتمركز نقاط المراقبة وكيف وأين سيعمل الجنود الأتراك والاستخبارات في المنطقة بعد بسط الأمن هناك، ولكن حالياً يواصلون عملهم في أماكن تمركزهم".
من جانب آخر، طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في بيان، أمس الخميس، مجلس الأمن بالتحرك بسرعة والسماح بإدخال المواد الإغاثية الإنسانية من معبر اليعربية شمال شرقي سورية، إضافة لمعبرين حدوديين مع تركيا إلى شمال غرب سورية.
وأشارت إلى أن عدم فتح المعابر سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل النقص الحاد في المواد الطبية وغيرها من المواد، ما يزيد من مخاطر انتشار فيروس كورونا.
Twitter Post
|
وأكدت "هيومن رايتس ووتش" أن القيود التي فرضت من قبل النظام السوري والعراق على المساعدات تعرقل وصول الإمدادات والطواقم الطبية إلى نحو مليوني شخص بمنطقة شمال شرق سورية، حيث اكتشفت عشرات الإصابات بفيروس كورونا في المنطقة بينما سجلت 3 وفيات هناك.
وكان مجلس الأمن قد اضطر لسحب ترخيصه لمعبر اليعربية الحدودي بين سورية والعراق، إثر فيتو روسي صيني في العاشر من يناير/ كانون الثاني الماضي.
وأوضحت المنظمة أن روسيا تسعى لإنهاء دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود السورية متذرعة بـ"انتهاك السيادة السورية"، وتستثني معبر سيمالكا الذي يربط مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" الكردية بالعراق، وتظهر بعض المرونة فيما يخص المساعدات القادمة عن طريق تركيا. وقالت إن معبر سيمالكا ليس ضروريا لأن المناطق التي يخدمها خاضعة لسيطرة النظام السوري ويمكن أن تصل إليها المساعدات من دمشق.
وأشارت المنظمة إلى دور معبر اليعربية وأهميته خاصة بعد انتشار فيروس كورونا غير المتوقع في المنطقة، موضحة أن كافة البدائل المقترحة لسد الفراغ فشلت.
وبحسب المنظمة فإن الحل الممكن الوحيد هو أن تعيد روسيا وباقي أعضاء مجلس الأمن السماح بفتح معابر شمال شرق سورية لـ12 شهرا قبل انتهاء تفويضهم في 10 يوليو/ تموز، بالإضافة إلى السماح فورا بفتح معبر اليعربية طالما هناك حاجة إليه. وقالت إن عدم القيام بذلك سيؤدي إلى معاناة ووفيات يمكن تفاديها، داعية روسيا إلى الاعتراف بالظروف الاستثنائية والسماح بتجديد استخدام معبر اليعربية.