مرشح معارض للرئاسة يدعو الموريتانيين لمنحه أصواتهم من أجل التغيير

11 يونيو 2019
يعتبر ولد بوبكر المنافس الأبرز لمرشح السلطة(Getty)
+ الخط -
انتقد المرشح المعارض للرئاسيات في موريتانيا سيدي محمد ولد بوبكر، اليوم الثلاثاء، بشدة، ما وصفه بتخلي الدولة عن التزاماتها تجاه المواطنين طيلة السنوات العشر الأخيرة من حكم الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز، واكتفاء النظام بترديد الشعارات الوهمية، التي سرعان ما تلاشت أمام الواقع المزري الذي تعيشه البلاد على مختلف الصعد، على حدّ قوله.

وقال ولد بوبكر، خلال مهرجان جماهيري في مدينة ألاك، 250 كيلومتراً شرق العاصمة نواكشوط، إن "الشباب الموريتاني اليوم أصبح يصرخ في وجوه المدافعين عن عشرية حكم الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز، مطالبين بوضع حدٍّ لهذا النهج الذي يعتبر مرشح السلطة الحالي محمد ولد الغزواني مجرد امتداد له بحسب تصريحات الأخير والرئيس المنتهية ولايته نفسيهما خلال خطابات ألقياها عشية افتتاح الحملات الدعائية للانتخابات الرئاسية منتصف ليل السابع من شهر يونيو الحالي في مدينة نواذيبو شمال البلاد.

وأكد المرشح المعارض، الذي يعتبر المنافس الأبرز لمرشح السلطة، أن الموريتانيين تضرروا من حكم الرئيس المنتهية ولايته، حيث ارتفعت نسبة الفقر، وازدادت الأوضاع سوءاً في كافة المجالات، إذ انتشر الجفاف والمرض والفقر بشكل غير مسبوق بين سكان القرى والأرياف، بسبب ارتهان النظام لترديد شعارات وهمية وتخليه عن دوره في توفير الأمن الغذائي، والصحة، والتعليم، والعمل على انتشال اقتصاد البلد المتدهور.

وأشاد ولد بوبكر بالجماهير التي حضرت مهرجان مدينة ألاك، والتي تنادت من مختلف مناطق محافظة لبراكنه وسط البلاد، للتعبير عن رغبتها في التغيير، ورفض امتداد عشرية النظام المنتهية ولايته، والذي أدخل موريتانيا في أزمات خطيرة، بحسب قوله. 

واعتبر المرشح المعارض أن التغيير ضروري لتمكين القضاء من الحصول على الاستقلالية التامة عن الجهاز التنفيذي، والعمل على أن يكون الجيش الوطني جمهورياً متفرغاً لمهمته النبيلة في الدفاع عن الوطن، وألا يتدخل في السياسة، فهو "جيش يقوم بمهمة نبيلة وليس من اللائق توريطه في الصراع السياسي"، إضافة إلى بناء إدارة في خدمة المواطن وليس في خدمة أجندات سياسية خاصة.

واستغرب ولد بوبكر تصريحات الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز خلال افتتاح الحملة الدعائية لمرشح النظام، والتي أكد فيها أن الانتخابات ستحسم من شوط واحد، مشدداً على أن الحسم إذا حدث في الجولة الأولى من الانتخابات، فسيكون لصالحه ولصالح التغيير في البلاد.

ويرى أنصار المرشح المدعوم من النظام محمد ولد الغزواني أن ترشحه بالفعل هو امتداد لنهج النظام المنتهية ولايته، لكنهم يرفضون وصف العشرية الأخيرة بأنها لم تقدم مشاريع اقتصادية واجتماعية لصالح المواطنين، مؤكدين على وجود إنجازات قائمة لا يمكن المزايدة بشأنها، بينما تبدي المعارضة تخوفها من تحول دعم الرئيس المنتهية ولايته وأركان نظامه إلى محطة لتزوير الانتخابات الرئاسية الحالية، وتطالب بتسيير العملية الانتخابية بشكل شفاف ونزيه.

وفي هذا الشأن، رأى المصطفى السالك ولد عبد الله، مسؤول الإعلام بالحملة الدعائية الجهوية بولاية لبراكنة للمرشح محمد الغزواني، أن مرشح المعارضة لم يكن مصيباً في مثل هذه الدعاية، مؤكداً أن "الموريتانيين يعرفون مستوى الانتقال الذي عرفته البلاد في العشرية الأخيرة من تاريخها تحت حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وهو انتقال، بحسب رأيه، كان المواطن الفقير أبرز المستفيدين منه، سواء تعلق الأمر باستفادة ثلث الأسر الموريتانية من برنامج "أمل" وهو برنامج لتيسير السلع الاستهلاكية الضرورية بأسعار رمزية، أو تعلق بالاستثمارات غير المسبوقة في البنية التحتية الصحية من خلال تشييد عشرات المراكز الاستشفائية في معظم الولايات، أو من حيث التكفل الشامل بالمرضى المعوزين أو بمضاعفة مخصصات ذوي الإعاقة عشرات الأضعاف".

وقال ولد عبد الله، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن العشرية الأخيرة في موريتانيا شهدت تضاعف المؤسسات التعليمية ابتداء من رياض الأطفال مروراً بالإعداديات والثانويات والجامعات، وانتهاء بمدارس المهندسين، وكانت الإدارة أقرب ما تكون من المواطن مؤازرة وصوناً لكرامته، فتم تسيير الرحلات الجوية لإنقاذ أي مواطن موريتاني في العديد من بؤر الصراع وبؤر التوتر، كما تم تشييد آلاف الكيلومترات من الطرق في البلد".

وأضاف ولد عبد الله "إننا في الحملة الدعائية للمرشح محمد ولد الشيخ محمد ولد الغزواني متفهمون جداً للضغط الحاصل على المنافسين من انطلاق المرشح واستناده إلى حجم كبير من المكتسبات التي تحققت في العشرية الأخيرة، وهذا سر تميزه، وببساطة نحن لا ننطلق من فراغ ونفهم التنمية في بعدها التراكمي".

وتتواصل الحملات الدعائية في موريتانيا بين ستة مرشحين للرئاسيات، لكن تشكل المشهد السياسي الحالي يشير إلى أن حجم التنافس وقوته تنحصر بين المرشح الغزواني، المدعوم من الرئيس المنتهية ولايته وبعض أركان حكمه، ورئيس الحكومة السابق سيدي محمد ولد بوبكر، المدعوم من الإسلاميين وعدد من الأحزاب القومية، والتجمعات الشبابية الراغبة في التغيير والشخصيات السياسية المستقلة.

المساهمون