كتلة المالكي تنبش ملفات بغداد وأربيل.. والأكراد متفائلون

09 أكتوبر 2016
كتلة المالكي تسعى لعرقلة التقارب (Getty)
+ الخط -
على الرغم من استمرار المساعي والجهود الحثيثة لكتلة دولة القانون، التي يتزعمها نوري المالكي، لعرقلة أي اتفاق قد يُبرم بين بغداد وأربيل، إلّا أنّ الجانب الكردي بدا متفائلا بتجاوز هذه العقبات التي تعترض طريق التوافق بين الطرفين بشأن عدد من الملفات العالقة.


وقال نائب في التحالف الوطني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "كتلة المالكي وما تُسمى بكتلة الإصلاح البرلمانية، تواصل جهودها الحثيثة للإيقاع بين بغداد وأربيل، لعرقلة أي تقارب سياسي بينهما"، مبينا أنّ "الكتلة تواصل نبشها للملفات العالقة والمقفلة، والتي تسبب حرجا لكلا الطرفين، وتثير الكثير من الأزمات بينهما".

وأضاف النائب، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ "الكتلة عازمة على إعاقة أي جهود للتقدم في الحوار المشترك، لذا فإنّها بدأت بإقالة وزير المالية الكردي، هوشيار زيباري، وتسعى إلى استجواب رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، كما تستعد لتأليب الشارع الشيعي بشأن المناطق المتنازع عليها بين بغداد والإقليم، واتهام رئيس الحكومة، حيدر العبادي، بالتواطؤ مع البارزاني في هذا الصدد".

وتأتي هذه الجهود من قبل كتلة المالكي، في وقت ترعى فيه الولايات المتحدة مساعي للتقارب بين بغداد وأربيل، وبدا ذلك واضحاً من خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها البارزاني إلى بغداد، والتي خلقت أجواءً من التقارب بين الجانبين والاتفاق على بعض التفاصيل العالقة، الأمر الذي لا يصب في صالح رئيس كتلة دولة القانون، نوري المالكي، الساعي إلى الإيقاع بحكومة العبادي.

من جهته، أكد النائب عن التحالف الكردستاني، فرهاد قادر، أنّ "زيارة وفد إقليم كردستان الأخيرة إلى بغداد، والتي تمّت برعاية أميركية، أوجدت أرضيّة خصبة للتقارب بين الطرفين".

وقال قادر، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّه "تم الاتفاق خلال الزيارة على فقرات عديدة، ومنها عملية التحشيد والتعاون في إطار معركة تحرير الموصل"، مبينا أنّ "اتفاقاً مبدئيّاً أبرم بين الطرفين في هذا الشأن، وسيتم بحث التفاصيل قريبا".

وأضاف أنّ "هناك نيّة صادقة من حكومتي بغداد وأربيل لحسم أغلب الملفات العالقة، وهناك عمل جدّي منهما لتجاوز كافة العقبات التي تعترض طريق الحوار والاتفاق بين الطرفين"، مؤكّدا أنّ "وفدا من كردستان سيأتي قريبا لمواصلة الحوار المشترك، وإكمال ما تم الاتفاق عليه ليكون اتفاقا رسميا".

وأشار إلى أنّ "العبادي بدا جادّا في مساعي حل المشاكل العالقة، وهو يبذل جهودا في هذا الإطار، ويتفهّم المواقف والرؤى للجميع، الأمر الذي بعث على التفاؤل بحسم عدد من الملفات وإيجاد رؤية مشتركة فيها".

وأكّد أنّ "حكومة كردستان أبدت، من جهتها، مرونة كبيرة في الحوار، وفتحت آفاقا للحلول، ولم يكن هناك أي تشنّج من الطرفين".

يشار إلى أنّ التقارب الأخير الذي حدث بين حكومتي بغداد وأربيل، بعد زيارة رئيس الإقليم مسعود البارزاني لبغداد، أثار حفيظة كتلة المالكي والتي تسعى حاليا لعرقلة هذا التقارب وأي حل للأزمات السياسية، محاولة عكس صورة الضعف والعجز على حكومة العبادي.