ونقلت وكالة "الأناضول" عن خبراء أمنيين تأكيدهم أن مليشيات حفتر زرعت آلاف المتفجرات داخل منازل جنوبي العاصمة طرابلس قبل انسحابها منها، ما سبّب مقتل العديد من المدنيين، مؤكدين أن قواته تتبع أسلوب تنظيم "داعش" الإرهابي.
ومُنيت مليشيا حفتر، في الفترة الأخيرة، بهزائم عديدة على أيدي القوات الحكومية في مدن الغرب الليبي حتى الحدود مع تونس، ومحيط طرابلس، فضلاً عن توتر العلاقات داخل مكونات معسكره في شرق ليبيا بعد القرار الأحادي الذي أعلنه حفتر بإسقاط اتفاق الصخيرات، وتنصيب نفسه بمقام رئيس الدولة.
والتقى رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق شرقي ليبيا، عقيلة صالح، الأربعاء الماضي، قادة بمليشيا حفتر، في اجتماع كان لافتاً غياب الأخير عنه.
Facebook Post |
وكانت عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق الليبي قد دعت في وقت سابق أهالي طرابلس إلى التزام بيوتهم والابتعاد عن مواقع مليشيات حفتر والمعسكرات، بعد عثورها على كميات من المفخخات والألغام داخل مساكن المدنيين في المناطق التي انسحبت منها مليشيات حفتر.
وأكدت "بركان الغضب" أن عدداً من المدنيين لقوا حتفهم، وذلك "بعد رجوعهم لتفقد منازلهم في المناطق المحررة إثر انفجار ألغام زرعتها مليشيات حفتر الإرهابية و المرتزقة في منازل المدنيين قبل فرارهم منها".
Facebook Post |
وفيما دعت "جميع المواطنين إلى عدم العودة إلى منازلهم في المناطق المحررة مهما كانت الأسباب"، لفتت إلى أن "الأحياء المحررة كافة، ما زالت مناطق عمليات عسكرية يمنع الاقتراب منها".
وبحسب "الأناضول"، فإن "مليشيا حفتر التي لم تتردد في استهداف العديد من الأهداف المدنية من المستشفيات إلى الأسواق، تستمر في اعتداءاتها الدنيئة حتى خلال انسحابها متقهقرة أمام ضربات الجيش الليبي".
وأوردت أن مسؤولي الحكومة الليبية أكدوا اكتشاف 280 قنبلة مصنوعة يدوياً، وأكثر من 600 عبوة ناسفة، زرعت مليشيا حفتر غالبيتها في منازل المدنيين.
ورغم حظر دخول المدنيين إلى تلك المناطق، إلا أن عدداً كبيراً من المدنيين قتلوا بتلك المتفجرات بعد دخولهم إلى منازلهم بغرض تفقدها، بحسب المسؤولين.
Facebook Post |
ويتوقع المسؤولون الليبيون أن مليشيا حفتر زرعت آلاف الألغام والعبوات الناسفة في مناطق جنوبي طرابلس، فيما يؤكد خبراء أمنيون أن "هذا التكتيك استخدمه سابقاً مسلحو تنظيم داعش الإرهابي".
وبحسب المصدر ذاته، قُتل 21 جندياً، و18 آخرون أصيبوا خلال عمليات تفكيك الألغام والمتفجرات في هذه المناطق، خلال الفترة الماضية.
وقبل أيام وثّق تقرير لوزارة العدل التابعة لحكومة "الوفاق الوطني" الليبية، اطّلع "العربي الجديد" على مسودة منه، الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات حفتر خلال الفترة من 13 ديسمبر/كانون الأول 2019 وحتى 31 مارس/ آذار 2020، وتضمّن رصداً "لعدد كبير من الانتهاكات والجرائم الخطيرة التي ترقى إلى جرائم الحرب، ومنها جريمة استهداف الكلية العسكرية بطرابلس في 4 يناير/ كانون الثاني 2020 التي راح ضحيتها 26 طالباً قضوا نتيجة استهداف مباشر لهم من طائرة مسيَّرة تابعة لمليشيات حفتر".
Facebook Post |
ووثقت اللجنة أكثر من ستين واقعة لاستهداف الأحياء السكنية في العاصمة، سقط خلالها نحو 268 مدنياً بين قتيل وجريح. وبحسب أرقام التقرير، وثّقت اللجنة خلال تلك الفترة سقوط 117 قتيلاً من المدنيين، بينهم 12 امرأة و15 طفلاً، وجرح 161 آخرين. وأضاف التقرير أن الحرب على طرابلس خلّفت مأساة إنسانية كبيرة، وأجبرت ما يقارب 57 ألف أسرة، أي 342 ألف شخص، على النزوح، بينهم نحو 90 ألف طفل.
ووثقت اللجنة حالات متكررة لاستهداف المرافق المدنية الحيوية شملت المطارات، وأبرزها معيتيقة، والمدارس والجامعات والمستشفيات والمنشآت النفطية وميناء طرابلس البحري.
وكانت بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا قد أدانت في 25 مايو/ أيار الحالي، المليشيا التابعة لخليفة حفتر، إثر مقتل وإصابة مدنيين في منطقتي عين زارة وصلاح الدين في طرابلس جراء متفجرات تلك المليشيا.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في 27 من الشهر ذاته، تلغيم مليشيا حفتر المناطق السكنية في طرابلس.
من جهتها، أعربت كل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، والمركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحروب، عن قلقها من الأخبار المتداولة عن مقتل وإصابة مدنيين جراء المتفجرات في منطقتي عين زارة وصلاح الدين جنوبي طرابلس.