مع مرور مزيد من الوقت على العملية التركية العسكرية في شمال شرقي سورية، ترتفع الضغوط الأميركية والغربية على أنقرة، مقابل إصرار الأخيرة على مواصلة عمليتها، وذلك في وقت أعلنت فيه القوات المهاجمة أمس السبت السيطرة على مدينة رأس العين في ريف الحسكة الشمالي، وذلك في سياق استراتيجية عسكرية تستهدف تقطيع أوصال المنطقة الممتدة ما بين مدينتي تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، ورأس العين، على طول يصل إلى نحو 100 كيلومتر. وبدأت تظهر بوادر انهيار تدريجي في صفوف "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي خسرت مدينة رأس العين إلى جانب عشرات القرى الأخرى، في وقت يبدو فيه أن الجانب التركي يستعجل الحسم لتفادي المزيد من الضغط الإعلامي والسياسي العربي والغربي، مع بروز موقف من الجامعة العربية أمس طالب بوقف الهجوم التركي.
وفي اليوم الرابع من العملية التركية ضد "قوات سورية الديمقراطية" في منطقة شرق نهر الفرات، أعلنت قوات "الجيش الوطني" المدعوم بالجيش التركي أمس السيطرة على مدينة رأس العين، بعد معارك مع "قسد" التي واصلت حتى ساعة متأخرة من عصر أمس نفي خسارتها للمدينة. وتواصل إرسال تعزيزات عسكرية من الجيش التركي و"الجيش الوطني" منذ مساء الجمعة عبر معبر أكشا قلعة الحدودي، وأكدت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" أن معظم التعزيزات التي وصلت تتبع للفيلق الثالث في "الجيش الوطني" الذي يضم فصائل كانت تعمل في منطقتي عمليات "درع الفرات" و"غصن الزيتون" في ريف حلب الشمالي.
وذكرت مصادر من "الجيش الوطني" لـ"العربي الجديد" أن "قسد" أُجبرت على الانسحاب من رأس العين بعد سيطرة "الجيش الوطني" المدعوم بالقوات التركية على المعبر الحدودي مع المدينة والتوغل في الأحياء السكنية والوصول إلى وسط المدينة، بالتزامن مع التقدّم في المحورين الغربي والشرقي.
وانضمت رأس العين إلى عشرات القرى والمواقع التي انتزعها الجيش التركي، إذ أكد المتحدث باسم "الجيش الوطني" الرائد يوسف حمود لـ"العربي الجديد" أن قواتهم بالتعاون مع الجيش التركي سيطرت على 34 قرية في محوري تل أبيض ورأس العين في ريفي الرقة والحسكة منذ بدء العملية العسكرية يوم الأربعاء الماضي. وأضاف حمود بالإضافة إلى السيطرة على تلك القرى، سيطرت قوات "الجيش الوطني" أمس بشكل كامل على معبر رأس العين الحدودي مع تركيا وعلى المدينة الصناعية شرقي مدينة رأس العين شمالي الحسكة. وقال المتحدث إن القوات المهاجمة "تواصل عملها للسيطرة على قرية عين العروس التي تقع إلى جنوب مدينة تل أبيض بنحو 3 كيلومترات". والسيطرة على هذه القرية تعني فرض حصار شبه كامل على مدينة تل أبيض من خلال قطع الطريق الواصل بينها وبين مدينة الرقة ومنطقة عين عيسى شمال الرقة. لكنّ مصادر مطلعة أكدت أن الجيش التركي ترك لعناصر الوحدات الكردية المتمركزين في مدينة تل أبيض ممراً للانسحاب عبر قرية عين العروس لتفادي مواجهات وحرب شوارع داخل المدينة.
من جهتها، ذكرت وكالة "الأناضول" التركية أن "الجيش الوطني" وصل إلى الطريق الدولي بين الحسكة وحلب "منبج - القامشلي"، فيما نفت مصادر عسكرية عدة من "الجيش الوطني" الوصول إليه، مشيرة إلى أن الطريق يبعد عن الحدود السورية التركية قرابة 25 كيلومتراً في محور رأس العين، و30 كيلومتراً في محور تل أبيض. لكن مصادر محلية أكدت لـ"العربي الجديد" أن الجيش التركي قطع الطريق الدولي عند "الأرتوازية" التي تبعد عن الحدود السورية التركية نحو 15 كيلومتراً، وتقع إلى الشمال من مدينة الرقة بنحو 80 كيلومتراً، مرجحة أن يعمد الجيش التركي إلى قطع طريق عين عيسى في ريف الرقة الشمالي الواصل إلى مدينة عين العرب في ريف حلب الشمالي الشرقي، في إطار استراتيجية قطع خطوط الإمداد ما بين عناصر "قسد" في منطقة شرق نهر الفرات.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع التركية أنها حيّدت 415 عنصراً من حزب "العمال الكردستاني" والوحدات الكردية منذ انطلاق العملية. فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 74 من عناصر "قسد" منذ انطلاق العملية، كذلك ارتفع إلى 49 تعداد قتلى مقاتلي الفصائل الموالية لتركيا، فيما قتل 8 جنود أتراك خلال الاشتباكات والاستهدافات، وفق المرصد. في غضون ذلك، قالت الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد أمس إن 191,069 شخصاً نزحوا بسبب العمليات العسكرية التركية الحالية.
في المقابل، دعت "قسد" الولايات المتحدة، إلى "تحمل مسؤولياتها الأخلاقية" تجاهها في مواجهة الهجوم التركي. وقالت في بيان تلاه القيادي ريدور خليل أمام صحافيين في مدينة الحسكة "حلفاؤنا ضمنوا لنا الحماية بعدما دمرنا الخنادق والتحصينات، لكن فجأة ومن دون سابق إنذار تخلوا عنا بقرارات ظالمة من خلال سحب قواتهم من الحدود التركية". وأضاف "نحن هنا ندعو حلفاءنا للقيام بواجباتهم والعودة لتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والتزام ما وعدوا به" عبر "إغلاق المجال الجوي أمام الطيران التركي". وتابع خليل "الغزو التركي لم يعد يهدد بانتعاش داعش، بل أنعشه ونشط خلاياه في قامشلو والحسكة وكل المناطق الأخرى"، مشيراً إلى هجمات بسيارات ملغومة في المدينتين. وأضاف "ما زلنا إلى الآن نتعاون مع التحالف لمحاربة داعش، إننا الآن نحارب على جبهتين، جبهة الغزو التركي وجبهة داعش".
اقــرأ أيضاً
في موازاة ذلك، برز إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن قذائف مدفعية تركية سقطت مساء الجمعة بالقرب من نقطة مراقبة أميركية في منطقة عين العرب. لكن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الذي تفقّد أمس مع كبار قادة الجيش مركز قيادة العمليات على الشريط الحدودي مع سورية، قال إنه لم يحدث أي إطلاق نار على نقطة المراقبة الأميركية، بل على مرتفعات تبعد عن النقطة ألف متر، أطلقت نيران وقذائف هاون على مخفر حدودي تركي. وأوضح أن القوات التركية ردت على مصدر النيران في إطار الدفاع المشروع عن النفس، وقبل الرد اتخذت كل التدابير للحيلولة دون تعرض القوات الأميركية لضرر. وأشار إلى أن القوات التركية أوقفت إطلاق النار احترازياً بعد تواصل الجانب الأميركي معها. وأضاف: "ضرب قوات الولايات المتحدة والتحالف الدولي غير وارد على الإطلاق، وهناك أصلاً تنسيق متواصل مع الأميركيين".
سياسياً، ترتفع الضغوط الغربية والأميركية على تركيا لدفعها إلى وقف هجومها على شرق الفرات. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أمس إن ألمانيا حظرت تصدير الأسلحة إلى تركيا رداً على شنّ أنقرة العملية العسكرية. وقال ماس: "نظراً للهجوم العسكري التركي في شمال شرق سورية، لن تصدّر الحكومة الاتحادية أي تراخيص جديدة لكل العتاد العسكري الذي يمكن أن تستخدمه تركيا في سورية".
أميركياً، قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، مساء الجمعة، إن بلاده تستطيع "شل" الاقتصاد التركي. وأوضح أن "الرئيس دونالد ترامب يعتزم توقيع مرسوم لردع تركيا عن مواصلة هجومها العسكري"، مضيفاً: "إنها عقوبات شديدة جداً. نأمل ألا نضطر إلى اللجوء إليها". وقدّم نواب أميركيون تشريعاً جديداً الجمعة، بهدف فرض عقوبات قاسية على تركيا، بسبب هجومها. سيمنع مشروع القانون إرسال الأسلحة إلى القوات التركية في سورية ويلزم الإدارة الأميركية بتطبيق عقوبات قائمة على تركيا لشرائها نظام الدفاع الصاروخي الروسي إس-400.
مقابل ذلك، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يؤكد الجمعة إصراره على مواصلة العملية، على الرغم من التهديدات المتصاعدة ضد بلاده، فيما عطّلت موسكو ليل الجمعة مشروع إعلان لمجلس الأمن الدولي يدعو تركيا إلى وقف عمليتها العسكرية في شمال شرق سورية.
كذلك شددت تركيا على أنها ستردّ بالمثل على أي عقوبات أميركية محتملة ضدها، على خلفية شنها العملية شمال شرقي سورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي، في بيان، إن بلاده أبلغت الإدارة الأميركية على كافة المستويات بانطلاق العملية، مضيفاً: "تركيا تحارب تنظيمات إرهابية تشكل تهديداً على أمنها القومي، وهذا الكفاح سيستمر بحزم، ولا ينبغي لأحد أن يشك في أننا سنردّ بالمثل على أي خطوة تتخذ ضد بلادنا في إطار المعاملة بالمثل". وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أمس، إن التهديدات والابتزازات لا يمكنها أبداً أن تثني تركيا عن قضيتها العادلة.
في الموازاة، أعلنت وزارة الخارجية التركية، أن أنقرة ستبقي في هذه المرحلة على عناصر "داعش" وأسرهم الذين ستتولى تركيا احتجازهم داخل المناطق المحررة من الإرهاب في سورية، مضيفة: "مستعدون للعمل مع المنظمات الدولية والدول التي ينتمي إليها عناصر "داعش" الأجانب في إعادة تأهيل زوجاتهم وأطفالهم غير المتورطين في جرائم".
في سياق متصل، كانت الجامعة العربية تدعو في اجتماع لها على مستوى وزراء الخارجية، إلى وقف العملية العسكرية التركية. وأدان وزراء الخارجية العرب خلال اجتماع طارئ في القاهرة ما وصفوه بـ"العدوان التركي" على الأراضي السورية، واعتبروه "تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي". وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن العملية العسكرية التركية "غزو لأراضي دولة عربية وعدوان على سيادتها". كذلك أدان وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، الهجوم التركي، وطالب الجامعة بإعادة عضوية سورية فيها، وهو الموقف نفسه الذي تبناه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل.
في المقابل، تحفّظت قطر والصومال على بيان الاجتماع الوزاري العربي، فيما برز أن التلفزيون المصري أوقف تغطية الاجتماع قبيل كلمة المندوب القطري إبراهيم السهلاوي، وعاود البث بعد انتهائها.
وفي اليوم الرابع من العملية التركية ضد "قوات سورية الديمقراطية" في منطقة شرق نهر الفرات، أعلنت قوات "الجيش الوطني" المدعوم بالجيش التركي أمس السيطرة على مدينة رأس العين، بعد معارك مع "قسد" التي واصلت حتى ساعة متأخرة من عصر أمس نفي خسارتها للمدينة. وتواصل إرسال تعزيزات عسكرية من الجيش التركي و"الجيش الوطني" منذ مساء الجمعة عبر معبر أكشا قلعة الحدودي، وأكدت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" أن معظم التعزيزات التي وصلت تتبع للفيلق الثالث في "الجيش الوطني" الذي يضم فصائل كانت تعمل في منطقتي عمليات "درع الفرات" و"غصن الزيتون" في ريف حلب الشمالي.
وذكرت مصادر من "الجيش الوطني" لـ"العربي الجديد" أن "قسد" أُجبرت على الانسحاب من رأس العين بعد سيطرة "الجيش الوطني" المدعوم بالقوات التركية على المعبر الحدودي مع المدينة والتوغل في الأحياء السكنية والوصول إلى وسط المدينة، بالتزامن مع التقدّم في المحورين الغربي والشرقي.
من جهتها، ذكرت وكالة "الأناضول" التركية أن "الجيش الوطني" وصل إلى الطريق الدولي بين الحسكة وحلب "منبج - القامشلي"، فيما نفت مصادر عسكرية عدة من "الجيش الوطني" الوصول إليه، مشيرة إلى أن الطريق يبعد عن الحدود السورية التركية قرابة 25 كيلومتراً في محور رأس العين، و30 كيلومتراً في محور تل أبيض. لكن مصادر محلية أكدت لـ"العربي الجديد" أن الجيش التركي قطع الطريق الدولي عند "الأرتوازية" التي تبعد عن الحدود السورية التركية نحو 15 كيلومتراً، وتقع إلى الشمال من مدينة الرقة بنحو 80 كيلومتراً، مرجحة أن يعمد الجيش التركي إلى قطع طريق عين عيسى في ريف الرقة الشمالي الواصل إلى مدينة عين العرب في ريف حلب الشمالي الشرقي، في إطار استراتيجية قطع خطوط الإمداد ما بين عناصر "قسد" في منطقة شرق نهر الفرات.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع التركية أنها حيّدت 415 عنصراً من حزب "العمال الكردستاني" والوحدات الكردية منذ انطلاق العملية. فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 74 من عناصر "قسد" منذ انطلاق العملية، كذلك ارتفع إلى 49 تعداد قتلى مقاتلي الفصائل الموالية لتركيا، فيما قتل 8 جنود أتراك خلال الاشتباكات والاستهدافات، وفق المرصد. في غضون ذلك، قالت الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد أمس إن 191,069 شخصاً نزحوا بسبب العمليات العسكرية التركية الحالية.
في المقابل، دعت "قسد" الولايات المتحدة، إلى "تحمل مسؤولياتها الأخلاقية" تجاهها في مواجهة الهجوم التركي. وقالت في بيان تلاه القيادي ريدور خليل أمام صحافيين في مدينة الحسكة "حلفاؤنا ضمنوا لنا الحماية بعدما دمرنا الخنادق والتحصينات، لكن فجأة ومن دون سابق إنذار تخلوا عنا بقرارات ظالمة من خلال سحب قواتهم من الحدود التركية". وأضاف "نحن هنا ندعو حلفاءنا للقيام بواجباتهم والعودة لتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والتزام ما وعدوا به" عبر "إغلاق المجال الجوي أمام الطيران التركي". وتابع خليل "الغزو التركي لم يعد يهدد بانتعاش داعش، بل أنعشه ونشط خلاياه في قامشلو والحسكة وكل المناطق الأخرى"، مشيراً إلى هجمات بسيارات ملغومة في المدينتين. وأضاف "ما زلنا إلى الآن نتعاون مع التحالف لمحاربة داعش، إننا الآن نحارب على جبهتين، جبهة الغزو التركي وجبهة داعش".
في موازاة ذلك، برز إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن قذائف مدفعية تركية سقطت مساء الجمعة بالقرب من نقطة مراقبة أميركية في منطقة عين العرب. لكن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الذي تفقّد أمس مع كبار قادة الجيش مركز قيادة العمليات على الشريط الحدودي مع سورية، قال إنه لم يحدث أي إطلاق نار على نقطة المراقبة الأميركية، بل على مرتفعات تبعد عن النقطة ألف متر، أطلقت نيران وقذائف هاون على مخفر حدودي تركي. وأوضح أن القوات التركية ردت على مصدر النيران في إطار الدفاع المشروع عن النفس، وقبل الرد اتخذت كل التدابير للحيلولة دون تعرض القوات الأميركية لضرر. وأشار إلى أن القوات التركية أوقفت إطلاق النار احترازياً بعد تواصل الجانب الأميركي معها. وأضاف: "ضرب قوات الولايات المتحدة والتحالف الدولي غير وارد على الإطلاق، وهناك أصلاً تنسيق متواصل مع الأميركيين".
سياسياً، ترتفع الضغوط الغربية والأميركية على تركيا لدفعها إلى وقف هجومها على شرق الفرات. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أمس إن ألمانيا حظرت تصدير الأسلحة إلى تركيا رداً على شنّ أنقرة العملية العسكرية. وقال ماس: "نظراً للهجوم العسكري التركي في شمال شرق سورية، لن تصدّر الحكومة الاتحادية أي تراخيص جديدة لكل العتاد العسكري الذي يمكن أن تستخدمه تركيا في سورية".
أميركياً، قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، مساء الجمعة، إن بلاده تستطيع "شل" الاقتصاد التركي. وأوضح أن "الرئيس دونالد ترامب يعتزم توقيع مرسوم لردع تركيا عن مواصلة هجومها العسكري"، مضيفاً: "إنها عقوبات شديدة جداً. نأمل ألا نضطر إلى اللجوء إليها". وقدّم نواب أميركيون تشريعاً جديداً الجمعة، بهدف فرض عقوبات قاسية على تركيا، بسبب هجومها. سيمنع مشروع القانون إرسال الأسلحة إلى القوات التركية في سورية ويلزم الإدارة الأميركية بتطبيق عقوبات قائمة على تركيا لشرائها نظام الدفاع الصاروخي الروسي إس-400.
كذلك شددت تركيا على أنها ستردّ بالمثل على أي عقوبات أميركية محتملة ضدها، على خلفية شنها العملية شمال شرقي سورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي، في بيان، إن بلاده أبلغت الإدارة الأميركية على كافة المستويات بانطلاق العملية، مضيفاً: "تركيا تحارب تنظيمات إرهابية تشكل تهديداً على أمنها القومي، وهذا الكفاح سيستمر بحزم، ولا ينبغي لأحد أن يشك في أننا سنردّ بالمثل على أي خطوة تتخذ ضد بلادنا في إطار المعاملة بالمثل". وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أمس، إن التهديدات والابتزازات لا يمكنها أبداً أن تثني تركيا عن قضيتها العادلة.
في الموازاة، أعلنت وزارة الخارجية التركية، أن أنقرة ستبقي في هذه المرحلة على عناصر "داعش" وأسرهم الذين ستتولى تركيا احتجازهم داخل المناطق المحررة من الإرهاب في سورية، مضيفة: "مستعدون للعمل مع المنظمات الدولية والدول التي ينتمي إليها عناصر "داعش" الأجانب في إعادة تأهيل زوجاتهم وأطفالهم غير المتورطين في جرائم".
في سياق متصل، كانت الجامعة العربية تدعو في اجتماع لها على مستوى وزراء الخارجية، إلى وقف العملية العسكرية التركية. وأدان وزراء الخارجية العرب خلال اجتماع طارئ في القاهرة ما وصفوه بـ"العدوان التركي" على الأراضي السورية، واعتبروه "تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي". وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن العملية العسكرية التركية "غزو لأراضي دولة عربية وعدوان على سيادتها". كذلك أدان وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، الهجوم التركي، وطالب الجامعة بإعادة عضوية سورية فيها، وهو الموقف نفسه الذي تبناه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل.
في المقابل، تحفّظت قطر والصومال على بيان الاجتماع الوزاري العربي، فيما برز أن التلفزيون المصري أوقف تغطية الاجتماع قبيل كلمة المندوب القطري إبراهيم السهلاوي، وعاود البث بعد انتهائها.