وفيما لم تستبعد المصادر نفسها إمكانية وجود خلافات عميقة بين حفتر وحلفائه السلفيين، أوضحت أن "قيادة اللواء الليبي المتقاعد لديها توجه جديد لإخلاء المراكز العسكرية الرئيسية من القيادات السلفية، في إطار خطة جديدة لبسط سيطرة ضباطه بالكامل على مخازن السلاح وقيادة المراكز الحساسة".
وأشارت المصادر إلى أن "حفتر يحاول نقل المجموعات السلفية المسلحة في بنغازي إلى درنة للمشاركة في قتال مجلس شورى بنغازي باعتبارهم "خوارج"، ضمن خططه للتخلص من سيطرة هذه المجموعات على بنغازي".
ووضعت المصادر ذاتها التفجير الذي استهداف مسجد سعد بن عبادة بمنطقة الخليل بالماجوري، الجمعة الماضي، والذي يعتبر الهجوم الثاني في غضون أسبوع على مساجد الجماعات المدخلية السلفية بالمدينة، بعد استهداف مسجد بيعة الرضوان، المسجد الرئيس للمداخلة، في سياق هذه الخلافات والفوضى الكبيرة التي تغرق فيها بنغازي.
واختلف استهداف مسجد سعد بن عبادة عن سابقه، إذ جرى زرع عبوة ناسفة بعناية في ملاحق المسجد، ليتم تفجيرها عن بعد أثناء أداء صلاة الجمعة.
وقتل خلال التفجير إمام المسجد السلفي خالد القذافي، كذلك سقط عدد كبير من المصلين جرحى، أغلبهم من أتباع التيار المدخلي.
وقالت مسؤولة مكتب الإعلام بمستشفى الجلاء للجراحة والحوادث، فاديا البرغثي، لـ"العربي الجديد"، إن المستشفى استلم قتيلاً واحداً و87 مصاباً.
وسبقت التفجير احتجاجات محلية، أولها انطلق ليلة الأربعاء الماضي من قبل مليشيات موالية للقيادي السلفي البارز في صفوف "قوات الصاعقة"، محمود الورفلي، الذي أعلن تسليم نفسه لقيادة اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، للتحقيق معه بشأن التهم الموجهة إليه من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
وقد تصاعدت الاحتجاجات إلى حد السيطرة على مقار عسكرية مهمة في بنغازي، انتهت بإطلاق الورفلي، بحسب ما أكدت مصادر أمنية من بنغازي لـ"العربي الجديد".
واعتبر مراقبون أن تفجير مسجد سعد بن عبادة الجمعة كان يستهدف الجماعات السلفية التي تسببت في حالة الفوضى التي عاشتها المدينة ليلة الأربعاء، والتي تجددت الجمعة عقب التفجير بساعات.
وبحسب مصادر أمنية، فإن عشرات المسلحين أغلقوا الطرق الرابطة بين بنغازي ومدن شرق ليبيا، وتحديداً الرابطة بين المدينة والمرج قاعدة حفتر العسكرية الرئيسية، مطالبين بإطلاق سراح النقيب فرج قعيم، وكيل وزارة داخلية حكومة الوفاق والمعتقل في سجون حفتر منذ شهور.
وعلى الرغم من أن الاحتجاجات ظهرت بصورة قبلية، وأن قبيلة الراغثة الناقمة على حفتر منذ أشهر تقف وراءها، بسبب اعتقاله ابنها قعيم، إلا أن مصادر أمنية أكدت لـ"العربي الجديد" انخراط مجموعات مسلحة سلفية في الاحتجاجات ليلة الجمعة.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن الاحتجاجات انتهت فجر أمس السبت، قبل أن يجري فتح الطرقات، بعد لقاء قائد القوات الخاصة، ونيس بوخمادة، مع المحتجين، إذ وعدهم بإطلاق سراح قعيم في أقرب وقت.